الإنسان يستطيع انْ يترجم ما في داخِله من اعتقادات بكافة أشكالها وألونها وطعمها ووقتها، هذه الاعتقادات هي الصورة الذاتية للإنسان وهي التي تتحكم به. ولا شك ن الصورة الذاتية عن النفس هي محور الارتكاز الذي تدور حوله الشخصية، الإنسان هو الذي يري نفسه ويقيمها دون الاستماع للآخرين، فحين يري نفسه فاشلا فهو فاشل وهي يراها ناجحة فهو ناجح، وحين يري نفسه بطريقه إيجابيه فهو إيجابي، كذلك حين يرى أفكاره مؤثرة فهي مؤثرة وهكذا يتطابق العقل مع الصورة الذاتية.
الصورة الذاتية الإيجابية Self-Image هي المفتاح للنجاح والتقدم. لا يمكن للإنسان أن يري ذاته المكونة من المهارات والقدرات والسلوك إلا من داخل نفسه، ومن المستحيل أو من الصعب أن يتغير الإنسان إذا كان لا يريد التغيير. من أسباب هز الصورة الذاتية الاعتقادات الخاطئة التي يختزلها الإنسان في داخله ويمارسها في تفاصيل حياته، هذه الاعتقادات تساهم في تدمير الإنسان و تشويه صورته أمام نفسه، وتدمره داخليًّا وتحطيم معنوياته مما يؤثر على الحالة النفسية. وعلى الإنسان أن يتسامح مع نفسه ويهوّن عليها نعرف أنها غير سهلة ولكن هي الأنجع والأسلم ولا يجلد نفسه بسياط المجتمع التي لا ترحم ولا تعرف ما يدور في داخلك. كذلك غيّر من الأفكار السلبية وتمتع بالحياة وروض نفسك من خلال الرقابة.
تنشأ ثقتك بنفسك من المزج ما بين تفكيرك الإيجابي وفعلك الإيجابي وهما ما يُشكلان قوة اختياراتك في الحياة، فالثقة بالنفس هي طريق النجاح في الحياة، ومن أهم مبادئ الثقة بالنفس. فالتصرفات الإيجابية دليل على رضا الانسان عن ذاته، أما الانطواء ولوم النفس وعدم الرضا خطوات في سلم الصورة المهزوزة. يقول علماء النفس: إن مصالحة النفس تحتاج إلى نضال حقيقي وجهاد مع النفس. و ما أجمل أن يعيش الإنسان حياته متصالحا مع نفسه. حياة تسودها الطمأنينة ويعمها الهدوء وتغشاها السكينة. وجميع الاشهر فرصة للمصالحة والمسامحة قال تعالى : فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ (125) سورة الأنعام.
أنواع النفس المذكورة في القرآن الكريم ثلاثة: النفس الأمارة بالسوء، والنفس اللوامة، والنفس المطمئنة. جميع المسلمين والمسلمات يسعون أن تكون نفوسهم مطمئنة، قال تعالى: يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي .حين يجلس الإنسان مع نفسه ويحاسبها فإنه يدخلها في الوضع السلبي الذي يأخذها بعيدا حيث التنقل بين الأزمات، لذا على الأنسان أنْ يكرر قول أنا أحب نفسي وأحترمها وأقدرها من أعماقي ومن تلك العبارات الإيجابية.
ومن أسوء الأوقات حين يجلس الأب أو الأم مع بقية أفراد الأسرة ويسمعوهم عبارات سلبية ولوم النفس مما يترك الأثر غير المحبب في نفوسهم ويشعرهم أن الحياة كما يراها أبوهم أو أمهم ومن منظار رمادي أو أسود. دعوة صادقة: بثّوا روح المحبة والإخاء وكلمات الحب بين فلذات أكبادهم ولا تهزوا ذاتهم الداخلية التي يصعب عودها.
وفي الختام صُورتي الذاتية تهتزْ ولكني سوف أهز جذورها وأعيد غرسها في أرض طيبة هذا ما أتمناه لكل من اهتزت ذاته، أقتبس (بعض الناس ينجحون لأنهم محظوظون... ولكن معظم الناجحين قد نجحوا لأنهم كانوا مصممين على ذلك).