قد لا يعرف الكثير من أفراد المجتمع ما المقصود بمصطلح (التوحد).
فالتوحد.. هو اضطراب ناتج عن خلل عصبي في الدماغ يحدث عند الأطفال قبل سِن الثالثة, مما يؤدي ذلك إلى ممارستهم لأنشطة سلوكية متكررة وغير هادفة, وضعف قدرتهم على النطق والتحدث بشكلٍ سليم, وعدم إمكانيتهم على تكوين علاقات اجتماعية بصورةٍ جيدة فيميلون إلى الانطواء والانعزال عن الآخرين.
لذا.. فمن الطبيعي بأنْ أُسر التوحد تواجه الكثير من العقبات تجاه تربية وتعليم طفلها التوحدي, ومن ذلك: (كثرة الأعباء المالية, وضعف معرفتهم بأعراض الطفل التوحدي, وصعوبة التعامل مع ابنهم التوحدي مقارنةً بغيره من إخوته الأسوياء, وصعوبة اندماج ابنهم التوحدي مع الناس, وقلة المراكز المهنية التي تؤهل التوحدي للوظيفة بعد الدراسة, وندرة المراكز الترفيهية في الأحياء).
أما على صعيد وزارة التعليم فقد بذلت قُصارى جهدها في الاهتمام بالطفل التوحدي وتوفير أفضل تعليم مناسب له من خلال دمجهم مع طلاب التعليم العام, ووضعهم تحت مسؤولية إدارة مستقلة في وزارة التعليم ألا وهي إدارة التربية الخاصة للإشراف على ذوي التوحد وتسهيل تعليمهم وتوفير سُبل الراحة لهم في المدارس.
ومما يثلج الصدر وجود بعض الجمعيات المُساندة لأُسر التوحد ومنها (جمعية أُسر التوحد الخيرية) والتي تقدم دعماً شاملاً لذوي التوحد من خلال تقديم خدمات تدريبية ومعنوية لأُسر التوحد, وتنشر بين الناس ثقافة التعامل مع التوحد.
إنَّ أطفال التوحد بحاجة ماسة إلى الدعم من جميع مؤسسات المجتمع (الأسرة, والمدرسة, والمسجد, ووسائل الإعلام, الأندية الرياضية).
قد يتساءل البعض كيف لنا أن نمد يد العون والمساعدة لذوي التوحد؟
والإجابة تكون من خلال مجموعة من السلوكيات البسيطة في عملها والكبيرة في أجرها, ومنها:
أولاً/ التعامل معهم باحترام ولُطف.
ثانياً/ محاولة التقرب منهم وإشعارهم بالحب والود.
ثالثاً/ الحرص على عدم تجريح مشاعرهم بكلمات قاسية (كالمعاق, والناقص ونحوها).
رابعاً/ إعطاؤهم الأولوية في خدمات المراجعين بالدوائر الحكومية والشركات.
خامساً/ عدم الوقوف في الأماكن المخصصة لهم في مواقف السيارات.
سادساً/ أن نفعل لهم ما يخدمهم أكثر من قولنا بأننا في خدمتهم.
سابعاً/ توفير الأدوات اللازمة لتقوية قدراتهم وإمكاناتهم وتنميتها بما يعود عليهم بالفائدة.
حكمة.. الكلمة الطيبة مفتاح لكسب قلوب الناس.