أجرى الحوار - تهاني الغزالي:
لم تعد نجاحات المرأة السعودية خافية على أحد بعد أن نجحت في جذب انتباه العالم بتميزها في الكثير من مجالات الحياة المختلفة، والدكتورة سلوى الهزاع واحدة من تلك النساء السعوديات العربيات اللاتي تركن بصمة في مجال تخصصهن وفي حياتهن العملية، فجهودها في نقل الصورة الحقيقية عن المملكة في المحافل الدولية جعل منها نموذجا رائدا للأصالة، فالمحاور لها يلمس حبها للمملكة وغيرتها عليها وعلى حاضرها، بصورة أهلتها لأن تصنف ضمن قائمة أقوى وأكثر 25 امرأة تأثيراً في السعودية وكذلك في بعض المحافل العلمية الدولية. لهذا التقينا بها أثناء زيارتها لكندا لنتعرف على تجربتها مع الابتعاث عن قرب وعن دورها في مجلس الشورى ومسيرتها العلمية والأكاديمية.
* ممكن تعطينا نبذة عن بداياتك كطبيبة وهل دراستك للطب كانت خيارك أم الصدفة كان لها دور في ذلك؟
- تلقيت دراستي في مراحلها الأولية في الولايات المتحدة نظراً لأن والدي كان من أوائل المبتعثين في الولايات المتحدة، وهذا بالطبع أعطاني فرصة طيبة في الانفتاح على الكثير من المعارف والتجارب التي صقلتني، فوالدي منذ أن كنت في الصف الرابع كان حريصا على أن أساعده في كتابة رسالة الماجستير الخاصة به مقابل خمسة وعشرين سنتا، وهذا بالطبع جعلني أشعر بالمسئولية، ولي موقف مضحك مرتبط بذلك فحين ذهب والدي لإنهاء بعض الإجراءات في الملحقية بعد أن ناقش رسالة الماجستير وكنت بصحبته سألت الملحق في ذلك الوقت أن يعطي والدي ستين دولاراً وعندما سألني لماذا قلت له لأنه دفعهم لي نظير كتابة الرسالة فضج أبي والجميع بالضحك. وبعد أن أنهى أبي دراسته في الولايات المتحدة وحصلت على الثانوية العامة عدنا إلى المملكة وقررت أن أدرس الطب، وهذا الخيار كان محل اعتراض ليس من والدي ولكن للأسف كان من الأهل والمحيطين من حولي، فكان مجتمعنا في هذا الوقت لا يرحب بدراسة المرأة الطب، وكنت دائماً أتلقى النصائح بعدم الاستمرار والتوقف لأن ذلك سيحرمني من فرصة الزواج والإنجاب، ولكن بفضل الله نجحت في أن أنهي دراستي في الطب وتزوجت وأنجبت، ولكن ظهرت صعوبة أخرى عند اختيار التخصص فالتخصص الذي كنت أحلم بدراسته لا يتوفر في الجامعة التي أدرس بها واضطررت أن أغير مساري وأتخصص في طب العيون نظراً إلى أنه التخصص الذي كان برنامجه يدرس في الجامعة في ذاك الوقت، وفي البداية حزنت ولكن حمدت الله بعد ذلك كثيراً لدراستي هذا التخصص الذي منحني الكثير.
* متي بدأت مسيرتك مع الابتعاث وماذا استفدت من تلك التجربة؟ وماهي أهم الصعوبات في الغربة؟
- في البداية أود أن أوجه شكرا خاصا لولاة الأمر في المملكة ولخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز - رحمه الله الذين وفروا لأبنائنا تلك الفرصة العظيمة التي أتاحت للشعب السعودي الفرصة لأن يقدم نفسه للعالم، وأن ينقل الصورة الحضارية عن المملكة وخاصة المتعلقة بتعليم المرأة السعودية التي نجحت أن تحصل على أعلى الدرجات العلمية من أقوى الجامعات العالمية في بلد الابتعاث، واعتبر الطلبة والطالبات الآن يتمتعون بحظ أوفر وأفضل من جيلي من الطلبة والطالبات، لهذا أنا أغبطهم، فقديماً كان الحصول على المعرفة من المكتبات أمرا شاقا ويحتاج لوقت وانتظار في أروقة المكتبة الجامعية لساعات للحصول على المرجع المطلوب أو الكتاب، ولكن الآن الطالب بكبسة زر أو الفأرة في الكمبيوتر يحصل على مبتغاه حتى وهو في فراشه، والأمر الثاني أن فرص ابتعاث المرأة في بداياتي لم تكن متاحة كما هي في الوقت الحاضر، وأعتبر أن الصدفة خدمتني لثاني مرة حين حصل زوجي على بعثة للولايات المتحدة الأمريكية مما أتاح لي فرصة الابتعاث والدراسة في معهد ويلمر في جونز هوبكنز وحصلت بعدها على الزمالة الامريكية في الشبكية والوراثة عام 1993م. وأضافت الدكتورة سلوى وقالت «إن الطلبة المبتعثين في وقتنا وخاصة الأطباء منهم كان عليهم أن يبذلوا الكثير من الجهد ليغيروا الصورة النمطية عن الرجل والمرأة السعودية، والحمد الله نجح الكثير منا في تقديم صورة مشرفة عن الطبيب والطبيبة السعودية بصورة انعكس أثرها في التعامل مع زملائنا الدارسين حالياً سواء في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا أو في دول الابتعاث المختلفة». ولهذا آمل من كل مبتعث أن يضع نصب عينيه أنه سفير يمثل بلده بطريقة غير رسمية وأدعوه لأن يستثمر جهوده في تقديم صورة حضارية تليق بمكانة المملكة العربية السعودية التي لم تبخل على شعبها بالدعم المادي والمعنوي خلال فترة ابتعاثه.
وعن أطرف الأمور التي تعرضت لها أسرتها في فترة ابتعاث والدها للولايات المتحدة أضافت الدكتورة سلوى «المعروف أن عائلة الهزاع كانوا تجارا والوالد هو أول من قرر هذه الخطوة في الدراسة ولم يكن أحد يؤيده، فكان عمي الأكبر الذي يعتبر والدا لأمي معارضا بالبداية ولكن والدي أصر وأخذ الإذن منه خصوصا لأنهم يديرون تجارة ولكن كان والدي مغامرا حيث أخذنا أنا وأخواتي الخمس لأمريكا في وقت لم يكن بأمريكا ملحقيات ثقافية وإسلامية كالموجودة الآن، ولم تكن المدارس مهيأة للمسلمين، حيث كان زملاؤه يسألونه لماذا لم تترك بناتك عند أهلك؟ فكل زملائه تركوا أبناءهم إلا أن والدي أصر على وجودنا وتعليمنا هناك لنشاهد ثقافات مختلفة، فكنا ندرس مع الأجانب لدرجة كنا نسمي العيد ب-»أرب كريسميس»، وكان أبي يجمع أبناء المبتعثين في إحدى قاعات الجامعة كل يوم أحد ويعلمهم العربية والدين لعدم توفر مراكز تعليمية سعودية في ذاك الوقت».
* بعد عودتك من البعثة ما هي أهم المناصب التي شغلتيها؟
- بعد عودتي من البعثة بدأت بالعمل في التخصصي كاستشارية في أمراض وجراحة العيون ثم صرت أول طبيبة تشغل منصب رئيس قسم العيون ومركز الأبحاث، بالإضافة إلى عملي كطبيبة خاصة للملك فهد بن عبدالعزيز- رحمه الله-، وخلال فترة عملي صرت عضوة في عدد من الجمعيات والهيئات منها الجمعية السعودية لطب العيون والهيئة العليا الطبية بالمستشفى التخصصي وعضوا في هيئة تحرير المجلة السعودية للعيون، وكذلك ممثلة الشرق الأوسط في مجلس تحرير المجلة العالمية لطب العيون بالولايات المتحدة إلى جانب عضويتي في خمس عشرة جمعية عالمية للعيون.
* ما هي أهم الجوائز العلمية والدولية التي حصلت عليها؟
- أشارت الهزاع إلى أن مسيرتها العلمية أهلتها للحصول على جائزة أحسن بحث علمي من الجمعية السعودية لطب العيون عام 1995 وكذلك الدرع الذهبي للجمعية السعودية لطب العيون من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن احمد بن عبدالعزيز آل سعود لجهودها في طب العيون عام 1999، كما تم إدراج اسمها في كل من دليل ماركيز للشخصيات العالمية الهامة عام 1997م ودليل الشخصيات الهامة للصحة والرعاية الصحية عام 2000 بالإضافة إلى حصولها على جائزة «المرأة العربية» في كامبردج بإنجلترا لعام 1998 وكذلك جائزة «امرأة العام» من معهد بيوغرافيكال الأمريكي عام 1998 وكذلك جائزة «امرأة العام العربية» للعام 1999م.
نشاط حافل
والجدير بالذكر إلى أن الدكتورة سلوى الهزاع لها نشاط مكثف في مجال البحث العلمي حيث قدمت أكثر من 120 ورقة عمل في العديد من المؤتمرات المحلية والدولية الخاصة بأمراض وجراحة العيون، ونشر لها أكثر من 25 بحثاً في العديد من المجلات العالمية، وساهمت أيضاً في كتابة أربعة أجزاء في كتب علمية عالمية تتعلق بطب العيون ولها كتاب يتعلق بالأمراض الوراثية للعيون، وهي حاصلة على ثلاث زمالات «السعودية والبريطانية والأمريكية» في الشبكية والوراثة وسبق أن حصلت على جائزة الجمعية السعودية لطب العيون مرتين كأول طبيبة سعودية تحصل على هذا التكريم تقديرا لجهودها في مجال تخصصها وقد انضمت الدكتورة سلوى الهزاع الى موسوعة who is who العالمية عام 1997 وذلك نظير انجازاتها العلمية الرفيعة في مجال تخصصها وتم ترشيحها كأحد ممثلي المملكة في المجلس العربي الأفريقي للعيون ضمن انعقاد آخر اجتماع للمجلس في مصر في يوليو 1999م واختيرت في العام 2004م استاذاً مشاركاً زائراً في معهد ويلمز الأمريكي لأمراض العيون. وعملت نائبة رئيس لجنة الطب العرفي في إدارة الجمعية السعودية لطب العيون، وكذلك رئيسة لجنة التعليم الطبي المستمر في ادارة الجمعية عام 1998م. بالإضافة إلى أنها شاركت في 222 ندوة وألقت 305 محاضرات في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا والشرق الأوسط، وتمت دعوتها لإلقاء 56 محاضرة عالمية و58 محاضرة محلية.
وعلى صعيد الإنجازات الطبية نجحت الهزاع في تحقيق العديد من الإنجازات الطبية غير المسبوقة من أهمها إعداد واعتماد بروتوكول «اعتلال الشبكة عند الخدج وفقا لمقاييس المؤسسة الطبية « جونز هوبكنز» بأمريكا عام 1993 وشراء أول ليزر من نوع دايود «الثنائي» لمعالجة «اعتلال الشبكة لدى الخدج» في الشرق الأوسط عام 1994وكذلك استخدام مغروسة غانسكلوفير داخل الجسم الزجاجي «فيترازيرت» لمعالجة مرض الايدز لأول مرة في الشرق الأوسط عام 1997 واستخدمت جهاز المعالجة الضوئية الديناميكية لأول مرة في منطقة الخليج لمعالجة «تنكس البقعة الصفراء المرتبط بالسن» عام 2000 وأكملت في نفس العام علاج 1000 حالة شبكية بالليزر وكانت المتحدثة الرسمية في الجلسة الخاصة بأمراض الشبكية والأطفال في الاجتماع المشترك للمؤتمر الثامن للمجلس العربي الأفريقي لطب العيون ومؤتمر الإمارات الدولي الثاني عشر لطب وجراحة العيون في جمعية الإمارات الطبية دبي 18 أبريل عام 2005م.
* ما الشخصيات الداعمة والمؤثرة في مسيرتك العملية ومراحل حياتك التعليمية؟
- أحب أن أشيد هنا بأهم شخصيين وفرا لي الدعم خلال مسيرتي العلمية والعملية وأقول لهما لولا دعمكما ما كنت سلوى الهزاع التي يعرفها الناس الآن، فأهدي والدي الذي علمني حب العمل وزوجي أبو مشعل الذي لم يبخل علي ليوم بالتشجيع وأهديهما هذه المقولة التي أطلقتها «وراء كل امرأة ناجحة رجل عظيم» عكس المقولة المعروفة، وأحب أن أضيف أن البيئة التي يحتك بها الإنسان قد تكون مصدر إلهامه وتميزه ولهذا إلى جانب الأشخاص أضيف الأماكن كعنصر ملهم، فإقامتي في أمريكا علمتني الكثير وصقلت من خبراتي الحياتية والعملية فالخير والشر موجود في كل مكان لهذا أخذت «الشيء الزين» منهم «وأخذت الزين» من بلدي الحبيبة التي لو خيروني بين العمل فيها وفي أي مكان آخر في العالم فلن اختار إلا أرض الوطن الذي حظيت فيه بخصوصية وفرتها قيم عريقة وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف. وهناك ثلاثة أشياء دائماً أؤكد على أهميتها لتحقق المرأة النجاح الذي تأمله وخاصة الطبيبة ألا وهي (الأسرة المباشرة - بيئة العمل الداعمة للمرأة، فإذا لم يعط العمل السند لن تتمكن المرأة من النجاح، والأمر الأخير الحكومة فلولاها ما فتحت كلية الطب).
* عملك في مجال العمل السياسي متى بدأ وهل هناك عقبات اعترضتك خلال توليك مهام عملك في جمعية الصداقة السعودية الأمريكية لتحسين صورة المملكة بعد أحداث 2001م؟
- تجربتي مع العمل السياسي بدأت بعد أحداث 11 سبتمبر 2001م التي ولدت فيه الرغبة في العمل على تصحيح الصورة الخاطئة عن المملكة وبدأت جهودي وجهود زملائي من خلال لجنة الصداقة السعودية الأمريكية التي قامت بجولات متعددة في الكثير من المدن الأمريكية لشرح رؤية المملكة في الأحداث العالمية وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي ولدتها وسائل الإعلام المتعصبة في أمريكا وأوروبا، ثم عملت كمستشارة غير معلنة في مجلس الشورى لأن المجتمع لم يكن مهيأ في ذلك الوقت لأن تكون المرأة مستشارة، ونحن مثلما يقال نسير بالتدرج، خصوصاً في مجتمع محافظ كالمملكة، وأنا لكوني من بريدة أعلم ذلك جيداً.، ثم جاء القرار السامي الداعم لعمل المرأة السياسي ومنح 30 سيدة سعودية حق المشاركة في مجلس الشورى وكنت أنا واحدة منهن، وهنا لي وقفة أود أن أوضحها «نحن نعتبر دولة ناشئة، بدأ تعليم المرأة فيها 1960، ولو قارنا وضعنا بكل من البرلمان البريطاني والأمريكي سنجد أن مجلس الشورى لدينا كان سابقا على تلك الدولتين المتقدمتين من ناحية دخول النساء، فالبرلمانان الأميركي والبريطاني أخذا مئة عام حتى دخلت المرأة فيهما، ولكون المرأة السعودية تدخل مجلس الشورى وتدخل البلديات خلال 30 سنة فهذه قفزة وليس بتقدم.». ولدى المجلس الآن 12 مستشارة شاركن في مناقشة بعض الموضوعات ويحضرن بعض الجلسات والمنتديات التي تتطلب حضور المرأة ويشاركن فيها بالرأي ويقدمن المشورة وانضمامهن كعضوات فاعلات بلا شك سيزيد من فاعليتهن من خلال الدور الأساسي والمؤثر الذي سيضفنه في عمل الشورى، وأعتقد أن المرأة السعودية قادرة أن تتحمل هذه المسؤولية بأمانة وإخلاص وأن تكون عند حسن الظن لما تمتلكه من وعي وثقافة وأخلاق عالية فضلاً عن الحس الوطني الذي تشعر به المرأة السعودية وتتمتع به وهي التي تملك طموحا أن تكون في مقدمة النساء العربيات..
* قرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله -رحمه الله- بضم المرأة لمجلس الشورى يعد دعما لمكانة المرأة السعودية، ودعما لمكانة المملكة عالمياً.. إلى أي مدى تتفقين مع هذا الرأي؟
- أود هنا أن أقول: إن الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - عمل منذ توليه منصب ولي العهد على أن يضع المرأة السعودية في المكانة التي تليق بها فمنحها الكثير من الحقوق منها على سبيل المثال وليس الحصر (اختيارها في لجنة الحوار الوطني - منحها حق الابتعاث باسمها بدلاً من زوجها أو محرمها - منحها فرصة دراسة تخصصات متنوعة تتلاءم مع احتياجات التنمية بعد أن كانت قاصرة على تخصصين في السابق) وأود أن أذكر تصريح خادم الحرمين الشريفين الذي قال فيه (لا نستطيع أن نقف جامدين والعالم من حولنا يتغير ) فإن هذا يعني أن دور المرأة السعودية مهم في دفع التنمية، فالمتابع لمسيرة المرأة السعودية سيرى أنها مرت بقفزات متسارعة في شتى مجالات الحياة فازدهرت عطاءاتها في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - واستمرت بخطوات واثقة في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - الذي حظيت فيه بالكثير من التحولات من أهمها مشاركة المرأة في مجلس الشورى الذي تم اختيار عضواته من كافة مناطق المملكة ومن تخصصات علمية مختلفة ومتنوعة فمنا الطبيبة والأديبة وأستاذة الجامعة، بالإضافة إلى اشتراكها في المجالس البلدية، ويكفينا فخراً أن مشاركة المرأة في مجلس الشورى بنسبة 20% هي الأولى على مستوى البرلمانات الخليجية.
* ما هو السبيل لحل إشكالية انتشار أمراض العيون في المملكة ووجود قوائم انتظار طويلة في المستشفيات التخصصية.. فهل من حل لهذه الإشكالية ومن المسؤول عنها؟.
- مع زيادة نسبة المرضى المصابين بأمراض العيون في المملكة وجه الملك خالد - رحمه الله - بفتح مستشفى الملك خالد لأمراض العيون في عام 1978م ومن المؤسف أن الملك خالد -رحمه الله- قد وافته المنية قبيل الانتهاء من بناء المستشفى والذي افتتحه رسمياً خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله في نوفمبر من عام 1983م. ولكن للأسف هناك مشكلة مازالت قائمة بالنسبة للمصابين بأمراض العيون في المملكة أننا على الرغم من أن المملكة عملت على التوسع في إنشاء المزيد من العيادات ولكن من وجهة نظري هذا حل غير كاف لأننا مهما توسعنا فلا يحصل ذلك إلا بدمج عيادات العيون بالمستشفيات، فالعين ليست منفردة عن باقي الجسم، فإذا كان سبب مرض العين السكري أو السمنة أو الضغط أو الأمراض الوراثية فيسهل على الطبيب مراجعة ملفه عن طريق الكمبيوتر لعلاج عينه، وبذلك يقل عدد المراجعين لعيادات العيون. ولهذا أنادي ضم عيادات العيون للمستشفيات وبضرورة عمل الفحوصات الدورية على العين لأن ذلك سيقلل من فرص تدهور حالة عين المريض الصحية وبالتالي يقلل مراجعة المريض للعيادات.
* ما هي الكلمة التي تودين أن تنقليها للعالم عن المرأة السعودية وأخرى للفتاة السعودية؟
- أقول للعالم أن المرأة السعودية تلقى عناية واهتماما من لدن قيادتها، فقرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بخصوص ضم 30 سيدة سعودية لمجلس الشورى لم يأت بمحض الصدفة بل أتى نتاج الزرع الأخضر النامي لبرنامج خادم الحرمين الشريفين الإصلاحي الاستراتيجي الذي نحصد ثماره اليوم، فتركيز حكومتنا الرشيدة على الاستثمار في المجال المعرفي للرجل والمرأة على حد سواء بصمة وخطوة مهمة في تاريخ المملكة، سوف تسهم بلا شك في النهوض بفكر المرأة وتصقل رأيها بما يتناسب وتوجهات المملكة. وأضيف وأقول للفتاة والمرأة السعودية أن ولاة الأمر في المملكة وضعوا كل ثقتهم في قدراتك على دفع عجلة التنمية في البلاد في الفترة الحالية، لهذا أدعوكن لبذل المزيد من الجهد والتحلي بالصبر خلال طلب العلم في الداخل والخارج مع ضرورة التمسك بعاداتكن وتقاليدكن المنبثقة من شريعتنا الإسلامية الغراء. وأقول لكل من ينوب عن المرأة السعودية ويحاول أن يدعي عليها بأنها مازالت في عصر الحريم، الرجاء احترام خصوصيتنا على غرار احترامه لخصوصيات المرأة في الدول المتقدمة والغربية، لأن إيماننا نابع من عقيدة كفلت للمرأة كل حقوقها وعملت على رعايتها منذ لحظة خروجها إلى الحياة.