بيروت - منير الحافي:
رد سفير المملكة العربية السعودية في بيروت بعنف على الأمين العام لحزب الله من دون أن يسميه، وتوجه إلى «بعض الأصوات التي لا تريد الخير للبنان وتقامر بمصير أبنائه ومستقبلهم» أن العلاقة بين المملكة ولبنان «أقوى وأسمى وأبعد من أن تتأثر بمواقف غير مسؤولة، وهي علاقة مع الشعب اللبناني الأصيل المحب الذي يبادلها الوفاء بالوفاء والأخوة الحقة بمثلها». وتوجه «بالشكر العميق إلى الحكومة اللبنانية والمسؤولين والقيادات في مختلف المواقع وإلى أبناء الشعب اللبناني الشقيق على ما عبروا عنه من مواقف تضامنية نبيلة مع قائد المملكة العربية السعودية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- وحكومته الرشيدة في القرار الحكيم الذي اتخذه بمساعدة اليمن وإطلاق عاصفة الحزم».
أضاف: «أن المملكة العربية السعودية حين تدعم لبنان لا تنظر ولا تستمع الى من يدعو إلى الفتنة، لا بل تندفع في الدعم لقطع الطريق على خطاب الفتنة لأنه يؤذي لبنان».
كلام عسيري جاء خلال حفل عشاء تكريمي أقامته جمعية متخرجي المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت للسفير عسيري في مقر الجمعية بحضور حشد من الوزراء والنواب والشخصيات الدينية والاجتماعية، وبحضور إعلامي حضرته «الجزيرة».
وألقى السفير عسيري كلمة قال فيها: «يسعدني ويشرفني أن أكون بينكم اليوم، مكرماً من جمعية متخرجي المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت، التي نشّأت نخباً للدين والدنيا، فكانوا منارة للدين، وللدنيا علم، وقدمت صورة مشرقة ولا تزال عن لبنان الذي نعرف ونحب، لبنان الثقافة والعلم والإبداع».
واضاف السفير العسيري قائلا: لقد سمعنا مع انطلاق عاصفة الحزم أصواتاً ضلت طريق العروبة وأمعنت في الدفاع عن مصالح جهات إقليمية دون أن نفهم ما علاقة هذه الأصوات باليمن، ولماذا هذا الاندفاع في تفضيل مصلحة الآخرين على مصلحة الوطن وأبنائه.
نحن نفهم أن للجغرفيا السياسية تأثيرها وكذلك للامتداد الإقليمي، ولكننا لا نفهم كيف أن بعض الناس مستعد لنحر بلاده وتعريضها لأسوء المخاطر في سبيل مصلحة جهة خارجية».
وللذين يتخذون موقفاً عدئياً من المملكة العربية السعودية ودول الخليج التي تدعم عاصفة الحزم وهي قلة نقول: لماذا المقامرة بمصلحة لبنان وبمصالح اللبنانيين ولمصلحة من؟ إن المواقف التي تتخذونها لا تصب في مصلحة لبنان، لأن الدول العربية هي المجال الحيوي للبنان شاء من شاء وأبى من أبى.
ولأن هذا الأمر حقيقة تاريخية راسخة جاءت الدفعة الأولى من السلاح الذي تسلمها الجيش اللبناني من ضمن الهبة السعودية لتؤكد أن المملكة العربية السعودية تدعم الدولة اللبنانية والشرعية اللبنانية والمؤسسات الرسمية وليس المليشيات وفئات ضد أخرى، لأن في منطقها وفي المنطق العام أن الدولة هي الجهة الوحيدة صاحبة السلطة والقدرة على الإحتفاظ بالسلاح واستعماله عند الاقتداء.
وهذه الهبة التي سيتوالى وصول دفعات منها خلال المرحلة المقبلة هي لتمكين الجيش اللبناني من حماية الحدود ومكافحة الإرهاب، وهي غير مسبوقة وغير مشروطة بتمكين الجيش من الحفاظ على أمن وسيادة لبنان، وتشكل دعم جزء من الأمن العربي.
وأكد أنه منذ حوالي الشهر لبت المملكة العربية السعودية استغاثة الرئاسة اليمنية لدعم الشرعية في اليمن، وبالأمس سلمت الجيش اللبناني دفعة من السلاح لدعم الشرعية اللبناني، فبربكم كيف يقر فريق بدعم الشرعية بلبنان ولا يقر بدعم الشرعية في اليمن؟ وكم هو مفيد أن لا يزايدن أحد على حرص المملكة على اليمن وشعبه فمواقف المملكة التاريخية ومساعداتها لهذا البلد الجار وشعبها الشقيق تعطي الدروس ولا تحتاج الدروس من أحد.
قبل إيام عدة أعلنت المملكة انتهاء عاصفة الحزم وبدء إعادة الأمل. وحبذا لو تتم مواكبة هذا التطور من الأطراف كافة في لبنان وأخذ الساحة الداخلية باتجاه تهدئة وتنفيس الاحتقان وإبعاد شبح القتنة، لأن المملكة تأمل أن تتحقق وحدة الصف اللبناني واللحمة الوطنية والتقارب المذهبي لا التباعد والتشرذم والانقسام».