الجزيرة - المحليات:
زيارة واحدة إلى الديرة القديمة بمحافظة عيون الجواء تكفي لإعادتك لعصور قديمة تعيش حياتها وتلامس شخوصها من خلال التراث العمراني الشعبي الذي وقف صامداً لمئات السنين، ويحكي قصة إبداع الإنسان السعودي المحافظ على قيمه وموروثه، ومنها الديرة القديمة التي وجدت التفاتة واهتماماً من جانب المجلس البلدي بعيون الجواء لتمتد إليه يد أعضاء المجلس في أكبر مشروع لإعادة ترميم (الديرة) وبتكلفة تقارب الأربعة ملايين ريال.
نائب رئيس المجلس البلدي لبلدية محافظة عيون الجواء إبراهيم العمرو، أكد حرص المجلس من خلال عدة جولات تفقدية لأعضائه على إعادة النسق العمراني التراثي القديم للديرة القديمة من حيث تخطيط الشوارع وبناء المنازل من وحي تاريخ المنطقة والأهالي، وقال: إن وتيرة العمل في تصاعد وتم الانتهاء من مراحله الأولى ويتوقع اكتمال المشروع منتصف العام المقبل.
ما يجذب الزائر للديرة القديمة هو الاقتراب من أولئك الذين يصنعون التاريخ بمشغولاتهم الحرفية، حيث ينتشر الحرفيون والتجار بالمنتجات السعودية الأصيلة، وعندما تتجول في السوق يخيّل لك أنك تمر بأحياء عيون الجواء القديمة، حيث المساحات الواسعة لفعاليات المدينة من برامج سياحية تراثية وألعاب شعبية، وهي الساحة الرئيسية كما أن هناك سوقاً لبيع الملابس والأكلات الشعبية ومنتجات الحرف اليدوية لتصبح الديرة القديمة نقطة جذب أساسية في المحافظة.
وتشمل المرحلة الأولى من المشروع الذي أحياه المجلس البلدي؛ ترميم الجامع القديم وبيت الإمام وغرفة الكتاتيب والمدرسة والسوق القديم (المجلس) وممرات داخلية، بالإضافة إلى تهيئة مقر لاستقبال الزوار في الحيالة، ويستمتع الزائر بالتنزه في مساحة قدرها 5 آلاف متر مربع.
وقد راعى القائمون على أمر إعادة الترميم أثناء التنفيذ أن يكون بأفضل المواد وبأيدٍ ماهرة، وأن يكون أيضاً وفق طريقة البناء التراثية المعروفة قديماً، وأن يُعاد كل مبنى على شكله الذي عُرف به، ولم يغفلوا عن الاستعانة بعدد من كبار السن الذين لهم الخبرة في بناء المنازل القديمة الطينية وبالصور القديمة لدى بعض المهتمين.
أما المرحلة الثانية للمشروع، فتهدف إلى استكمال الممرات والمزرعة التقليدية وترميم المساجد في البلدة، وعدد من المنازل وتنفيذ أعمال الإنارة التقليدية وغيرها من الأعمال، ووجد المشروع إقبالاً كبيراً من المواطنين وبخاصة ممن يستهويهم الماضي وعبقه الجميل.