سقيم أكلت القهر عصفاً مكدراً
وذت الردى بالحزم زاداً مبهراً
نعم هزَّك الأحرارُ يا قسَّ فتنةٍ
أرادت بأرض العُرب شراً مدبراً
لنا الطول يا أفاك والمجدُ ملكنا
وللكاذبِ المعتوه عقل تبعثرا
إذا كنت يا إبليسُ للقدس ناصراً
فإنا مع الشيطانِ لو شدَّ مئزرا
ولكنك الثعبان صوتٌ وصورةٌ
تداهنً إسرائيل رعباً تصورا
فأنت لهم جارٌ حميت جوارهم
بحربٍ على الصديق بوقٌ تجبرا
فلم تلتزم من دين أحمد غير ما
وصيته بالجارِ يا شرَّ من جرى
فأتقنت بالإذلال حسنَ جوارهم
وأعطوكَ يا عربيد أمناً مؤجرا
وألبست لبناناً ثياب طوائفٍ
وقد كان نوراً للعروبة مزهرا
فهيا غراب البينِ شيطان فتنةٍ
تقدَّّم وسم الله إن كنت قادرا
وحرر تراب القدس واترك دعايةً
مللنا صداها يا جباناً تعفَّرا
فأنت شجاعٌ في دمشق وحولها
على العُزَّل الأطفال بوم تصقرا
تنفذ ما قال الفقيهُ بخسَّّةٍ
ومن غدركَ الصخرُ الكريمُ تكسرا
وللقائم المعبود في قُم تقوَّست
رقابٌ أبان الشركُ منها وقصرا
أتحسبُ أن الله يتركُ مكةً
لأطماع من أعطاك وعداً تكسرا
تجلى لك التوحيدُ في عصف حزمه
وسلمان سلَّ الحق سيفاً مشهرا
أجل أنت لا تدري بأحفادِ خالد
وأبناء سلمان وإخوان من ذرى
همُ الموتُ أحفادُ الصحابة حينما
تنادوا لعصف الحزم بطنُك خورا
ستبقى بلاد الوحي ما دام يومها
مضيئاً بشمس الحق نوراً مقدرا
ويحمي حماها كل من زار بيتها
ترضّى على الأصحاب جمعاً وكبرا
جميعُ بلاد الأرض جاءت مطيعة
لسلمان تعطي العهد نصراً مؤزراً
فليس لها ثأرٌ ولم تتبع الهوى
ولكنها للرشد عقل تبصّرا
يريدون سلماً للأنام ورفعة
وإيران تنوي الشرَّ سراً ومنبرا
ستعلم يوماً أن للعُرب صولةً
يعيدون فيها كل شبر تبعثرا
فهم من يعيد الروح للقدسِ مثلما
أحاط بها الفاروقُ مجداً وسوَّرا
فيا حامل الإبريق بلغ فقيهكم
بأن تراب العُربِ رملٌ تجمَّرا
ونحنُ لآلِ البيت نصرٌ وأنتمُ
لآلِ رسول الله شر تبخترا
ونحنُ حماةُ الدين نروي حياضه
دماءً تُحيل النقع مسكاً وعنبرا
مع الراية الخضراء تمضي ركابنا
ونتبع سلماناً ولو خاض أبحُرا
شعر - عبدالملك عواض الخديدي - عضو النادي الأدبي بجدة