الجزيرة - منيرة ناصر آل سليمان:
تتابعت إنجازات أبناء الوطن وقد أينع الحصاد هذا العام، وتباركت براعمه واستطال عودها؛ فجاءت المراكز المتقدمة في المحافل العلمية الدولية أجمل الثمار وأروعها، وقد زاحم طلابنا وطالباتنا الأيادي لتنال الجوائز، وتقتنص المراكز وتتقلد قلائد الفوز، وترفع اسم الوطن بين الأوطان المتقدمة، لافتين الانتباه لحضورهم وأنهم قادمون بتوفيق الله تعالى، وقد حملوا على أكتافهم الصغيرة وعقولهم الكبيرة مسؤولية وطنية كبيرة، فكان خير تمثيل من أروع الأوفياء..وحين تتعلق الإنجازات بالطالبات يمكننا أن نقول للعالم قف ها هن بنياتنا بسترهن وحجابهن لم يمنعهن من التفوق، والحصول على الجوائز الدولية!!
والآن نحتفل بصغيراتنا (شادن خلف الشمري) الحاصلة على الميدالية البرونزية في الأولمبياد الدولي للرياضيات والطالبتين (جود توفيق وأمل مير) اللاتي حصلتا على شهادتي شكر وتقدير في ذات المسابقة، نصفق لهن باعتزاز ونقدمهن بفخر.. هذه شادن الشمري تتحدث بمشاعر الفخر والاعتزاز فتقول : مشاعري مشاعر الفخر والاعتزاز كفائزة في محفل دولي ولقد كان لاهتمام الوزير بي شخصيا باعث على الفخر والسعادة لي، كما جعلني أشعر بالمسؤولية أكثر تجاه وطني الغالي ومنحني الثقة في ذات الوقت بأن أستمر وأتابع مشواري بإذن الله تعالى، وعن مشوارها في المشاركة بالأولمبياد قالت شادن التي تدرس في الصف الثاني ثانوي بالثانوية (19) التابعة لإدارة التعليم بحائل: بدأت المشاركة في الأولمبياد منذ عام في عم 2013م في ملتقى الشتاء بالرياض وتتابعت الملتقيات والتدريبات حتى ترشحت لأولمبياد الخليج عام 2014 في عمان وحققت الميدالية الذهبية، ثم مثلت المملكة في الأولمبياد الأوربي للبنات في تركيا وفي ذات العام شاركت في أولمبياد البلقان في بلغاريا، كماوتدربت في جامعة الملك عبدالله (كوست) حتى تأهلت للأولمبياد الدولي في جنوب أفريقيا وحصلت على شهادة شكر، استمر تدريبي في كوست وتأهلت لأولمبياد الخليج في الكويت عام 2015م وحصلت على الميدالية الذهبية والآن بفضل الله تعالى أحقق الميدالية البرونزية في الأولمبياد الأوربي للبنات في بيلاروسيا.
وعن دعم وزارة التعليم قالت شادن: من خلال التعاون بين وزارة التعليم وموهبة تم عقد مجموعة من الملتقيات تحت إشراف مدربين عالميين وبالتدريب المكثف والتفريغ الكامل في جامعة الملك عبدالله منذ عام 2014.. كما عبر والدا شادن عن سعادتهما قائلين: نحمد الله تعالى ونشكره على عظيم فضله بأن منّ على ابنتنا بهذا التميز والتفوق الذي يجعلنا نفخر بها ونتمنى أن تستمر على هذا الدرب وتحقق أعلى الدرجات بإذنه تعالى، وكان لاهتمام معالي وزير التعليم جل الأثر في قلوبنا ودافعاً لابنتنا لمواصلة إنجازاتها بإذن الله تعالى وتحقق كل ما يستحق الفخر، وتغريده الوزير عنها وزميلاتها أدخلت الفرح والسرور لقلوب الجميع وليس الطالبات فقط وبإذن الله تعالى سوف تكمل مشوارها مع مؤسسة موهبة تحت إشراف وزارة التعليم حتى تحقق كل ما تصبو إليه في الأولمبياد العالمي.كما عبر والدها عن شكره لكل من ساهم في دعم ابنته وخص بالذكر سعادة الدكتور عبدالرحمن القويزاني مدير عام الأولمبياد الدولي وذلك لدعمه لابنتنا ولجميع الطلاب والطالبات.
وتحدثت الطالبة جود توفيق إبراهيم صالح التي تدرس في الصف الأول ثانوي في الثانوية الثانية بينبع الصناعية التي بدأت بقولها: «تمثيل الوطن شرف» هذا ما قاله الدكتور عبدالرحمن القويزاني مدير عام الأولمبياد الدولي وجعل هذا المعنى مطبوعًا في قلبي، ومن قبله كانت بذرة التميز التي زرعها أبي وأمي العظيمين طوال حياتي تكبر وتكبر كي تنتظر وقت الحصاد، أنه لأمر عظيم أن تنشأ تحت أيادٍ كافحت وصبرت من أجل أن يأتي الوقت الذي تفرح به، ولا أنسى مدرباتي ومديرة مدرستي الثانوية الثانية ومديرة مدرسة تحفيظ القران الكريم للمتوسطة والابتدائية وكل معلماتي فلكم جميعًا كل شكري وامتناني، وانني اليوم أحمد الله على تمثيل المملكة في هذه المسابقة وحصولي على شهادة الشكر والتقدير بفارق درجتين عن الميدالية البرونزية، ولكي يعلم الجميع ان مسيرتنا وطموحنا أكبر وأعمق من ذلك والفرص القادمة أمامنا واذا تعثرت فسوف اهب حتى أصل -بإذن الله -.
وعبر والد جود عن شكره وامتنانه قائلاً: أتقدم بالشكر الجزيل لله أولًا ثم لمؤسسة موهبة ورجالها ووزارة التربية والتعليم على عطائهم اللامحدود، فقد كانوا خير معين لنا بعد الله، كانوا الأرض الخصبة لبذرة موهبة أبنائنا وبناتنا، فنجاح الجيل يحتاج تضافر جهود المؤسسة التعليمية مع المنزل، فدولتنا ولله المنة ترعى وتشجع الاثنان من أجل رفع راية التوحيد وإبراز مكانتنا بشكل مشرف وراقي والحمد لله رب العالمين. فإني أرجو من كل من يملك الصلاحية القرار أن تنشأ لبناتنا الموهوبات جامعة خاصة لرعايتهم بعد الثانوية العامة حتى يكونوا مستقبل القريب علماء وقادة يرفرفون أعلام بجانب علم الوطن وحتى نغدو السابقين الدول الصناعية والمتقدمة.
وبدورها تحدثت والدتها (هالة جلال الدين سمرقندي) قائلة: من تيسير الله وتوفيقه سبحانه كانت رحلتنا لخوض منافسة مع الدول الأوربية في مسابقة الـ EGMO لعام 2015م ومن فضله وكرمه أن منّ علينا برفع راية الإسلام المتمثلة بدولتنا الغالية فحصلنا على ميدالية برونزية وشهادتي تقدير وبإذن الله عز وجل القادم أفضل، والشكر والتقدير موصول لفريق العمل الرائع والمتفاني بصدق من أستاذتنا نورة الناصر والأستاذ سلطان البركاتي إلى أعضاء الفريق صغيرهم وكبيرهم، فلله الحمد والشكر كنا كوكبة متلاحمة مستمسكة بدينها وسنة نبيها في بيلاروسيا.
وإن تحدثت كأم فإني سأجدني فخورة بما وهبني الله من ابنة موهوبة ليس في الرياضيات فحسب بل هي موهوبة وناجحة في شتى المجالات ومتميزة في علاقاتها داخل البيت وخارجه ومحبوبة من الجميع وتملك روحا متفائلة وقد علمناها أنا ووالدها وغرسنا فيها أن الله يحب المحسنين فإن كنت قريبة من الله فالحبل لن ينقطع والسعادة والتوفيق سيلاحقانك أينما كنت ومن جهة أخرى ندعمها ونحثها على المواصلة والمجاهدة في البذل والعطاء لأولمبياد الرياضيات ووضع الميدالية الذهبية الهدف الأسمى والمنال القريب.
وعبرت الطالبة (أمل مير) عن شعور الشرف بتمثيل الوطن قائلة: أحمد الله على حصولي على شرف تمثيل الوطن الذي لم أكن لأصل اليه لولا فضل الله تعالى علي ثم جهود عائلتي وتشجيع زميلاتي ومدرستي المتوسطة 96 والثانوية 72 ووزارة التعليم متمثلة في إدارة التعليم بجدة ولا أنسى جهود مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والابداع التي تسعى دائما لرفع راية الوطن ورفع راية البلاد، شرف لنا وهل هناك أشرف من رفع راية التوحيد!؟ ولقد استغرق الوصول لهذا الموقف الكثير من الوقت والجهد فلقد أعدت موهبة برامج مكثفة للتدريب على أيدي خبراء محليين وأجانب للوصول لمستويات جيدة، لكننا لانزال نطمح لمستويات أعلى بإذن الله تعالى ومن هنا اوجه نصيحتي لشباب امتنا بأن يكافحوا لطلب العلم، الذي لا يقتصر على الكتب المدرسية فمصادر التعلم في زمننا هذا اتسعت والوصول لها أصبح ميسرا، وأنوه بأهمية التعلم الذاتي، فأن تصل أنت للمعلومة أسرع من أن تنتظرها لتصل إليك، وقبل ذلك أوصيهم بأن يتمسكوا بدينهم وقيمهم، فبالدين والاخلاق والعلم نكون قد مثلنا وطننا خير تمثيل.
وقال والد أمل: أولا نحمد الله على الإنجاز الذي حققته ابنتنا وهو شرف لنا وللأسرة بل لمدرستها ومعلماتها وللوزارة والوطن، وإننا لنرى أن من واجبنا تهيئة كافة الإمكانات وتسخيرها حتى تتمكن من مواصلة الإنجازات والتفوق.
وتابع والد أمل: منذ أن تواصلت موهبة مع ابنتنا وكانت حينها في المتوسطة 96، ووقفت مديرة المدرسة ومعلماتها مع ابنتي وشجعنها على الاشتراك مع برامج موهبة، فدور موهبة ووزارة التعليم دور تكاملي، ثم بعد انتقال ابنتي إلى الثانوية 72 استمر هذا التعاون المثمر حين وافقت الوزارة مشكورة عاى تفريغ ابنتي في نهاية العام لبرامج موهبة.
ختاما أحمد الله عز وجل على التوفيق ثم أتوجه بالشكر لبناتنا الذين عملوا ليل نهار وثابروا وصبروا فحصدوا ثمار ما زرعوا، ثم الشكر للوزارة على تعاونهم حيث حرصوا على تواجد مشرفة معهم والتي كانت لهم الأخت والمرشدة، وأخص بالذكر مدرستها ومعلماتها.
وإذا كان الثناء يوجه لمن حقق هذا الإنجاز فإن لي تحية شكر وإجلال لمهندسي هذا الإنجاز وهم موهبة جميع منسوبيها، حيث عشنا معهم أياما شعرنا فيها بعظم جهدهم وتفانيهم لخدمة بناتنا..
وقالت والدة الطالبة أمل: أحمد الله حمدا كثيرا على تفوق ابنتي أمل مير في هذه المسابقة وفي مسابقة البلقان للناشئين عام 1435 وحصولها على الميدالية البرونزية.
و إنني فخورة بها، لأنها رفعت بذلك اسم الوطن الغالي وراية التوحيد في جميع محافل التعليم في العالم، أما عن دور موهبة ووزارة التعليم، فلها الفضل بعد الله في تشجيع ابنتي منذ التحاقها في المرحلة المتوسطة بالتعاون مع مدرستها 96 ومعلماتها الأفاضل ومديرة المدرسة لما بذلوه من جهد كبير بتذليل جميع الصعوبات أمامها، وبعد انتقالها إلى الثانوية 72 تواصل الجهد من المعلمات ومديرة المدرسة، وخاصة عند تفرغها لإكمال تدريبها مع موهبة، وأرجو من الله تعالى أن يعين بناتنا على إكمال هذه المسيرة، وهنا أتوجه بالشكر والعرفان لموهبة خاصة وجميع منسوبيها لما بذلوه من جهد وتواصل معنا ليلا ونهارا، وكذلك وزارة التعليم لما بذلته من توفير سبل الراحة في سفرنا، والاهتمام ببناتنا بإرسال مشرفة خاصة لهم وحرصها على راحتهم.