تونس - فرح التومي:
قرّرت تونس الإنضمام إلى القوة العربية المشتركة لمكافحة الارهاب وحماية الأمن القومي العربي التي تبنتها القمة العربية المنعقدة أواخر شهر مارس الماضي في مدينة شرم الشيخ المصرية. وكانت القيادة العسكرية التونسية حضرت الأربعاء اجتماع رؤساء المؤسسات العسكرية العربية في الرياض بالمملكة العربية السعودية للتباحث حول «الجوانب التفصيلية» للقوة العربية المشتركة المزمع بعثها، مؤكّدة أنّ تونس قرّرت بذلك الانضمام رسميا إلى المبادرة المصرية بتكوين القوة العسكرية المشتركة. يأتي هذا القرار بعد أن كان وزير الخارجية التونسي الطيب البكوش قد أعلن عن عدم رغبة تونس الانضمام للقوة العربية المشتركة .
امنيا دائما، اندهش الراي العام المحلي من بعث الاتحاد الوطني لنقابات قوات الأمن التونسي «هيئة حكماء الأمنيين» يرأسها الجنرال علي السرياطي مدير الأمن الرئاسي في عهد بن علي، وبعضوية مدرين عامين للأمن الوطني سابقا، ممن تم عزلهم واجبارهم على التقاعد المبكر، للإشتباه في ضلوعهم في قضايا ذات طابع أمني في الظاهر، ولكنه سياسي في الجوهر. وكان رئيس الاتحاد الوطني لنقابات قوات الأمن التونسي، صرح بأن هذه الهيئة سيكون لها دورا استشاريا إرشاديا من خلال استثمار خبرات القيادات الأمنية السابقة التي تم تكريمها في مجال مكافحة الارهاب والمجال الأمني الاستراتيجي وسلامة أمن الدولة الداخلي. ويذكر أن الاتحاد كان قبل ذلك كرم هذه القيادات الأمنية السابقة «اعترافا لهم بالجميل على المساهمة المباشرة والحاسمة في إنجاح مسار الثورة التونسية»...وتغافل الاتحاد عن ذكر الأسباب التي جعلت القضاء يزج بهذه القيادات في السجن على مدى سنوات متتالية غداة الثورة...
وفي سياق متصل تستمر االمواجهات العسكرية التي بدأها الجيش التونسي في جبل سمامة المحاذي لجبل الشعانبي من محافظة القصرين ( 250كلم جنوب غرب العاصمة تونس) منذ يوم الإربعاء ضد مجموعة إرهابية اتعرضت طريق دورية عسكرية واطلقت عليها النار ولاذت بالفرار، بعد استشهاد احد العسكريين وجرح عدد من العناصر المسلحة. وفي حركة غير مسبوقة، فرضت وزارة الدفاع «طوقا إعلاميا غليظا» على سير العملية العسكرية ودعت وسائل الإعلام الى عدم الكشف عن اية تفاصيل يمكن ان تساعد الإرهابيين وتدلهم على اماكن وجود القوات العسكرية بما من شانه ان يهدد نجاح المواجهة العنيفة. سياسيا، يبدو أن الخلافات صلب حركة نداء تونس لم تنته بعد ان زاد انتخاب المكتب السياسي في تعقيد الأزمة وبالتالي فان تمسك «التيار الإصلاحي» صلب الحركة بموقفه الرافض للمكتب السياسي برمته ضاعف من الفجوة القائمة بين شقي النداء. وبالرغم من التدخلات «اللينة» للباجي قائد السبسي زعيم النداء ورئيس الدولة بين الفرقاء في مسعى لتقريب وجهات النظر، وبالرغم من محاولات قيادات حكيمة من ندائيي الصف الأول لم شمل ابناء الحزب الواحد، الا ان المشاكل ازدادت ونار الخلافات تأججت أكثر فأكثر خاصة بعد التصريحات المتضاربة والتهم المتبادلة على بلاتوهات التلفزيونات التونسية بين اطرف الشقين المتنازعين....اضافة الى المردود الهزيل لوزراء النداء في حكومة الحبيب الصيد وعلى رأسهم الأمين العام للحركة ووزير الخارجية الطيب البكوش وسلوى اللومي وزيرة السياحة وزلاتهما الكلامية وقراراتهما العشوائية في ظل غياب سلطة قادرة على اعادة الأمور الى نصابها ودعوة الوزراء الى مزيد التحري والتريث قبل الإدلاء باية تصريحات من شانها الإضرار بعلاقات تونس الديبلوماسية.