يُحَدِّثُنِي ظَلَامُ اللَّيْلِ عَني
ولَيْتَ اللَّيْلَ يُرْهِقُهُ التَّجَنِّي
كَأَنَّ اللَّيْلَ يُغْرِيهِ بُكَائِي
فَيَشْرَبُ مِلْءَ فِيهِ بِدَلْوِ عَيْني
يَلُوكُ مواجعي وَيُعِيدُ نَزْفي
عَلَى أَوِتَارِ جُرْحٍ صَاغَ فَنِّي
تَنامَى فِي عُيُونِي جُلُّ ضَعْفي
وَبَاتَ النَّوْمُ فِي رَهْنِ التَّمَنِّي
مَشَى سَهَري يَدُقُّ خُطاهُ وَشْماً
عَلَى جَفْنٍ تَمادَى فِيهِ حُزْني
فِيَا رَبَّاهُ هَبْ لِي مِنْ لدنكا
مَنَامَاً هَادِئَاً يَجْلُوهُ عَني
ظَمِئْتُ إِلَى الرُّقَادِ وَلَا رُقَادٌ
يُغَطِّي بِالرُّوَاءِ جَفَافَ جَفْني
فَأَرْنُو لِلْمَبِيتِ بِكَفِّ حُلْمٍ
أَرَى فِيهِ الْمُنَى هَمْسَاً تُغَنِّي
فَأَسْلُو عَنْ عَذَابَاتٍ تَسامَتْ
مَآسِيهَا بِآهٍ قَدْ كَوَتْني
ظَلامَ اللَّيْلِ هَلّا هِبْتَ جُرْحَاً
سَيَطْعَنُ مُهْجَتَيْكَ بِصُبْحِ لَحْني
وَيُشْفِينِي مِنَ الْأَحْقَادِ عُمْراً
أَهُشُّ بِهِ الشَّتَاتَ بِصَلْبِ ظنّي
- نادية السالمي