ضمن مشروع كتاب الأمة التي تصدرها إدارة البحوث والدراسات الإسلامية في قطر، صدر كتاب (دور القيادة في إدارة الأزمة) للباحثة سلوى حامد الملا.
الكتاب يعتبر إحدى المحاولات لإبراز أهمية دور القيادة في استيعاب الأزمة وإداراتها، يجيء في الوقت الذي يموج عالم المسلمين بالأزمات، ويعرض للخصائص والسمات القيادية والتخصصات المعرفية المطلوبة لفقه الأزمة وإدارتها، ورسم سبيل الخروج منها، والتحقق بالعبرة والمناعة الحضارية، والحاجة إلى أهمية إعمال المنهج السنني، ذلك أن للسقوط سننا، كما أن للنهوض سننا لا تحابي أحداً.
والأزمة إشكالية مركبة، لذلك فقد يكون من الأهمية بمكان العمل على امتلاك المعارف والعلوم والتخصصات والأدوات، التي تمكّن من تحليل مجموعة العناصرالمكونة لها، ووضع خطة لمعالجة أسبابها وأخذ العبرة، للحيلولة دون تكرارها، والتأكيد على أهمية إدراك البعد الإيماني والنفسي والروحي، ودوره في بناء القوة الإيجابية للإنسان وانتشاله من اليأس والسقوط أمام الأزمة، وتخليص المسلم من الروح التواكلية، وتجديد رؤيته الإيمانية، التي تدفعه إلى مغالبة قدر بقدر، وإدراك أهمية التضامن والتكافل الاجتماعي في مواجهة الأزمة.
ولعل من أهم ما تميزت به الدراسة، المحاولة المقدورة لاستصحاب الميراث الفقهي والثقافي، « تعامل سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع الأزمة عام الرمادة»، ومحاولة تجريده من قيود الزمان والمكان، والسعي للإفادة منه، والاهتداء بأضوائه لرؤية المشكلات والأزمات المعاصرة، فالفقه الحقيقي في المحصلة النهائية هو فقه النص الإلهي، وفهم الواقع البشري واستطاعاته.