الجوف - محمد هليل الرويلي:
أصدر الشاعر الدكتور أحمد قران الزهراني مدير عام الأندية الأدبية بالمملكة كتابه الجديد «السلطة السياسية ووسائل الإعلام في الوطن العربي»، عن مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت.
الكتاب الذي هو في الأصل أطروحة الدكتوراه التي حصل بموجبها «قران» على الشهادة من جامعة القاهرة في الإعلام السياسي عام 2013، يرصد علاقة الإعلام العربي بالسلطة السياسية ومدى تأثير كل منهما في الآخر.
يقول المؤلف في أحد أجزاء الكتاب «تلعب الصحافة دورا مهما في خدمة السياسية، وذلك لتأكيد شرعية الحكومات أو لدعم قوى وتأمين مصالح جماعات مختلفة سواء اقتصادية أو سياسية أو دينية أو اجتماعية، ويختلف دور الصحافة من دولة أخرى، حسب مستوى الحرية وديموقراطية الدولة وباختلاف سياسة الأنظمة الحاكمة في تلك الدول، واختلاف أوضاعها ومكانتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وما تتمتع به من حرية واستقلالية وما تسعى إليه من تحقيق لأهدافها وغاياتها».
ويضيف «إن العلاقة بين النظامين السياسي والإعلام توصف بأنها علاقة تأثير متبادل، لكن حجم التأثير يختلف بين الطرفين وفق طبيعة العلاقة بينهما ووفق شكل النظام السياسي ودرجة الديموقراطية التي يتمتع بها، ودرجة الحرية السياسية التي يتمتع بها الإعلام في معالجة القضايا السياسية والاجتماعية، ودرجة استجابة النظام السياسي لملاحظات وآراء وسائل الإعلام تجاه القضايا، وتجاه الأداء الحكومي لتلك القضايا، حيث تعد وسائل الإعلام قنوات اتصالية فعالة بين النخب السياسية الحاكمة والرأي العام، انطلاقا من تصورات النخب الحاكمة لمجريات الأحداث وعكسها للرأي العام من خلال وسائل الإعلام، كما تعكس اتجاه الرأي العام بشأن معالجة النظام السياسي للقضايا المختلفة، كما تسهم وسائل الإعلام في إضفاء الشرعية على النظم السياسية، ويمكن لها أن تقوم بتقويض تلك الأنظمة من خلال النقد الدائم لفاعلية الأنظمة، ويمكن أن تستخدم النظم السياسية وسائل الإعلام في التعرف على توجهات الرأي العام تجاه السياسات التي تنفذها والاتجاهات التي تتبناها الأنظمة الحاكمة.
أما فيما يخص الأنظمة العربية فإن الحكومات العربية تحرص بشكل كبير على فرض سيطرتها على وسائل الإعلام وبشكل خاص على الصحافة، رغبة في اكتمال سيطرتها على الأنظمة الاجتماعية كافة، واستطاعت الأنظمة العربية تسخير الصحافة لدعم نفوذها السياسي والإيديولوجي والترويج لأفكارها ومواقفها، والتأثير في القرارات التي تخدمها».