تُسائِلُنِي بصَوتِ الخَوْفِ رَامَهْ
وَتَدعُو لِي بِأَسبَابِ السَّلامَه
وَحِيْن أتى سؤال الخوف منها
تداعى الصبر في نفسي الملامه
لماذا أنت في همٍّ وغمٍّ؟!
وكنت أراك في أحلى ابتسامه
ترى الحدث القناة بكل وقت
وتحجب غيرها حجب
تتابع نشرة الأخبار منها
وتحليلات صاحبة الفخامة
كأنك يا أبي تأبى اتجاهاً
سياسياً جباناً كالنعامه
وتأمل غيره في العُربِ تسمو
به من بعد ما افتقدوا الكرامه
إليك بنيتي عني فإنا
بعصرٍ نشتكي ذلاً سخامه
بعصرٍ ذل فيه العرب حتى
توارى المجد مرفوعاً بهامه
فلا شعب ولا قادات شعب
بهم نهضت لردع الفرس قامه
ففي أرض العراق لهم نفوذ
وفي لبنان قد منحوا الإقامه
ولاقوا في دمشق لهم حليفاً
بنى للفرس أركان الزعامه
فبثوا الطائفية واستذلوا
بها جبهات من راضوا الشهامه
أرادوا بعدها صنعاء حتى
إذا ما هيمنوا عبروا تهامه
يلفون الحجاز بطوق ذل
نفوذاً فارسياً بالعمامه
ويخترقون نجداً باتجاهٍ
إلى طهران من أرض اليمامه
أبي خطط الملالي في بلادي
قد احترقت بنار من غمامه
بعاصفةٍ من الحزم استطاعت
تصبُّ بما تمنَّوه الندامه
فسلمان المفدَّى قد تصدَّى
لهم بالحزم بل أبدى اعتزامه
على المخلوع والحوثي ألقى
دروس الحزم سابقةً كلامه
سياسته التفاوض في حوارٍ
وإن ساد التمحُكُّ لا ملامه
مبادرة الخليج له إطار
وفيها الحلم من صبرٍ علامه
ولكن حينما خانوا جواراً
بدعم الفرس بل خفروا ذمامه
أتاهم بأسه غضباً عليهم
بعاصفةٍ تهب مع استدامه
ونادى للحوار بفتح بابٍ
لمن يسعى إليه بلا غرامه
وأعلنها على الدنيا بأنا
أُباة لا نُقرُّ بنا ظلامه
وأنا المانِعون الضَّيم عنا
وعن جارٍ إذا العادي استضامه
وأنا العازمون إذا ابتلينا
فسلمان لنا حصنٌ وهامه
سنردع من تطاول أو تعدى
على شرف العروبة والكرامه
فسلمان ارتقى في العرب شأناً
وفي التاَّريخ قد أعلى مقامه
- د. عبدالرحمن عبدالله الواصل