منذ ما يزيد على عشر سنوات وفي رئاسة الدكتور محمد الربيّع للنادي الأدبي بالرياض ظهرت فكرة إشراك محافظات منطقة الرياض في نشاط النادي، ونفّذت في عامي 1424و1425هـ ندوات في كل من: شقراء والزلفي والخرج. ثم ارتفع سقف الطموحات بأن تفعّل لائحة الأندية الأدبية التي تنص في إحدى موادها على أن من حق مجالس إدارات الأندية الأدبية افتتاح لجان ثقافية في المحافظات التابعة للمنطقة التي يقع فيها النادي.
من هنا ولدت اللجنة الثقافية الأولى التابعة للنادي، وهي اللجنة الثقافية في محافظة الخرج التي أنشئت في عام 1432هـ، وبما أن الخرج تقع جنوب الرياض، فقد كان التفكير بأن نتوجه لشمال العاصمة وإلى أكبر محافظاتها الشمالية، وهي محافظة المجمعة ذات الكثافة السكانية والإرث التاريخي والثقافي، وبدأ التخطيط لإنشائها، وبدأت المكاتبات الرسمية، وتُوّجت ولله الحمد بالموافقة من صاحب السمو الملكي أمير منطقة الرياض في شهر رمضان من عام 1435هـ، ودشّنت في شهر ذي القعدة من عام 1435هـ برعاية من سعادة وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر بن صالح الحجيلان، وبحضور سعادة مدير عام المكتبات بالوزارة الأستاذ عبدالله الكناني.
وفي هذا العام 1436هـ نحتفل بزهو وفخر برعاية سعادة الوكيل أيضاً لحفل تدشين اللجنة الثقافية في محافظة ثادق (شمال غرب الرياض) لتصبح اللجنة الثقافية الثالثة التي تتبع النادي، أو البوابة الثالثة للنادي، وهذا إنجاز نعتز به في مجلس إدارة النادي، ونتطلع بعده إلى إنشاء لجان ثقافية أخرى تغطي جميع محافظات منطقة الرياض بحول الله وقوته. ولسعادة وكيل الوزارة للشؤون الثقافية، ولسعادة مدير عام المكتبات بالوزارة موقف مشرّف إذ دعما المقترح المقدم من إدارة النادي بأن تكون المكتبة العامة مقراً للجنة، وكان لمحافظ ثادق الحالي، ومن سبقه من المحافظين دور كبير في دعم هذه اللجنة وفكرة إنشائها، فلهم جميعا وافر الشكر وخالص التقدير.
وقد حظيت اللجنة فور صدور الموافقة الرسمية على إنشائها بدعم سخي من الشيخين: محمد وخالد الماجد، وأتبعاه كذلك بمبادرة أخرى وهي رعاية حفل التدشين من قبل مكتب محمد وخالد الماجد للعقارات بالرياض، وهي مبادرة غير مستغربة من رجال كرماء وباذلين، وتمثل صورة من صور تفاعل رجال الأعمال مع العمل الثقافي الحكومي، وتدل على الرغبة الصادقة من أبناء المحافظة لخدمة محافظتهم ورفع اسمها، فلهما الشكر والتقدير على هذه المبادرة. وسكان محافظة ثادق بمراكزها المتعددة يتعطشون لوجود حراك ثقافي في محافظتهم يرفع مستوى الوعي لديهم، ويسهم في التنوير، ويدفع بالشباب وغيرهم إلى محاضن الثقافة والعلم، ويتولى اكتشاف المواهب وتعزيز ثقتها بنفسها وتقديمها لجمهور القراء، وقضاء أوقات الفراغ بالنافع والمفيد.
ومحافظة ثادق تستند إلى إرث ثقافي مهم يتمثل في عدد من المشايخ والمؤرخين والأدباء والمثقفين والإعلاميين، وأبنائهموأحفادهم اليوم يواصلون المسيرة الثقافية المنظّمة من خلال هذه اللجنة؛ ولعلنا نتذكر هنا بعض الأسماء اللامعة التي أنجبتهم محافظة ثادق، وفي المقدمة: المؤرّخ ابن ربيعة (ت1158هـ)، والمؤرّخ ابن عبّاد (ت1175هـ)، والعلاّمة ابن قاسم (ت1392هـ)، ومن المعاصرين: عبدالعزيز بن حمد السويلم (من رواد الصحافة)، والدكتور إبراهيم العيسى، ومحمد بن عبدالله الحمدان (كاتب ومؤلف)، والفنان التشكيلي سعد العبيّد، والفنان التشكيلي فهد الربيق، ومعالي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السند
(رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)، ومعالي الدكتور خالد المقرن (مدير جامعة المجمعة)، وغيرهم الكثير الكثير.
وبعد، فأقدم شكري وتقديري لجميع رعاة هذا الحفل، وفي المقدمة: الشيخان: محمد وخالد الماجد، وللقناة الثقافية السعودية، وجريدة الرياض، وجريدة الجزيرة.
وتحية للزميل رئيس اللجنة الأستاذ عبدالله الدريهم، ورئيس لجنة التدشين الدكتور سعود العاصم، وشكر وتقدير للزملاء أعضاء اللجنة، وتحية لجميع الجهات الحكومية والخاصة الداعمة لها، ونيابة عن زملائي في مجلس الإدارة أقدم التهنئة الصادقة لأهالي محافظة ثادق وهي تشهد انبثاق محضن ثقافي بقيادة متحمسة لخدمة الوطن وأبناء الوطن.
د.عبدالله الحيدري - رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي بالرياض