بيروت - أ ف ب:
تسلم لبنان صباح امس الاثنين الدفعة الاولى من الاسلحة الفرنسية المقدمة في اطار الهبة السعودية البالغة ثلاثة مليارات دولار والهادفة الى تعزيز قدرات الجيش في مواجهة التنظيمات الارهابية، وفق ما اعلن وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان. وقال لودريان في احتفال التسليم الذي اقيم في قاعدة بيروت الجوية في مطار رفيق الحريري الدولي «يتعرض لبنان اليوم لضغوط غير مسبوقة من تنظيم داعش وجبهة النصرة (فرع تنظيم القاعدة في سوريا) ما يجعل من مراقبة الحدود والتحكم بها تحديا حيويا لامنه».
واعتبر ان «احداث عرسال جاءت لتشهد على ذلك والجيش اللبناني دفع ثمنا باهضا في هذه المعركة وانا افكر هنا بشكل خاص بالرهائن وعائلاتهم»، في اشارة الى مواجهات بلدة عرسال الحدودية بين الجيش ومسلحين قدموا من سوريا ومن مخيمات للاجئين في البلدة، انتهت بخطف تنظيم داعش وجبهة النصرة 29 عنصرا عسكريا، تم قتل اربعة منهم فيما لا يزال 25 اخرين محتجزين. وقال لودريان «لبنان هذا البلد الذي يعرف ثمن الحرب لا يريد ان ينجر الى الفوضى التي تحيط به وفرنسا ساعدت وستساعد لبنان للحؤول دون ذلك»، مؤكدا اصرار بلاده على ان يبقى لبنان «عامل استقرار في ظل الفوضى التي تعم المنطقة».
واشار الى ان «قوى الجيش تلعب اليوم دورا مميزا لا يقتصر على الدفاع عسكريا عن البلاد وهذا ما تفعله اليوم بكل شجاعة وعزم وتصميم امام عدو ارهابي قرر ان يزرع بذور الفتنة في لبنان، فإنها تضمن ايضا لحمة المجتمع المدني اللبناني». واكد ان «تحديث وهيكلة الجيش كانت الاهداف التي استرشدنا بها في مسعانا طوال هذا المشروع».
واضاف ان وصول هذه الشحنة الاولى «يشكل بداية مرحلة جديدة تدخل لبنان وعلاقاتنا الدفاعية الثنائية في بعد جديد». وقال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع اللبناني سمير مقبل من جهته ان زيارة لودريان «تواكب بداية تسليم اولى شحنات الاسلحة الفرنسية في اطار الهبة السعودية والتي يحتاجها الجيش لمواجهة الهجمات الارهابية وحماية الحدود».
واعتبر ان «انتصار لبنان بمواجهة الارهاب هو انتصار لكافة الدول القريبة والبعيدة المهددة بإرهاب لا يرتبط بدين أو جيش». وتوجه مقبل بالشكر الى السعودية التي شارك سفيرها في لبنان علي عواض عسيري في احتفال التسليم، مثمنا الهبة «لتأمين الاسلحة الفرنسية الحديثة اللازمة للجيش». كما شكر فرنسا على «فهمها العميق لكافة المخاطر التي تهدد لبنان من الناحية العسكرية عند الحدود او في الداخل جراء تدفق اللاجئين الذي يهدد الاستقرار عامة».
ويتضمن المشروع في دفعته الاولى تسليم لبنان، وفق ما اعلن لودريان العشرات من العربات المدرعة القتالية وللمناورات وست طائرات مروحية للنقل المسلح، ومدفعية حربية حديثة على غرار مدافع سيزار. كما سيسمح بتحديث لم يسبق له مثيل للامكانات البحرية اللبنانية وتحسين القدرات الحساسة لمراقبة وامن الحدود.
ويتضمن كذلك شقا يتعلق بمكافحة الارهاب وتعزيز الاستخبارات يستجيب لاحتياجات هندسة امنية متكاملة ترقى الى مستوى التحديات التي يواجهها لبنان اليوم. وتشمل صفقة السلاح الفرنسية للجيش اللبناني 250 آلية عسكرية وسبع مروحيات من نوع كوغار وثلاثة زوارق سريعة والعديد من معدات الاستطلاع والاعتراض والاتصال.