الرياض - الجزيرة:
رأى المحلّل السياسي الدكتور خالد بن سليمان الدخيّل أن لعملية «عاصفة الحزم» من وجهة نظره هدفين عسكري موجه للحوثيين، وسياسي إستراتيجي ضد إيران، مشيراً إلى أن الهدف منع إيران من أن تكون طرفاً في توازنات القوة في الجزيرة العربية والخليج العربي.
وأضاف في محاضرة عن عاصفة الحزم ألقاها في مجلس الشيخ حمد الجاسر بالرياض يوم السبت الماضي أن «إيران لا تستخدم أسلوب المواجهة المباشرة، بل توظّف العامل المذهبي في تكوين مليشيات تعمل على زرع القلاقل في المنطقة، ثم تبدأ إيران في التغلغل عن طريق هذه الميلشيات عبر تقديم التمويل والعتاد العسكري لهذه الميليشيات».
وأشار الدكتور الدخيّل «إلى أن مشكلة دول المنطقة مع إيران هي مشكلة نظام سياسي، مؤكدًا أن «عاصفة الحزم» ستعيد رسم خارطة توازن القوى في المنطقة». وتابع أن عملية «عاصفة الحزم» أثبتت أهمية وجود قدرات عسكرية تتعزز بوجود إرادة سياسية لتوظيف القوة العسكرية لحماية الأمن الوطني». وقال إن «الدولة التي لا تملك قوة عسكرية ضاربة هي دولة ناقصة».
وأضاف أن عنصر المفاجأة كان العلامة البارزة لـ «عاصفة الحزم»، فقد فاجأت الجميع لأنها بمثابة أول حرب بقرار سعودي خليجي عربي منذ العام 1973م، فرغم الغزو الإسرائيلي للبنان في العام 1982م والحرب العراقية الإيرانية فإن العرب لم يتخذوا قرار الحرب بصفة واضحة كما حدث في «عاصفة الحزم»، مبيّناً أنها «أول مبادرة في قرار دخول الحرب بصفة عربية خالصة دون مشاركة غربية».
وتحدث الدكتور الدخيّل عن أهداف العاصفة والبدايات الأولى للتخطيط والفرق بينها وبين عاصفة الصحراء، متسائلاً عن التخطيط لعاصفة الحزم متى وكيف بدأ؟ وعن العراق الذي كان يمثّل توازن رعب لإيران وكيف بدأ النفوذ الإيراني ينتشر في المنطقة العربية بعد ضعف ثم انهيار الدولة العراقية عقب الغزو الأمريكي للعراق عام 2003م حيث كانت النتيجة سيطرة إيران على لبنان والعراق وسوريا على الرغم من أن الأخيرتين كانتا الأكثر عروبة بالنظر لحكم حزب البعث العربي القومي، وتساءل هنا: لماذا سلّمت الولايات المتحدة الأمريكية العراق لإيران؟
وأضاف إن عاصفة الحزم «جاءت من أجل حماية عروبة اليمن من النفوذ الإيراني، لا من أجل محاربة اليمن كما ادّعى حسن نصر الله، مؤكداً أنها جاءت بعد طلب الرئيس اليمني وبعد أن عاث الحوثيون فساداً منذ بداية سيطرتهم على دماج وعمران وصنعاء في سبتمبر 2014م ثم توسعهم في المحافظات الأخرى، وبعد أن عرفهم الناس على حقيقتهم».
وعن الفرق بين «عاصفة الصحراء» 1991م و»عاصفة الحزم» 2015م قال إن قرار «عاصفة الحزم» سعودي وقيادة سعودية، مؤكداً إنها ستعزّز قوة السعودية، حيث إن مصر ما زالت تحاول النهوض بدعم سعودي، مشيراً إلى أن مصر إذا ما عادت إلى قوتها فسوف تسهم في تثبيت أحد أهم أطراف العالم العربي، مؤكداً أنه «يجب ألا يتم الاعتراف عربيًا بوجود إيران في المنطقة».
وفيما يتصل بالموقف التركي قال إنه مرتبك بين اهتمام بوجود سوق لمنتجاتها في الدول العربية وبين تحجيم الدور الإيراني.
واستعرض الدكتور الدخيّل أهداف العاصفة الأربعة فيما هناك هدف خامس غير معلن، مبيّناً أن في مقدمة الأهداف: عودة الشرعية، وإيقاف تمدد الحوثيين، وعودة الأطراف للحوار، ونزع سلاح الحوثيين، فيما الهدف الخامس غير المعلن هو قطع الطريق أمام تنظيم القاعدة، مؤكدًا على أهمية الإنزال البري.
أكد على أنه يجب نزع سلاح الحوثيين لأن السلاح حق حصري للدولة ولنجاح الحوار يجب أن تكون الأطراف المتحاورة منزوعة السلاح، حيث لا يمكن إجراء حوار سياسي بين أطراف بينما يقوم طرف بفرض إملاءاته بالقوة، كما أن من أهداف العاصفة منع استنساخ المليشيا المسلحة التي تفرض إملاءاتها على الدولة مثل حزب الله.
وقال إن قرار مجلس الأمن الأخير جاء ليعطي شرعية لقيادة تحالف «عاصفة الحزم»، وقد تم عزل صالح دولياً، مؤكداً أهمية دور القبائل في الحسم، مشيرًا إلى أنه لا يوجد أي أطماع جغرافية ولا أجندة سعودية خفية في اليمن.
وفي الختام قدّم الدكتور خالد الدخيّل خارطة طريق مقترحة لـ «عاصفة الحزم» بإنشاء قوة عربية مشتركة تحت قيادة قوات التحالف تكون مهامها، تجميع السلاح غير المرخص في اليمن، وإعادة تأهيل الجيش اليمني وفق ولاءات وطنية يمنية وحماية العملية السياسية من التدخلات الخارجية.