لكل حلم عقبات.. لكن الذكي من يجعل عقباته سلَّما يرقى بها، فلكل ناجح محارب، ولكل مصلح مفسد هذه هي الحياة، وهؤلاء هم البشر إذا كنت أفضل منهم حسدوك، وإن كنت أقل منهم استحقروك! ولو نظرنا لمن هم قبلنا. هذا هو نبي الله يوسف حورب من إخوته، ونوح حورب من قومه، ونبينا وحبيبنا حورب من أهله هؤلاء هم من كانوا يرعون الغنم.. فأصبحوا من بعد نصر الله يقودون الأمم ولكن كيف يأتي النجاح؟
لا يأتي النجاح إلا من بعد عناء وإصرار ومشقة ولا يأتينا النجاح بسهولة (الصبر مفتاح الفرج)، فاصبر على حلمك ولا تنكسر من أول عقبة، ولا تنهزم من أول كلمة. وإن كان هدفك «واضحا» فحارب بسيف الإصرار والحماس، وإن كان هدفك (فاضحا) فاحذر أن تنميه وتسقيه! ودع كلام البشر فإنه لا ينتهي، واسمع كلام رب البشر فإنه بالحق يقضي، واجعل السلام لك مبدأ وعنوانا، والحب في قلب كل إِنسان وانطلق ولا تتبع الناس ولا تتبع عيوبهم، فمن راقب الناس مات هما؛ واجعل الابتسامة تزين شفتيك لتكسر بها قلوب من عاداك، واحذر أن تشكي همومك فإنَّ الناس لا ترحم والعدو وراءها لا يفحم، واحذر صديقك لأنك سوف تهديه أسلحة قد يصيبك بها في الغد فتصبح طعنات في قلبك لا دواء لها، وإن بدأت في الصعود وتحقيق الهدف لا تخبر أحدا بصعودك فقد ينافسك أو يسبقك على تصويب الهدف ويستعين بك وبذكائك في تخطي العقبات بسهولة، ويكون له الفوز الأكبر وتكون لك الحسرة الكبرى.. اعتمد على الله أولا، ولا تعتمد على البشر كثيراً لأن الله إذا وعد أنجز، ولكن البشر قد تعجز، وإن سلكت طريقا فأكمله لا تصل إلى نصفه وتقف فوقوفك قد يضيعك ويدخلك إلى متاهات قد تكثر بها العثرات فتسقط. وقتها لن ينفعك الندم فتصبح الحقيقة حلما، فيتبخر حلم الإنجاز والإعجاز، وتكون كمن يحمل على العكاز. إن بدأت توكل واحذر أن تتحول وإن انتهيت فاشكر فإنَّ الشكر يزيد النعم!.