لكي يكون قائد أي مجموعة مؤثراً عليه أن يمتلك عدداً من الكفاءات الإدارية الأساسية، لكن إن أراد أن يكون فعالاً وصاحب بصمة لا تمحى فلن يتمتع بهذه الصفة إلا بالجمع بين المبادئ الأخلاقية وأعماله اليومية وبممارسة مجموعة من الفضائل الأخلاقية. فالإدارات بحاجة ماسة إلى قيادة واعية ومدربة وإلا فإنها كالسفينة في البحر التي لا يملك ربانها القدرة على الوصول بها إلى شاطئ الأمان، وستصبح تحت رحمة الله بلا هدى أو هدف.
هذه القيادة تحتاج إلى مجموعة من القيم الأخلاقية التي تحكم قراراتها وتوجهها نحو تحقيق رسالتها المنشودة، وبما أن هناك وعيا متزايدا بأن المبادئ الأخلاقية يجب أن تحكم قرارات القادة فلا يكفي أن يكون هؤلاء القادة أذكياء قادرين ماهرين في تخصصاتهم الفنية أو الأكاديمية، لأنه على الرغم من أهمية هذه الصفات المرغوبة التي يمتلكها هؤلاء قد نجد العديد منهم غير فعالين، لأنهم يمتلكون صفات اخرى تتعارض مع هذه الصفات كالغطرسة وحب الانتقام والأنانية والعاطفة الجارفة والحس المتبلد والكذب وإجبار الآخرين على ما لا يطيقون.
فالقائد المؤثر يجب أن يكون خلوقا قبل كل شيء ولنا في رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم القدوة الحسنة في القيادة الفاعلة المؤثرة، حينما وصفه ربه عز وجل بقوله: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (4) سورة القلم.
فليكن كل قائد في أي مجال (خلوقاً رحيماً بمن يقودهم إذا أراد أن يقود من يريد إلى ما يريد ولتبحر سفينتهم إلى بر الأمان بسلام).