ما يدعو للاستفهام أنه طيلة السنوات الأربع الماضية على استمرار الرئيس السوري بشار الأسد بشن غارات واسعة النطاق بالبراميل المتفجرة، محدثة تدميراً شاملاً للمدن والقرى وهدم البنية التحتية لمكتسبات الشعب السوري وقتلاً جماعياً للمدنيين، شيوخ ونساء وأطفال ورجال المستقبل دون تفريق بين الأخضر والحجر والبشر، وطمس معالم مدن بكاملها وتهجير وتشريد الملايين، هرباً من الهول الذي تحدثه الغارات الجوية بالبراميل المتفجرة (ذات التدمير الشامل)، والصواريخ المحمّلة بالغازات السامة ومنها غاز الكلور مؤخراً، بالرغم من أنه من ضمن الغازات الكيماوية المحظورة، حيث جاء على لسان الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأن استخدام الأسلحة الكيماوية خط أحمر.. عجباً هل ظهر لديه الآن خلل في الرؤية، ولم يعد يرى الخط الأحمر والتفريق بين ألوان الخطوط...؟ واختلط لديه الحابل بالنابل؟.. لذلك تمادى بشار الأسد باستخدامها بالبراميل المتفجرة علناً دون عقاب رادع، وينطبق عليه المثل القائل: من أمن العقوبة أساء الأدب.. كل هذا يحصل ولم نسمع قيام أي من الدول الأعضاء في مجلس الأمن أو هيئة الأمم المتحدة بالمطالبة جدياً بحظر استخدام النظام السوري البراميل المتفجرة لما تحدثه من تدمير شامل...! عجباً هل أصيبوا جميعاً بنفس الخلل، حقيقة من العار الصمت المطلق وعدم المطالبة بصدور قرار إنساني من مجلس الأمن يطالب بحظر استخدام البراميل المتفجرة ذات الدمار الشامل.. مستسلمين لتهديد حق النقض الفيتو الروسي...؟
أو على الأقل إقرار الموافقة على تزويد المعارضة السورية بأسلحة مضادة للطائرات الحربية للنظام السوري للدفاع عن أنفسهم ومجابهة الفيتو الروسي.
ولا أعتقد أن أي دولة سوف تعترض على المطالبة بذلك، والتصويت في مجلس الأمن لإصدار قرار حظر بذلك...؟ ما عدا الاتحاد السوفيتي والصين، والشروع في التصويت على قرار يخدم الإنسانية سوف يحرجها أمام العالم لنقضه، كما أن الشعب الروسي الآن يعترض على سياسة الرئيس الروسي بوتن لدعمه للانفصاليين الموالين لروسيا في أوكرانيا، ونظراً لذلك وتفادياً للفيتو الروسي اتخذت دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة منفذاً لتلافي مواجهة ذلك بقرار إصدار عقوبات رادعة بتطبيق الحظر الاقتصادي على روسيا، كما يسعون مجدداً لتشديد العقوبات عليها مؤخراً.
كما أن الدول العربية والإسلامية والدول الصديقة من حقها أيضاً الإسراع في القيام بتطبيق عقوبات اقتصادية واتخاذ إجراء مثيل لردع روسيا وإيران للتدخل السافر في الحرب السورية، ودعم الرئيس بشار الأسد لاضطهاد شعبه وإبادته بالقتل الممنهج، وللحد أيضاً من مساهمة إيران وروسيا عبر إيران في تسليح الحوثيين المناهضين للحكومة اليمنية للتحريض على إشعال حرب أهلية وتهديد أمن ووحدة اليمن واستقراره وتهديد أمن المنطقة.
نوجه نداءنا إلى الدول الإسلامية والعربية ومنظماتهم وهيئاتهم.. خصوصاً الجامعة العربية، كما هو للبرلمان العربي بتفعيل وجوده ببذل جهود حثيثة للمساهمة في ذلك، (بالإضافة إلى منظمات حقوق الإنسان) لأن ذلك يقع على عاتقهم باتخاذ مواقف صلبة وحازمة لتكريس جهودهم بالسعي جدياً لتحقيق ما تصبو إليه شعوب الدول الإسلامية والعربية باتخاذ مبدأ التكتل الجماعي سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وعسكرياً لبذل الجهود المخلصة في البحث عن السبل الكفيلة بما يضمن تحقيق العدالة والأمن والأمان والسلام والاستقرار لهم ولدولهم باستحداث موقف بديل ومنفذ آمن لخروجهم من غطرسة وهيمنة الدول الكبرى في مجلس الأمن، كما أن هذا الإجراء يُتخذ ضد إسرائيل لردعها، نظراً لمواقفها المتصلبة وغطرستها وعدم إذعانها للقرارات الشرعية من قِبل الأمم المتحدة ومجلس الأمن لضمان دعمها بحق النقض الفيتو من قِبل حلفائها في مجلس الأمن.
والجدير ذكره هنا، أن السبب الرئيس لانتشار ظاهرة الإرهاب والقرصنة الجماعية كتآمر دول غامضة معينة تحت ستار شعارات مزيفة بإنشاء ودعم تنظيمات جماعية إرهابية بجلب مرتزقة من أنحاء دول العالم كتنظيم داعش وغيرهم وتدريبهم بحيث تقوى على مجابهة جيوش دول عربية منهارة، وتستولي على مدن بحالها وتغرر بشعوبها وتستولي على ثرواتها البترولية وتصدرها لحسابها بالسطو المسلح، متحدية هيبة حكومات دول أعضاء في هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن اللذين بتقاعسها بعدم سعيها بإخلاص وجدية على استتباب الأمن والأمان والسلم الدولي في العالم بسبب مراعاة مصالحهم الخاصة على حساب المغلوب على أمرهم من شعوب دول العالم.. ونظراً لهذا التقاعس والانفلات الأمني في العالم، نشط الحوثيون بالاقتداء بتنظيم داعش، وكلاهما وجهان لعملية وعملة واحدة.
لذلك نحيي حكومتنا الرشيدة بالمملكة العربية السعودية بقيادة وحكمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - وفقه الله -، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية - وفقهما الله - باتخاذ مواقف جريئة وجدية وحازمة بسرعة فائقة دون تردد وتباطؤ لمواجهة زحف وتمدد الحوثيين في اليمن بدعم إيراني لإغراق شعب اليمن في خضم بحر من الدماء، وأصدر أمره الكريم بالتشاور مع زعماء دول مجلس التعاون والأصدقاء من زعماء الدول العربية الذين أبدوا تجاوباً سريعاً واستعداداً حازماً للمضي قُدماً لتنفيذ عاصفة الحزم، والموافقة بدون تلكؤ أو تباطؤ وتكوين تحالف مسلح خليجي عربي إسلامي لإنقاذ اليمن الشقيق من تنفيذ مؤامرات وخطط دنيئة لإيران.. وقد لاقى قرار المملكة ودول مجلس التعاون تأييداً إقليمياً ودولياً شاملاً، وتم بتوفيق الله تنفيذ عمليات محدودة سريعة وناجحة لوقف مخططاتهم الدنيئة الحمد لله، وستستمر العمليات حتى تنجز مهامها المنوطة بها.. وعلى غرار ذلك صدرت موافقة جماعية في اجتماع للقادة العرب في اجتماعهم الأخير في القمة العربية في شرم الشيخ بتشكيل قوات ردع عربية عسكرية مشتركة للمحافظة على الأمن والأمان والسلام العربي.. والحفاظ على خصوصيات الدول العربية وحمايتها من الأخطار والأطماع التي تحدق بأمتنا العربية والإسلامية، ولبناء سد منيع وقوة رادعة لمن تسوِّل لهم أنفسهم العبث بأمن دولنا واستقرارها بإجماع كامل، وهذا القرار والإجراء الحكيم يضمن استقلالية الدول العربية من الأطماع والتحكم والتدخلات الأجنبية في شؤونها الداخلية، واللجوء للغير، وإصلاح ذات البين.
وهذا يُذكّرنا بالمثل القائل: ما حكّ جلدك مثل ظفرك.. فتول أنت جميع أمرك
- مخرج ومعد ومنتج