برجاحة عقله وبعد نظره وعلمه وأدبه وفضل تجربته أعد لكل أمر عدته وعتاده وهيأ لكل شيء هيئته.. عرفناه بالعدل حاكماً وللبلاد عامراً وللعباد راعياً مخلصاً، وفي مجلسه متواضعا حليما مسالما أوقات السلم ومحبا للسلام وأسدا هصورا أوقات المحن والشدائد منصورا على العدو لإيمانه بقول الله تعالى: {إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ} (15) سورة الأنفال، لقد رفعت هامات شعبك السعودي عنان السماء يا سلمان الرخاء والشدة بل رفعت رؤوس الامة العربية والإسلامية بأسرها يا خادم الحرمين الشريفين بجهادك ونخبة من الإخوة العرب ضد البغي والطغيان الذي أعاد للأمة جميعها روح البطولات المظفرة لنصرة الدين والحق والعدل المتمثل في معركة الكرامة معركة الحزم والعزم ضد المعتدين الفرس والصفويين وعملائهم من الخونة في البلاد العربية الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد، وكادت تسقط في أيديهم وعلى رأسها الدولة الجارة اليمن السعيد الذي أصبح تعيساً بعد العزة والكرامة على أيدي حثالة المجتمع اليمني وزبالته من المأجورين عبيد إيران الصفوية الفارسية وحزب الشيطان ومن لف لفهم ممن قال الله فيهم: {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ} (18) سورة البقرة، من الحوثيين الخونة وعلي صالح المخلوع وهم ممن عناهم الشاعر بقوله:
من استنام إلى الأشرار نام
وفي.. قميصه منهم صل وثعبان
وعاثوا فساداً في اليمن قتلاً وتدميراً وانقلاباً على الشرعية الحاكمة في البلاد وهددوا الجيران بالغزو والاحتلال وتقديمها هدية للمجوسية الإيرانية {وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ} (54) سورة سبأ، ونزلت عليهم بليل صاعقة (عاصفة الحزم) بأوامر القادر بالله خادم الحرمين الشريفين وحلفائه من القادة العرب التي أخرست ألسنة البغاة وأشخصت أبصارهم من هول المفاجأة بضرب وتدمير آلياتهم ومعداتهم وهدم جحورهم وأذهلت شياطينهم الذين علموهم السحر، وهكذا واجهوا بما لا يحيطون به علماً من قوة ضاربة صدتهم عن ظلمهم وغرورهم دون إذن من أمم متحدة ولا متفرقة ولا مجلس أمن عندما جد الجد وبلغ السيل الزبى.. لما رأى الشرق أبدى نواجذه والعذر عن نابه للحرب قد كشرا... قال سلمان العزم نحن لها ونحن الأمم العربية والإسلامية المتحدة في الدين والعقيدة في الدفاع عن أوطاننا ومواطنينا إذا لزم الأمر مستعينون بالله الواحد القهار لا تأخذنا في حقوقنا المشروعة لومة لائم من أي كائن من كان، وتلك هي سيرتنا الأولى التي أذعن لها جبابرة العالم فهل من مدكر.. ولا عجب يا قائد الأمة العربية والإسلامية فأنت الغيث والليث أوقات الوغى وصاحب الإرادة القوية التي لا تنثني ومعكم المخلصون من الأشقاء العرب والمسلمين وأملنا فيكم كبير وعريق لمواصلة الجهاد ضد البغي والعدوان الإيراني البغيض وشعوبكم الوفية تحمل الرايات والسلاح من خلفكم لتحرير اليمن والعراق وسوريا ولبنان ومن يشكو الغيم والظلم من البلدان العربية والإسلامية كالأحواز ونحوها فأنتم بشعوبكم القوية وإمكانيتكم المختلفة التي لا تضاهى ومكانتكم العالية التي لا تنحني إلا لله وحده وعزيمتكم التي لا تقهر تشكلون القوة الضاربة التي لا يقارعها قوة، فأنتم من انحنت لهم الرؤوس ذات الأعناق الطويلة من الدول ذات العظمة المصطنعة عندما أزفت الآزفة لأنكم الأقوياء سلفاً وحاضراً فوق العادة وأهل عزيمة مستمدة من الله القوي القدير، وأملنا يطمح لقوة عربية إسلامية ضاربة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله فهو لها وأهلها ولا عجب وما ذلك على الله بعزيز.
أحمد بن جاسر الماضي - مدينة حرمة