سبحان ربك خالق الأكوان
سبحان ربك مبدع الإنسان
سبحان ربك منزل الفرقان
سبحان ربك قاصم الطغيان
سبحان من أعطى النبي محمداً
نوراً يشع على مدى الأزمان
سبحان ربك موجد المخلوق من
طين فليس له من أصل ثاني
سبحان من عنت الجباه لحكمه
سبحان من سجدت له بأمان
وأنال كل عباده نعماً فلا
يسطيع عبد حصرها بلسان
وهب العقول لهم ليرفعهم إلى
أوج الكمال إلى علو مكان
فإذا أناس يشكرون صنيعه
ويتابعون الشكر بالإحسان
وإذا أناس يكفرون معايشاً
متلطخين بسوأة العصيان
قد أوغلوا في زيغهم وتمعنوا
حتى لقد غرقوا إلى الأذقان
هذي ديار المسلمين تعرضت
لفلول جيش الفاسق الإيراني
من أرض فارس صدروا ثوراتهم
ببضاعة التخريب في البلدان
من زمرة الحوثي ومن أسيادهم
أهل العمائم مجرمي طهران
هبت جموع المفسدين يشدها
حقد ويدفعها غشوم جاني
وتدفقت كتل الدمار وهمها
طمس لمعتقد علي الشان
بل لج حزب اللات في طغيانه
بتبجح من ناصر الشيطان
في أرض جلق في العراق وأشعلوا
فتناً وفي البحرين في لبنان
فئة على نشر الخراب تمرنت
وعلى امتطا شر وسحق كيان
ملأوا فجاج الأرض من ويلاتهم
وسعوا بذبح القوم ذبح الضان
كم شرَّدوا من أسرة كم يتموا
من طفلة صغرى ومن صبيان
كم روّعوا من آمن كم أهدروا
حقاً بلا كيل ولا ميزان
وحشية داست بكل حماقة
حجب الحيا وكرامة الإنسان
ذبحت كرامته وهاضت حقه
ورمت به في الغاب للذؤبان
ضجت مدائن حضرموت ومأرب
ودعت ليوث الحرب من شجعان
واستنفرت شوس الكماة فأرقلوا(1)
يتسابقون بلا ارتخا وتواني
دوت بحزم بل بعزم صرخة
في ليل ست من جماد الثاني
بقذائف تشوي بحي لهيبها
وصواعق تغلي من النيران
لله درك خادم البيتين قد
لقنت درساً موجعاً بتفاني
بجيوش عاصفة لحسم زمجرت
في وجه أعداء الرسول الباني
لله ما أمضى عزائمهم وما
أقسى صلابتهم على العدوان
يستقبلون الموت في شوق وما
يثنيهم عن دفع ضر ثاني
يأبون طعم الهون في ظل العدا
حتى يزانوا بالخضاب القاني
يا مسلمون تيقظوا فدياركم
باتت تصارع حاطم الأديان
قد طال نومكم وعز قيامكم
والجرح ينزف من دم الجيران
حتام أنتم في عميق سباتكم
والكل يشكو بغيهم ويعاني
حق الجهاد ولا خيار فسارعوا
وتقدموا بالمال والأبدان
** ** **
(1) أرقلوا: أسرعوا - معجم الرائد
شعر/ أحمد بن عبدالرحمن المانع - الرياض