الجزيرة - عوض مانع القحطاني:
أكد المتحدث باسم قوات التحالف المستشار في مكتب سمو وزير الدفاع العميد ركن أحمد عسير استمرار عمليات القوات الجوية في متابعة تحركات المليشيات الحوثية على الأرض وتعطيل حركتها ومهاجمة القواعد والمواقع التي كانت تتحصن فيها، مبينًا أن النتائج أصبحت ملموسة على الأرض.
وأوضح العميد عسيري خلال الإيجاز الصحفي الذي عقده، مساء أمس، بقاعدة الرياض الجوية, أن القوات الجوية خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية زادت على مئة طلعة, ووصلت إلى 106 طلعات خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية, مشيرًا إلى أن الهدف منها استمرار الضغط على عناصر المليشيات الحوثية ومعسكراتها ونقاط تجميع ذخائرها وفي نفس الوقت التأكيد على تحقيق كامل الأهداف التي سبق ووضعت للحملة الجوية.
وأبان أن العمل تركز خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية على منطقة صعدة، وصنعاء وأطرافها ومستودعات الذخيرة المتواجدة فيها, ومواقع تخزين الأسلحة الباليستية، كما استهدفت منطقة العند حيث كان هناك إسناد لعمليات اللجان الشعبية على الأرض, مشيرًا إلى أن تعز لا يزال فيها عمل كبير لدعم أعمال اللواء 35 ضد المليشيات الحوثية التي تقوم بأعمال تخريبية. وأكد العميد عسيري أن الموقف في عدن يتحسن يومًا بعد آخر ولله الحمد، مفيدًا بأن الأعمال انحصرت في منطقة المعلا وخور مكسر التي تتحصن فيها المليشيات بوضع دفاعي، مبينًا أن اللجان الشعبية تقوم الآن بأعمال البحث والتفتيش عن مواقع الأسلحة والذخيرة داخل المساكن وبين المنازل.
ولفت النظر إلى أن العمل لا يزال مستمرًا لدعم اللجان الشعبية وأعمالها على الأرض، وعمليات الكر والفر التي تقوم بها المليشيات من وقت لآخر يعطي مؤشرًا إيجابيًا أن عمليات الإمداد والتموين التي تأتي من خارج عدن أصبحت ضعيفة جداً.
وأفاد أن استهداف أغلب مواقع تخزين الذخيرة التي كانت تتواجد في أطراف مدينة عدن وفي الملاعب الرياضية والكهوف جعل المجموعات في الداخل معزولة، وإن كانت ما زالت تمتلك كميات كبيرة من الذخيرة والإمكانات المخزنة التي تكشفها اللجان الشعبية يومياً خلال عمليات التفتيش، مبينًا أن المليشيا حولت المنازل إلى مستودعات لذخيرة وقواذف لمضادات الدروع والمتفجرات بكميات كبيرة.
وبيّن العميد عسيري أن العمليات التي تمت يوم أمس من أهمها استهداف مستودع للآليات والمعدات العسكرية في محيط مدينة صنعاء، ومخازن الصواريخ، ومداخل الكهوف، والصواريخ البالتسية وقواعد إطلاقها، ومعظم عربات الإطلاق والقواذف وبالتالي عدم استفادة المليشيا منها، كما تم استهداف المستودعات في الكهوف في منطقة صنعاء وتعطيلها ومنع المليشيات من استخدامها وتعطيل الطرق المؤدية لهذه المستودعات.
وأكد العميد عسيري استهداف قوات التحالف العربات والآليات العسكرية لمنع الميليشيات من الاستفادة منها، واستهداف مناطق المزارع والمساكن التي أصبحت مواقع تخزين ذخيرة وآليات ومراكز تخطيط للعمليات، إضافة إلى استهداف منطقة صعدة شمال اليمن، مشيرًا إلى استهداف مراكز قيادة في إحدى الفنادق التي اتخذتها الميليشيات مركزًا سكنيًا وقياديًا لعناصرها، إضافة لآليات عسكرية تم تجميعها في مراكز أحد الألوية.
وبيّن أنه حسب المعلومات المتوافرة لقوات التحالف كانت الميليشيات تُعد لعمل معين باتجاه الحدود السعودية، وبالتالي قامت قوات التحالف بتعطيل الجسور أو العبارات التي تساعد على الحركة لمنع تحرك هذه الميليشيات باتجاه الحدود السعودية.
ولفت الانتباه إلى استهداف قوات التحالف يوم أمس لإحدى المعسكرات التي تحوي عددًا كبيرًا من الآليات والمعدات من عربات وغيرها، إضافة لاستهداف الكهوف التي تستخدم لتخزين الذخيرة في مناطق شمال اليمن في منطقة صعدة وحولها، مؤكدًا عدم تسجيل أي خروقات على الحدود السعودية نظرًا لأن القوات البرية السعودية نفذت الكثير من الأعمال في العمق باستخدام الراجمات والمدفعية.
وأفاد أن القوات البرية السعودية استخدمت لأول مرة الراجمات في مسافات أبعد داخل العمق، حيث استهدفت المواقع التي كانت تأتي منها العناصر التي تستهدف موقع المنارة ليلياً، مؤكدًا عدم تسجيل أي حالات من هذا النوع خلال 24 ساعة الماضية، لافتًا النظر إلى عدم استبعاد استمرار المناوشات من قبل المليشيات الحوثية من وقت لآخر، مبينًا أن القوات البرية تقوم بواجبها بالتعاون مع حرس الحدود.
وأشار إلى استمرت العمليات البحرية في تطبيق الحظر البحري وزيارة وتفتيش السفن المتجهة من وإلى الموانئ وتسهيل حركة السفن القادمة من جيبوتي التي تحمل المواد الإغاثية، لافتًا النظر إلى وصول سفينة أخرى لميناء عدن تحمل مواد غذائية وإغاثية للتخفيف من معاناة المواطن اليمني وتحسين ظروف المعيشة.
وأفاد بأن الحملة الجوية التي نُفذت خلال الـ25 الماضية بلغت ما مجموعه 2300 طلعة بما فيها العمليات التي تمت خلال عصر هذا اليوم.
وفيما يخص الدفاعات الجوية، أكد العميد عسيري أن قوات التحالف استهدفت ما نسبته من 95 إلى 98 في المائة من الإمكانات التي استولت عليها المليشيات الحوثية التي كانت تحت سيطرت الجيش اليمني، ولم يبقَ معها سوى بعض أجزاء المدفعية المضادة ذات المدى القصير التي لن يكون لها تأثير على العمليات اللاحقة، مشددًا على أن السيادة الجوية كانت مطلقة وطائرات التحالف كانت تطير ليلاً ونهاراً في أي وقت وفي أي مكان بحرية تامة.
وبيّن أن قوات التحالف حيدت جميع مراكز القيادة والسيطرة والاتصالات، مذكرًا أنه لم يعد لدى المليشيات تواصل ولم يعد هناك قيادة وسيطرة ولم يعد لديهم مركزية في التخطيط، وأصبحت الأعمال التي تقوم بها المجموعات معزولة، حيث إن من هم في شبوة يقاتل في شبوة وغير متصل بمن في الضالع أو في صعدة أو صنعاء أو غيرها بسبب استهداف جميع وسائل الاتصال التي كان تستخدم لهذا الغرض، كما لم يعد لديهم قيادة وسيطرة بل عمليات معزولة، كذلك الحال فيما يخص بالقرب من الحدود السعودية، وبالتالي لم يعد لهذه المليشيات وأعوانهم من المتمردين من الجيش اليمني أي وسائل قيادة وسيطرة بمفهومها العسكري.
وقال العميد ركن عسيري: في العلم العسكري هناك تدمير وهناك إعطاب وإخراج خارج المعركة، بحيث لا يستطيع العدو أن يستخدمها، وجميع هذه الأشياء حققت فيما يخص تهديد الصواريخ البالستية، مؤكداً أنه لم يعد هناك تهديد بهذه الصورايخ على أراضي الدول المجاورة.
وأكد أن نسبة ما تم تدميره يفوق 80 في المائة ولا نستبعد أن يكون هناك بعضالمستودعات داخل الفنادق وأقبية المستشفيات، مشددًا على أن قوات التحالف حرصت منذ بداية العمليات على عدم استهداف البنى التحتية والمناطق المأهولة بالسكان وعدم استهداف التجمعات السكانية، مفيداً بأنه تم استهداف مخازن الذخيرة، ولم تهمل أي معلومة وصلت عن وجود مستودع ذخيرة بل تم التعامل معها وتدميرها.
وأوضح العميد ركن عسيري استهداف جميع ورش الصيانة والتصنيع التي كانت تتم حتى وإن كانت بدائية، مبيناً أن هناك رغبة لدى هذه الجماعات لإعادة تنظيم أعمالها وسحب المعدات التي تم تدميرها وإعادة إصلاحها. وبيّن المتحدث باسم قوات التحالف أن مواقع تجميع الألوية وعربات النقل والقاطرات جميعها استهدفت لمنع حركة هذه المليشيات وإعاقتها، مؤكداًسيطرة القوات الجوية للتحالف سواء على الأجواء أو على البحار وموانئ الجمهورية اليمنية وبالتالي قطع الإمداد عن المليشيات سواء بين الوحدات داخل اليمن أو من خارج اليمن.
وأكد العميد عسيري أن جميع ما تم من اشتباكات على الحدود تعد محدودة، ولم تستطع المليشيات الحوثية ولا أعوانهم القيام بعمل بري ذي قيمة أو تأثير على الحدود الجنوبية للمملكة، مشددًا على أن أحد الأهداف المحددة لعمليات عاصفة الحزم هو منع أي تهديد للحدود المملكة.
وأوضح أن عمليات قوات التحالف منذ بدايتها كانت ذات تأثير إيجابي للتمهيد للمرحلة اللاحقة، مؤكدًا أن ما تحقق في الأيام الماضية كان بفضل الله تعالى ثم للعمل الدءوب والتخطيط الدقيق والعمل الاستخباراتي ومثابرة جميع الدول المكونة للتحالف ثم للضباط والأفراد والمنتسبين للقوات الجوية لدول التحالف والقوات البرية والبحرية للوصول لنتائج تعد تقريباً هي أهداف المرحلة الأولى.
وبيّن أن المرحلة المقبلة سوف تركز العمليات الجوية فيها على ثلاثة أهداف رئيسية هي منع التحركات العملياتية للمليشيات الحوثية على الأرض التي أصبحت بطيئة، وحماية المدنيين، والعمل الإنساني والتخفيف من معاناة المواطن اليمني, من خلال تقديم الدعم وتسهيل إجراءات الإجلاء للعمليات الإنسانية والإغاثية, مشيراً إلى وجود لجنة مشكلة لهذا الغرض لتسهيل عمليات الإجلاء والإغاثة والوصول إلى الموانئ والمطارات بكل سهولة وبأسرع وقت.
وأكد المتحدث باسم قوات التحالف أن أعمال الإغاثة يجب أن تتم من خلال قيادة التحالف ولا يحق لأي جهة داخل اليمن إعطاء تصريح لأي طائرة للتوجه إلى المطارات اليمنية إلا من خلال قيادة التحالف منعاً لأي تجاوزات أو أخطاء تجبر هذه الطائرات على الهبوط وإجراءات التحقيق المعتاد في مثل هذه الحالات.