متابعة - أبها - ظهران الجنوب / تثليث - عبدالله الهاجري:
قدَّم مساء أمس الأول أربعة من جنودنا البواسل أرواحهم فداء للدين وحماية للوطن والمواطن، إثر اشتباكات تواصلت ليلة الجمعة مع عدد من عناصر الحوثي، وذلك في مركز الحصن بظهران الجنوب. وقد انتهت تلك الاشتباكات المسلحة، التي استُخدم فيها القنابل والأسلحة المتعددة، بردع العدو وقهره وإبعاده عن المساس بحدود هذا الوطن، وباستشهاد كل من (العريف جمعان محمد الحبابي القحطاني والعريف محمد كليب القحطاني وحسن علي رزق القرني برتبة عريف والرقيب علي مسفر عباس العسيري).
هذا، وقد شيع عدد كبير من المواطنين في محافظة ظهران الجنوب (160 كيلومتراً شرق أبها) شهيدَيْ الواجب العريف جمعان محمد سعيد الحبابي القحطاني والعريف محمد كليب آل سيودان القحطاني، يتقدمهم قائد المنطقة الجنوبية اللواء الركن مطلق بن سالم الازيمع ومحافظ ظهران الجنوب محمد فلاح القرقاح ومديرو الدوائر الحكومية ومديرو المراكز التابعة. وقد تمت الصلاة عليهما في جامع ظهران الجنوب، وتم دفنهما في مقبرة هياج بالمحافظة. وقد شارك اللواء في مراسيم الصلاة والدفن، وقام بتعزيه أشقاء الشهيدَيْن في المقبرة، وذكر أن تلك الشهادة يتمناها كل مواطن في سبيل خدمة الدين والوطن.
من جهة أخرى، أدت جموع المصلين أمس الصلاة على الشهيد علي العسيري في مسجد الراجحي بأبها، وتم دفنه في مسقط رأسه في قرية شوحط شمال مدينة أبها. وقد أكد والده مسفر بن منصور أن رحيل ابنه في ميدان الشرف والبطولة أمرٌ يستحق الفخر والاعتزاز، وأنه وأبناءه جميعاً فداء للدين والوطن، واستشهاد ابنهم وهو يذود عن حدود الوطن أمر يستحق الفخر.
وأضاف: الحمد لله على كل حال، ونسأل الله أن يتقبله في الشهداء، وأن يجمعنا به في جنات النعيم.
يُذكر أن الشهيد العسيري يبلغ من العمر 37 عاماً، ولديه ثلاثة أبناء، أكبرهم تركي (10 سنوات)، ومهند وراكان.
من جهته، قال شيخ شمل قبيلة بني ملك أحمد بن معدي إن الفقيد يُعد فقيد الوطن أجمع والقيادة، وقد مات بطلاً يدافع عن دينه ووطنه، وهو فخر لأبناء قبيلته كافة. وأضاف: أبناء قبيلة بني مالك جميعهم جنود هذا الوطن، وهم على أتم الاستعداد لتقديم أرواحهم شهداء في سبيل الذود عن الدين والوطن.
هذا، وقال لـ«الجزيرة» أشقاء الشهيد جمعان بن محمد الحبابي القحطاني إن شقيقهم الشهيد يبلغ من العمر (27 عاماً)، وقد التحق بالعسكرية منذ سبع سنوات تقريباً، وله 11 شقيقاً وأخ، ووالده متوفَّى، فيما لا تزال والدته على قيد الحياة. ويقول شقيقه الأكبر حزام، الذي يعمل الآن رقيباً في الجيش في الخطوط الأمامية في منفذ الطوال الحدودي، إن شقيقه هو آخر العنقود من أمه، ولديه أربعة إخوان أصغر منه من زوجة والدهم، وقد عُرف عن الشهيد حسن الخلق «وكان آخر لقاء لي معه مساء الخميس؛ إذ غادرنا للذهاب لموقع الشرف والعز والشهادة». ويضيف حزام: كان الشهيد الأكثر براً بوالدتنا، وهي آخر من ودعته، وكان حريصاً بين أشقائه على التواصل مع الجميع، وعطوفاً على إخوانه الصغار، وكان على استعداد في صيف هذا العام للزواج، لكن خدمة الدين والوطن جعلته يرابط على الحد الجنوبي مع بقية زملائه، ونحن فخورون بشهادة جمعان - رحمه الله -.ويقول شقيقه الآخر سعيد: أنا وأشقاؤه الخمسة جميعنا نعمل في السلك العسكري، وجميعنا نحمي الوطن، ونذود عنه في كل شبر من أشبار وطننا الغالي. وما استشهاد شقيقنا إلا دافع لنا أكثر لحماية عقيدتنا ووطننا. وأضاف: سوف يكون عزاؤنا في الخنقة التابعة لمركز طريب التابع لمنطقة عسير.
من جهته، ذكر عبدالله آل سويدان، شقيق الشهيد محمد كليب آل سويدان القحطاني، أن للشهيد أربعة أشقاء، هم (عبدالله وعيد وإبراهيم وفالح)، وأنه متزوج، ولديه طفلتان، والوالدان على قيد الحياة، ويبلغ سبعين من العمر، والوالدة تبلغ ستين من العمر، وأن الشهيد يسكن مع الوالدين في منزل واحد في محافظة تثليث التابعة لمنطقة عسير. كما ذكر أن العزاء سوف يكون في منزلهم الوقع في محافظة تثليث، وأن شقيقهم الشهيد محمد كان دائماً في كل اتصال يوصيهم خيراً ببنتيه، مؤكداً أن شهادة شقيقه هي فخر وشرف.