بعد ثلاث سنوات من اغتيالهم للرئيس اللبناني رفيق الحريري، قام مجموعة من ميليشيا الحزب القومي السوري الاجتماعي وميليشيا حزب الله ومسلحو حركة أمل، يوم الجمعة التاسع من مايو سنة 2008 بمحاصرة مبنى قناة المستقبل، وهددوا العاملين باقتحامها في حال إذا لم يتوقف البث كما أغلقت أيضا صحيفة المستقبل التي تعرضت لهجوم من مسلحين تابعين للحزب القومي السوري الاجتماعي حيث أطلقوا قذائف من أسلحتهم المتوسطة على مبني الصحيفة حيث كان صحفيوها بالداخل متسببين في حريق بالمبنى.
محاصرة المبنى وإحراق محتوياته، لم يكن اعتباطا أو تصرفات فردية من الميليشيات التابعة لحزب الله وأعوانه، بل كان مخططاً لها منذ اجتياح بيروت وقتل سكانها على الهوية، وترويع الآمنين، ومحاولة لإسكات كل صوت معارض لهذا الحزب الذي بات يعيش في عزلة محلية وإقليمية ودولية.
واستعادت المحطة بثها يوم 13 مايو 2008 وقد هاجمت بشدة حزب الله، واتهمته بالحريق الذي أتى على استديوهاتها ونهب مستندات ووثائق منتهكين بذلك كل الأعراف الدولية والأخلاقية، والقناة أسسها الشهيد رفيق الحريري سنة 1993.
حزب الله لا يريد تكميم الأرواح فقط، بل يرغب في نسف كل صوت يعارضه، وفرض واقع القوة على الجميع، وهو الذي عاث في لبنان قتلا وتفجيرا واغتيالا منذ اغتياله لرئيس الوزراء الأسبق الشهيد رفيق الحريري يوم الرابع عشر من فبراير عام 2005، وحتى يومنا هذا.