بلادنا المباركة المملكة العربية السعودية منذ قيامها وتوحيد أجزائها على يد المؤسس الأول لهذا الكيان العظيم جلالة المغفور له - بإذن الله - الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود - طيَّب الله ثراه - وهي تسير على النهج المبارك الذي أراده وابتغاه في تسيير أمور البلاد ورعاية العباد، في ظل الشريعة السمحة المستمدة من كتاب الله الكريم وسنة نبيه المصطفى - صلوات الله وسلامه عليه - المعمول بهما في هذه البلاد المباركة حتى قيام الساعة إن شاء الله تعالى، ومن ثم سار أبناؤه البررة من الملوك على نهجه المبارك من بعده.. ومنذ أن تم توحيد أجزاء البلاد وحتى يومنا هذا والمواطن والمقيم - ولله الحمد والمنة - بأمن واستقرار في ظل بحبوحة العيش الكريم، وأصبحت بلادنا بفضل من الله ثم بفضل قادة هذه البلاد الأمناء الحكماء - أيدهم الله بنصره ورفع شأنهم - تضاهي دول العالم في شتى مناحي الحياة ويشار إليها بالبنان في ظل السياسة الحكيمة المتزنة والمعمول بها في هذه البلاد.. فالمواطن السعودي يحق له أن يفخر اليوم ويتباهى بما وصلت إليه بلادنا من تقدم وازدهار في هذا العهد الزاهر الذي يقوده إلى بر الأمان الملك العادل الأمين ذو القلب الرحيم سلمان بن عبد العزيز آل سعود أمد الله في عمره وألبسه ثوب الصحة والعافية في ظل ما يتمتع به - أيَّده الله - من حكمه وحنكة سياسية ورؤى ثاقبة، من خلال نهجه المبارك الذي خطة لنفسه في تسيير أمور الدولة ورعاية الشعب بكل عدالة وأمانة وتطبيق شرع الله وسنة نبيه المصطفى صلوات الله وسلامه عليه في جميع الأمور الحياتية في هذه البلاد المباركة، مستمداً العون والتوفيق من الباري عز وجل.. فعشت يا خادم البيتين لوطنكم وشعبكم وعروبتكم وإسلامكم، وكتب كل ما قدمتموه من جهود مباركة وأعمال إِنسانية ومساع حميدة في موازين حسناتكم.
في هذا الزمن الغريب والعجيب من المتغيرات والسلوكيات الخاطئة التي ينتهجها البعض من الشباب ممن نراهم يتوجهون إلى مناطق الاقتتال؛ زعماً منهم أنهم ذاهبون إلى جنة الله من خلال الدروس التي يتلقونها من أعداء الدين والأمة، سواء من داخل هذه البلاد أو من خارجها الذين وجدوا الأرض الخصبة التي تساعدهم على القيام بأعمالهم الإجرامية التي يقومون بها من خلال قتلهم لإخوانهم المسلمين من أهل السنة ذكوراً وإناثا شيباً وشباباً، فالأفكار الهدامة والضالة هي التي جعلتهم يقومون بمثل هذه الأعمال الإرهابية بحق اخوتهم في العروبة والإسلام فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. هؤلاء وأعني بهم أصحاب الفكر الهدام على الرغم من أنه أتيح لهم العودة إلى رشدهم والتوبة إلى الله عما سلف من خلال برنامج محمد بن نايف للمناصحة، وتم منحهم الكثير من المميزات رأفة بذويهم وأبنائهم إلا أننا وبكل أسف نجدهم يعودون تارة أخرى لممارسة أعمالهم الإرهابية والذهاب إلى مناطق الاقتتال، إلى أن صدر الأمر السامي الكريم بمنع مثل هؤلاء من الذهاب إلى تلك المناطق.. فكل ما نرجوه من وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد وعلى رأسها معالي الوزير الشيخ الدكتور صالح بن عبد العزيز آل الشيخ الذي حظي مؤخراً بثقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - بتعيينه وزيراً للشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد حيال توجيه أئمة وخطباء المساجد في التركيز على توعية المواطنين والمقيمين، وبخاصة من هم من فئة الشباب، بمخاطر الأفكار المنحرفة وما تجلبه لهم وذويهم والمجتمع من مخاطر لا يحمد عقباها وأن تستمر هذه التوعية على مدار خطب أيَّام الجمع.. أيضاً جامعاتنا ومدارسنا هي مطالبة اليوم عن أي وقت مضى بتوعية الطلاب والطالبات والمنتسبين للتعليم بمخاطر هذه الأفكار الضالة التي لا تعود على بلادنا إلا بشر لا قدر الله، من خلال ما يدسه لنا أعداء بلادنا من نوايا سيئة ويحاولون من النيل من بلادنا وأهلها بما أوتوا به من سبل ووسائل هدامة.
ختاماً نسأل الله أن يقي بلادنا وقادتها وأهلها كل مكروه، وأن يرد كيد الكائدين إلى نحورهم وأن يجعل في تدبيرهم تدميراً لهم إنه مولانا ونعم النصير.