الهتنا وضيعت أوقاتنا أدمنها البعض منا، بل الأغلب ولم نستطع الاسغناء عنها، أنها الأجهزة التي سيطرت على عالمنا يستخدمها الصغير قبل الكبير، هل أخذناها للحاجة أم لتسلية أم لتدخل عالمنا وحياتنا وتحكمنا وتسيطر علينا.
فأثناء تجمعنا العائلي لم نعد نسمع أحاديث كبار السن التي كانت تملأ الجو بضحك والقصص التي كانت تحكى ونستمع لها بتشوق لمعرفة أحداثها.
أما الآن تحظر أجسادنا بلا أرواح، هدوؤنا يشبه البيت المسكون، وفجأه يضحك هذا متفاعلاً بهاتفه ويشتم الآخر من خلف الشاشة وكأنه مجنون؛ مشاهد متكررة تحاكي وتجسد أدواراً من نسج الواقع، لست ضد التقنية والتطور والتواصل الاجتماعي من خلال الأجهزة، بل أنا ضد فكرة الانعزال والانجراف للعالم الافتراضي متناسين حياتنا ومشاغلنا ويجب عليّ وعليك وعلى كل شخص سيطر عليه هذا العالم أن لا نجعله يسحبنا كالسفينة التي تجرفها الرياح فنحن أخذناها فلا نجعلها تأخذنا.