خطت وزارة العمل خطوات موفقة في خدمة المواطنين، وسعت إلى إيجاد نقلة نوعية في تقديم الخدمة، ومن الطبيعي أن الاهداف متجددة مع تجدد الحياة ومعطياتها وما قد يحصل فيها من تطورات، وبما أن الوزارة تعنى في تحقيق الاهداف الموجهة لخدمة العمل والعمال، بما يتوافق مع المصلحة العامة، وتعمل جنبا الى جنب مع الوزارة الاخرى لتحقيق الاهداف العامة للوطن والذي يأتي الامن الوطني في مقدمة تلك الاولويات والاهداف، وبما أن الوطن يعيش هذه الايام في قمة العزة والفخر والولاء للوطن في مستوى عالي، يظهر ذلك من مجريات الاحداث وردود الافعال للمواطنين عياناً بياناً، والحمد لله على ذلك، كل ما سبق يفرض على المواطن المشاركة فيما يحقق الاهداف العامة للوطن، ولهذا اطرح ظاهرة اغلب المواطنين لاحظها إذا ما عايشها من خلال العمالة المنزلية، وهي ظاهرة ايواء وتشغيل العمالة المخالفة، والجوانب التي تتعلق بهذه الظاهرة.
وبما أن حدوث هذه الظاهرة جاء نتيجة لمخالفة الانظمة فإن نتائجها سلبية على الجوانب الاجتماعية، والصحية، والامنية والاقتصادية، بشكل خاص وعلى الجوانب الاخرى بشكل عام، فالجوانب الاجتماعية تبرز اثار هذه الظاهرة بشكل واضح على ما قد يفقده بعض افراد المجتمع لقيم ذات اهمية عالية كالصدق والعدالة واحترام الحقوق، واحلال قيم اخرى محلها ذات اثار سلبية وضارة على المجتمع وأفراده، اما الجوانب الصحية تظهر بتعطيل التعليمات التي تحمي صحة المواطن من خلال اسقاط الكشف الصحي المعمول به في جميع انحاء العالم عن طالب العمل، وقبوله عاملا في المنزل كسائق أو خادمة، أو في أي موقع اخر، دون التأكد من سلامته من الامراض المعدية والخطيرة، التي قد تتعدى الاسرة الحاضنة لتلك العمالة الى المجتمع، ومع الوعي الصحي لدى المواطنين، الا أن هذا الجانب يُغيب عند هذه الظاهرة، ويغيب معه الاثار المترتبة عليه، اما الجانب الامني وبالذات في هذه الظروف فإن هذه الظاهرة لا يخفى على احد ما قد يحدث من بعض الخارجين على القانون ومخالفين الانظمة، من اثار سلبية على الامن الوطني بمفهومه الشامل، اما الجوانب الاقتصادية فأقل اثارها ما يتحمله صاحب العمل من خسائر مالية عالية عند استقدام العمالة وتدريبها، وتنظيم عمله تبعا لهذا الاستقدام، ثم فقدانها بالهروب وغيره، وظهور سوق سوداء للعمالة المخالفة، حيث يصل راتب العاملة المنزلية المخالفة الى اكثر من ألفي ريال ويصل راتب العامل الى اكثر من ثلاثة آلاف ريال دون مؤهلات، او عقد نظامي!! هذا فيما يتعلق في الجوانب المشار اليها فقط مع أن هناك جوانب اكثر اهمية تتأثر في النتائج التي تحدثها هذه الظاهرة.
والسؤال المهم والذي قد يشاركني فيه الكثير، كيف حدثت لدينا هذه الظاهرة وكيف وجد افرادها سوق عمل ومساكن وأماكن تأويهم، وكيف وجدوا الوسطاء ومن يسهل مهام عملهم ويضمن لهم استمرارية بقاءهم مخالفين؟ واخيرا ماهي الوسائل المناسبة لمعالجة هذه الظاهرة والقضاء على ما نتج عنها من آثار؟
أدام الله عزة الوطن وأمنه..