الجزيرة - علي بلال:
كشف سمو رئيس المركز الوطني للقياس والتقويم الأمير الدكتور فيصل بن عبدالله المشاري آل سعود أنه سيتم البدء في مشروع قياس المهارات العامة لخريجي الجامعات خلال الفترة المقبلة، مؤكداً أنه مشروع طموح وسيكون له شأن واهتمام عالمي إضافة إلى المقاييس التي تنتج من التعاون مع بعض الجهات التي تم رفع تصور للتعاون معها.
وقال الدكتور المشاري في حوار لـ«الجزيرة» إن المركز الوطني للقياس والتقويم يعمل حالياً في بداية المرحلة الثانية للمشروع الوطني لقياس مخرجات التعليم العالي والذي يغطي 21 تخصصاً، مشيراً إن المركز بدأ منذ شهر على مشروع الذكاء التفاعلي بالتعاون مع جامعة ييل الأمريكية، فإلى نص الحوار:
* بعد 14 سنة على إنشاء مركز «قياس»، ماذا قدم في تطوير التعليم، وما هي المؤشرات والنتائج التي خرجتم بها؟
- مركز «قياس» معني بالدرجة الأولى بتقديم المقاييس والاختبارات التي تحتاجها مؤسسات التعليم العالي بشكل خاص والتعليم بشكل عام وهو يساعد المنظومة التعليمية من جامعات على فهم مستويات مدخلاتها ومخرجاتها وقد استطاعت الجامعات التعرف على مستويات المهارات والقدرات المعرفية لدى الطلاب المقبلين على الدراسة الجامعية وقد نتج عن ذلك، وضع الطالب في المكان المناسب لقدراته والاستغلال الأمثل للمقاعد الدراسية وتقليل نسب الرسوب والتسرب وزيادة الكفاءة الداخلية والخارجية للجامعات.
كما ساعدت هذه المقاييس المدارس المهتمة بشأن الطالب من رفع مستوى التأهيل لطلابها والتنافس في تمكين خريجيها من تحقيق طموحاتهم التعليمية وعلى ذلك تم إبراز هذه المدارس المتميزة من خلال ترتيب المدارس المبني على أداء خريجيها ومن خلال جائزة قياس للتميز.
* ماهي الخدمات التي تقدمونها للجهات المستفيدة فيما يخص الاختبارات والمقاييس المهنية؟
- قدم المركز خلال السنوات الماضية عدداً من الاختبارات المهنية ومن أهمها اختبارات المعلمين الجدد ومن أهم الخطوات والخدمات التي تتم في هذا الجانب، الاتفاق على معايير المهنة المراد إعداد المقاييس لها، وإيجاد هذه المعايير إن لم تكن موجوده، ومن ثم إعداد المقاييس والاختبارات بناءً على المؤشرات المناسبة لمستوى التأهيل المطلوب وتقدم هذه المقاييس والاختبارات معلومات وتصور جيد عن مستوى المتقدم في هذه المعايير، وهل هو محقق للمستوى المطلوب أم لا، كما أن توثيق معايير أي وظيفة أو مهنه يساعد الممارس على رفع مستواه والارتقاء بأدائه في وظيفته لوضوح المطلوب منه معرفته وأداؤه، وقد قدم المركز خلال السنوات الماضية عدداً من المقاييس المهنية من أهمها اختبارات المعلمين الجدد بشقية العام والتخصصي، وذلك لأكثر من (26) تخصص، اختبارات المرشد السياحي العام ومرشد المنطقة لصالح هيئة السياحة والآثار والاختبار المهني للمحققين لهيئة التحقيق والادعاء العام، ويعمل حالياً على مقاييس التأهيل المهني للمهندسين لصالح هيئة السعودية للمهندسين.
* هل للاختبارات المهنية دور في الحد من انتشار الشهادات الوهمية، كيف؟
- نعم، ولكن بشكل غير مباشر فمع أن التأكد من صدق الشهادات وتوثيقها أمر مختلف وله إجراءاته الخاصة به، إلا أن هذه المعايير والاختبارات توضح الشهادات غير المبنية على أسس صحيحه وبرامج كافية فمن يحمل شهادة وبمعدل مرتفع يجب أن يكون أداؤه في الاختبارات المهنية، خاصة التي تكون في بداية المسار المهني، لابد أن يكون جيداً وإن حدث العكس فالشك يرجع إلى مستوى التأهيل الذي تم في المؤسسة الأكاديمية وعليه لا يمكن أن تصمد هذه المؤسسات طويلاً لانفضاح أمرها ولعزوف الطلاب عنها لكونها لا تفيدهم في مسارهم المهني.
* أين يكمن دور الاختبارات المهنية في عملية الانتقاء الوظيفي، وفي جودة المؤهلات المهينة؟
- للاختبارات الصادقة دور هام في فرز المتقدمين وترتيبهم بحسب تأهيلهم وبالتالي جوده مدخلات الحقل المهني ونقصد بصدق الاختبارات بأن تقيس بشكل جيد ما أعدت له، فالاختبارات المهنية الصادقة تعني أن الأداء فيها يتناسب طرداً مع الأداء المهني الحقيقي في الوظيفة، وهذه الخاصية يجب أن نتأكد منها في جميع اختباراتنا المهنية، وإلا كانت هذه الاختبارات غير مفيدة ومضللة.
* وقع المركز اتفاقيات تعاون مع عدد من الجهات، ما أهداف هذه الاتفاقيات وانعكاساتها على تطوير التنمية؟
- المركز والخدمات التي يقدمها رفعت ثقافة القياس والتقويم في مؤسسات الدولة، وحفزت عدداً منها لتبني هذه الثقافة في ضبط جودتها ومن أهم العوامل المؤثرة في الجودة هي جودة الكوادر البشرية وامتلاكها للمهارات والمعارف والقدرات اللازمة للعمل بها، كما أن خطط العديد من الجهات تتضمن تطبيق الجودة وما يرافقها من أدوات وشواهد لقياس مدى نجاح المبادرات والبرامج التي يطبقها وتأتي الاتفاقيات مع عدد من الجهات في هذا الإطار حيث يسعد المركز بهذه الاتفاقيات التي تصب في تطوير أعمال هذه الجهات لضمان تنمية مستدامه ذات جوده عالية.
* بعد سنوات من إقامة اختبار المعلمين الجدد، كيف تقيمون تجربتكم، وهل هناك دراسات ومؤشرات ترفع للجهات المستفيدة؟
- قدم المركز من خلال المشروع الذي يتبناه مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم «تطوير» إلى مراجعة المعايير المهنية للمعلمين وتوثيقها ومن ثم تطوير الاختبارات، وقد تم تزويد الجامعات بهذه المعايير لتحديث برامج إعداد المعلم لديها لتتوائم مع هذه المعايير، كما يتم تزويد الجامعات بنتائج خرجيها في الاختبارات مقارنة بالحد الأدنى من التأهيل وكذلك مقارنة بأداء خريجي الجامعات الأخرى. وهذا من شأنه تفاعل الجامعات ودراسة سبل تطوير هذه المخرجات، كما أن وزارة التربية رفعت بدءاً من هذا العام الحد المقبول من المستوى في هذه الاختبارات كشرط للقبول في المهنة، وذلك سعياً من الوزارة لرفع مستوى تأهيل المعلمين.
* أعلن المركز عن جائزة البحث العلمي. متى ستمنح هذه الجائزة، وما هي معاييرها؟
- تأتي جائزة قياس للبحث العلمي وللممارسات المتميزة كمحور ثالث لجائزة قياس للتميز وتمنح هذه الجائزة بشقيها البحث العلمي المتميز في القياس والتقويم والممارسات والتطبيقات المتميزة في مجال القياس والتقويم، والجائزتين مفتوحة للتنافس العالمي ويستقبل المركز الترشيحات لهذه الجائزة التي تمنح كل ثلاث سنوات ويشكل فريقاً علمياً لدراسة وتقييم الترشيحات ومن ثم اختيار الأعمال الفائزة حيث يتم التكريم في حفل افتتاح المؤتمر الدولي للقياس والتقويم الدوري الذي ينظمه المركز كل ثلاث سنوات.
* ما هي الرؤية المستقبلية لتطوير الخدمات المقدمة للمستفيدين من أفراد وقطاعات؟
- المركز مستعد لخدمة قطاعات الدولة وبالأخص قطاع التعليم، متبنياً في ذلك جوانب التطوير والتجديد لمواكبة طموحات القيادة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والتي تركز على دعم التنمية الشاملة، ومنها تنمية الكوادر البشرية، حيث سيتم التنسيق مع وزارة التعليم، لتنظيم عدد من الفعاليات والاجتماعات والجلسات العلمية وورش العمل مع المستفيدين من الخدمات التي يقدمها المركز والتي من شأنها أن تصب في تطوير خدماته بما يحقق رضا ومصلحة المستفيدين من أفراد وقطاعات، وبما يحقق لمجتمعنا الرفعة والسمو.