بغداد - نصير النقيب:
قرر رئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العبادي إرسال تعزيزات عسكرية «على وجه السرعة» إلى محافظة الأنبار، مبيناً أن هذه التعزيزات جاءت لإسناد القطع العسكرية الموجودة حالياً في المحافظة. وعقد العبادي اجتماعاً طارئاً بحضور وزير الداخلية، وقرر إرسال تعزيزات فوراً لتعزيز القطع العسكرية في الأنبار. وكان مصدر في قيادة عمليات الأنبار قد أفاد بأن القوات الأمنية تمكنت من استعادة السيطرة على جامع الرمادي الكبير (صدام سابقاً)، مبيناً أن العملية أسفرت عن مقتل سبعة من مسلحي تنظيم (داعش). يُشار إلى أن مصدراً في قيادة عمليات الأنبار قال إن تنظيم (داعش) على «وشك» السيطرة على مركز الرمادي والمجمع الحكومي فيها بعد أن سيطر على جامع صدام الكبير وحي الشركة ودائرة الوقف السني وسط الرمادي. ويأتي ذلك في الوقت الذي صوّت فيه مجلس النواب العراقي على إرسال قوات لمحافظة الأنبار وتسليح العشائر وإلغاء مطالبة النازحين بالكفيل للدخول إلى العاصمة بغداد. وصوت مجلس النواب العراقي خلال جلسته الـ30 من الفصل التشريعي الثاني للسنة التشريعية الأولى التي عُقدت السبت، على إرسال قوات أمنية إلى محافظة الأنبار وتسليح العشائر وإلغاء مطالبة النازحين بالكفيل للدخول إلى العاصمة بغداد. وطالب البرلمان بتسليح العشائر لمواجهة تنظيم (داعش)، وتحرير مناطق المحافظة من سيطرته. فيما طالب رئيس ديوان الوقف السني محمود الصميدعي الحكومة والقوات الأمنية بتسهيل دخول النازحين من محافظة الأنبار إلى العاصمة بغداد والمحافظات الأخرى، وحذر من دخول «المندسين» معهم، فيما طالب بتزويد العشائر بالسلاح.
من جهتها، قالت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق السبت إن عدداً من الأطفال والمسنين بين النازحين من الأنبار توفوا نتيجة مشقة الطريق للوصول إلى بغداد وبقائهم عالقين في أطراف العاصمة. وقال عضو مجلس المفوضين في المفوضية مسرور أسود محيي الدين في بيان إن مدينة الرمادي تتعرض إلى نزوح كبير بسبب هجوم داعش الإرهابي على المدينة واحتلاله مناطق جديدة. وأضاف بأن «عدد النازحين بلغ عشرات الآلاف من المدنيين، نساء وأطفالاً وشيوخاً، أصبحوا مجردين من أبسط الحقوق الإنسانية بسبب وجود منفذ وحيد وسيئ للهروب من المدينة، يستغرق ساعات عدة، وعند الوصول إلى حدود بغداد لا يسمح للنازحين بدخول بغداد إلا بجلب كفيل، ولا توجد أماكن إيواء، وهم الآن في العراء؛ ما أدى إلى وفاة شيوخ وأطفال، وهناك المئات عالقون حالياً، وأن الرمادي محاصرة من جميع الجهات من قبل داعش، كما أن العتاد قد شح، والخدمات الأساسية أصبحت سيئة، وهي بحاجة إلى إغاثة في الداخل والخارج». وطالب عضو المفوضية أجهزة الدولة المختصة كافة بـ»السماح للمدنيين بالدخول إلى بغداد وإيواء العوائل وتقديم الخدمات الأساسية من طعام وماء، وأيضاً ضرورة تقديم المنظمات الدولية الدعم الإنساني؛ لأن حالة المدنيين، خاصة النساء والأطفال، أصبحت مأساوية».
وفر عشرات الآلاف من الأشخاص من سكان مدينة الأنبار بعد اجتياح تنظيم داعش مناطق شمالي الرمادي، والتغلغل في وسط المدينة على مدى الأيام القليلة الماضية. واتجه العدد الأكبر من النازحين إلى بغداد، إلا أن السلطات الأمنية لا تسمح لهم بالدخول إلا إذا كفلهم شخص من سكان العاصمة. ومنذ يومين علق عشرات الآلاف عند مداخل مدينة بغداد، ويبيتون في العراء في ظل عدم توافر أماكن للإيواء، فضلاً عن شح الأغذية ومياه الشرب وغير ذلك من الحاجات اليومية الأساسية.