قراءة - فيصل العسيري:
منذ أن رأت دورة الجماهير بطولة كأس عز الخيل النور قبل تسعة عشر عاماً وهي حالمة بالنجاح والوصول للقمة على فكر ورؤى مؤسسها وممولها الوحيد صاحب السمو الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير الذي أرسى القواعد الصلبة بمكونات خاصة ومعتمدة تتماشى مع ما يستجد من تطورات في رياضة سباقات خيل السرعة والنظر بعمق في كل ما يطرح من مقترحات وأفكار من قبل المهتمين والمشاركين فيها. إن المبدعين هم الذين يحققون أهدافهم برؤية تامة، ولهذا كانت خطوات النجاح لدورة عز الخيل تصاعدية بهدوء عبر سنواتها الماضية دون الابتعاد عن هويتها وأهدافها ورسالتها في تشجيع سباقات خيل السرعة في الميادين السعودية العشرة ودعم منتجي الخيل من خلال دورة تهتم بجميع فئات الخيل وما يتعلق بصناعتها بشكل عام، ولهذا المفهوم الأثر الواضح والكبير في حيوية البطولة وما تحتويه سنوياً من جديد يسير في محاكاة الأنظمة العالمية المتطورة في السباقات إلى جانب أنها حققت العديد من الأولويات في اعتماد أنظمة ولوائح مطبقة في العصر الحديث للسباقات، وكأنها تراقب عن كثب مفهوم عولمة السباقات والاتجاه نحوها بخطوات متأنية ومتوافقة مع الوضع الحالي لمستوى السباقات والصناعة. ومن هذا الجانب حملت دورة كأس عز الخيل البطولة الأكثر جماهيرية بين الميادين السعودية خلال الأعوام الأخيرة لمسات وإرهاصات ذات مؤشرات مهمة للغاية في المرحلة المستقبلية نستشرف منها رؤية المسار الاحترافي الذي تعقد الدورة عليه العزم في مشوارها المقبل من ذلك منع تعاطي الخيل المسكنات ومدرات السوائل المسموح بها نظامياً في أمريكا والممنوعة أوروبياً وكذلك البداية في تصنيف الجياد المشاركة وفق نظام الدرجات العالمي وتخصيص أوزان معينة للخيل الناشئة وتحديد مسافة الميل وربع كأطول مسافات الأشواط، وكذلك تطبيق معايير دولية في نظام التحليل عقب السباق. وكل ذلك رغم أنه في نطاق الدورة فقط إلا أنه نهج يبشر بالأصل بولادة منهجية جديدة قد تكون واقعاً في قريب الايام إذا نظر بكل أمانة وتجرد في نتائج هذه الخطوات وأثرها الفعال في تفسير نمطية الوضع العام الفروسي، وقد لا نذهب بعيداً من هنا ولنا خير مثل في هذا استحداث سباقات لخيل (السنتين) قبل ثلاثة أعوام وحجم المبيعات التي تحققت سواء من المزادات الرسمية أو الخاصة أو تلك الصفقات التي أجريت عقب انتهاء السباقات المبدئية لها في الدورة أو في الاهتمام المبكر بالخيل اناشئة وتطوير سلالتها ووصولها إلى دائرة المنافسة في البطولات الكبرى كما حدث في هذا الموسم في وصول أحد اكتشافات الدورة عبر المهر (ديامو) ووصوله رابعاً في كأس المؤسس لهذا الموسم.
واليوم ونحن نحتفل بالنسخة العشرين لهذه البطولة المهمة والحاضنة للملاك والمدربين والخيالة من جميع أرجاء الوطن والذين يستظلون بكامل الدعم والتشجيع والمؤازرة بدعم تخطى 115 مليون ريال تحت المظلة الوارفة لسمو الامير سلطان بن محمد يحق لنا أن نفاخر بهذه البطولة متفائلين ومستبشرين بمزيد من القرارات والآليات المتخصصة والتي تسعى إلى تحقيق المزيد من الأهداف والرقي بمستقبل هذه الرياضة النبيلة.