يوم الجمعة 3 إبريل - نيسان 2015م، تجملت أجواء الرياض وشوارعها بأنفاس فلسطين، وانتفضت الجالية الفلسطينية عن بكرة أبيها جماعات وأفراداً إلى السفارة الفلسطينية في قلب العاصمة السعودية، وسط فرحة رجال الأمن السعودي بمنظر الأعلام الفلسطينية وهي ترفرف في الهواء، والكوفية الفلسطينية وهي تزين الأكتاف، ووسط نشوتهم وهم يحتضنون إحياء هذه الذكرى على تراب بلادهم الطاهرة حاضنة العرب والمسلمين، وفي رحاب عاصفة الحزم التي، بمشيئة الله، ستتوج بالحسم؛ أفلح من شاء، والويل من أبى.
فالحمد للهِ، وتحيةً محملةً بحبّاتِ ثَرى فلسطين، ومرطبةً برذاذ شواطئ فلسطين، ومعبقةً بأريجِ ليمون فلسطين وبرتقالِها، ونكهةِ تينها وزيتونِها، وعراقةِ تاريخِها ومجدها، وقداسةِ مدنِها وقراها، وأصالةِ شعبٍ مرابطٍ فيها،
أنثرها بطعمِ إرادة المهجرين وهم يتنفسون ثقافة النصرِ والعودة والتحرير،
أنثرها بطعمِ صمودِ الشيخِ الفلسطيني، والمرأةِ الفلسطينية، والطفلِ الفلسطيني،
أنثرها بطعمِ الإباءِ الفلسطيني المكحَّلِ بالقهر والمعاناة،
أنثرها بطعمِ الألمِ الذي يعتصرُ قلوبَنا على حالِ أمتِنا،
أنثرها في رحاب رجل أقل ما يقال فيه أنه أنعشَ روحَ سفارتِنا، وشحذَ همة بطانتِها، وجمعَ حولها أبناء الجاليةِ الفلسطينيةِ المقيمةِ على تراب هذا البلدِ العظيمِ بحرمَيْهِ ومليكِهِ وشعبِهِ،
أنثرها بين يديْ رجلٍ نقيِّ النفسِ، عليِّ الهمةِ، نديِّ الوصلِ،
إنه سفيرنا الغالي باسم الأغا، ومن خلاله نبرق بها إلى هذا البلد المعطاء ملكاً، وحكومة، وشعباً.
والحمد لله، تتوالى السنون، وتتجدد الذكريات، وتقام الاحتفالات والمهرجانات؛ والحالُ هي الحال،
الحمد للهِ، وقد قيل: «على المتضررِ اللجوءُ إلى القضاءِ»؛
والحمد للهِ، أرفع دعواي؛ {تَبَدَّلَتِ الْقِيَمْ}،
والقضاء؛ عيونٌ تبصرُ أو لا تبصرُ لا يَهُمّْ، وآذانٌ تسمعُ أو لا تسمعُ كذلك لا يَهُمّْ، وقلوبٌ تنبضُ أو لا تنبضُ أيضاً لا يَهُمّْ،
فالمهم أن النصَّ يأتي، والأمل والرجاء هناك؛ في وجه الله جل في علاه؛
::
تَغَيَّرَتِ الْمَفَاهِيمُ
وَتَبَدَّلَتِ الْقِيَمْ
فَأصبحتْ بَلَى
مِثْلُ كَلَّا لَا تَعْنِي نَعَمْ
**
تَاهَتِ الْأَمَانِي
وَالْأَحْلَامُ اخْتَفَتْ
لِأُمَّةٍ سَكَتَتْ
لَا حِرَاكَ لَـهَا كَمَا الصَّنَمْ
**
الْعَيْنُ ضَاعَ مِنْهَا الْبَصَرْ
وَاللِّسَانُ أَبْكَمُ
وَالْأُذُنُ بَلْهَاءُ
شُلَّتْ؛ أَصَابَهَا الصَّمَمْ
**
زَمَنُ الْأَصَالَةِ
هَرِمَ
لَا بَلْ مَاتَ
وَالْبَأسُ فِيهِ انْعَدَمْ
**
لَسْتُ أَدْرِي
أَيُّ زَمَنٍ نَعِيشُهُ
لَا شَهَامَةَ لَا مُرُوءَةَ
لَا حَمِيَّةَ لَا هِمَمْ
**
ذَاكَ الْجَمِيلُ صَارَ إرهاباً
وَهَذَا الْأخير
سَحَرَ الْعُيُونَ
غَدَا سَلَاماً لَا أَلَمْ
**
وَالْفَاتِحُونَ
تَشَتَّتُوا
وَهَنُوا ثُمَّ خَنَعُوا
وَزَادَهُمْ ضَعْفاً جُحُودُ النِّعَمْ
**
صَنَعُوا لَهُمْ سَادَةً
لَهَثُوا خَلْفَهُمْ
وَنَسُوا اللَّهَ
فَأَصَابَهُمْ عَجْزٌ وَسَقَمْ
**
وَشَرُّ الْبَلِيَّةِ هُنَا
بَنُو صِهْيُونَ
تَجَمَّعُوا وَتَوَحَّدُوا
وَهُمْ فِي الْأَصْلِ لـَمَمْ
**
وَصَاحِبُ الْحَقِّ
ابْنُ الْأَرْضِ وَالتَّارِيخِ
يَصُولُ فِي السِّاحِ وَحِيداً
وَكِبَارُ الْقَوْمِ لَاهُونَ فِي الْقِمَمْ
**
جَلْسَةٌ تَمْضِي وَسَهْرَةٌ تَأْتِي
وَهَنَاكَ فِي الْـخَلْفِ
مَارِدٌ يَهُزُّ عَصَاهُ
يَسُوقُ بِهَا الْغَنَمْ
**
وَالْوَيْلُ كُلُّ الْوَيْلِ
لِمَنْ خَالَفَ قَوْلاً
أَوْ عَانَدَ أمراً
لِزَعِيمَةِ الْأُمَمْ
**
لَكِنْ رُوَيْداً
رُوَيْداً يَا أَهْلَ الْأَرْضِ
رُوَيْداً يَا شُهَدَاءَ الْأَرْضِ
رُوَيْداً أَيُّهَا الْمُرَابِطُونَ عَلَى الثُّغُورِ
وَرُوَيْداً أَيُّهَا الْأَعْدَاءُ
رُوَيْداً أَيُّهَا الشَّامِتُونَ
رُوَيْداً أَيُّهَا الْغَافِلُونَ
رُوَيْداً
فَذَاكَ الْعَصْرُ عَصْرُ النَّدَمْ
وَعَصْرُ الْيَوْمِ عَاصِفُةٌ
لِلْحَزْمِ آتِيةٌ
وَالْحُكْمُ فِيهَا لِسَلْمَانَ الْأَشَمْ