مما لا شك فيه ونحن في هذه البلاد المباركة، ننعم بإدارة حكيمة، ونعم متوالية، وإن من نعم الله المتواليات، ومِنَنِهِ المتعاقبات، على هذه البلاد، أن خصَّها بالولاة الأفذاذ الأماجد، والساسة الأخيار الأساعد، منذ أن تم تأسيسها على يد الإمام المبارك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله وطيب ثراه- ثم تتابعت في إثره السنوات اللاحقة، من قبل أصحاب المناقب العليَّة، والمكرمات الندية، من أبنائه البررة: الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد والملك عبدالله -طيب الله ثراهم- إلى العهد المُمْرِع الزاهر، والخصيب الباهر، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله ورعاه- وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي عهده -حفظهما الله-.. فلقد كان في تعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولياً لولي العهد ونائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء أثر بالغ في ترسية الحكم المتين واستقرار هذه البلاد الطاهرة، ولقد اختار خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله وأمد بعمره-ودائماً ما يختار الأفذاذ النجباء ومن هذه النخب المميزة قامة أمنية متينة وثقيلة تتمثل في صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود واختياره ولياً لولي العهد ونائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للداخلية، فعند النظر في شخصية سموه ترى الفكر الاستراتيجي، والرؤية الحضارية والأمنية الصائبة، والهمة القوية العالية لبناء مؤسساتنا الأمنية بقوة لا تدانى، وتطور لا يبارى وتميز لا يجارى، فالقرار الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولياً لولي العهد لهو قرار حاسم ومصيري ويصب في مصلحة الوطن والمواطن وينم عن رؤية خادم الحرمين الاستشرافية والحكيمة في التنظيم القيادي والإداري في هذا البلد الكريم المعطاة، فالقرار يعزز منظومة العمل الأمني والاستقرار في مسيرة الحكم المبارك التي يتمتع بها هذا الوطن الغالي، فقد كانت ثقة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله وأمد الله بعمره - في محلها فما هو إلا خيار موفق لرجل يعد أحد الشخصيات القيادية الأمنية المؤثرة في الاستقرار الأمني ومكافحة الإرهاب ويحظى بحضور دولي ومكانة مرموقة بين بلدان العالم، ولهذا جاء الأمر الملكي الكريم تتويجاً لسنوات من العطاء والتضحية والوفاء التي عرف بها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف منذ أنان مساعداً لوزير الداخلية للشؤون الأمنية، لذا بالعود للسنين الماضيات المباركات نجد أن سموه رافق فقيد الأمة والده صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- من خلال سنوات طويلة من العمل الجاد، وتخرج من مدرسته الأمنية بامتياز، ونهل من معين خبرته وحنكته باقتدار، ونجحا معاً في التصدي للمغرضين والمخربين وأصحاب الأفكار الهدامة، والآراء الفاسدة البغيضة، وعَملا على تعزيز الأمن والأمان، حتى صارت بلادنا -بفضل الله تعالى- واحة أمن وأمان واستقرار وسلام. ففي حقيقة الأمر قليلة جداً هي الكَلِماتُ السِّمانُ العِظام، الّتي تساوي الواحدةُ منها ألفاً مِن غيرها، في حقِ صمام الأمان وحامي الأوطان -بعد الله- صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي ولي العهد والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، فقد عرف عن سموه أنه ذو علمٍ فَذّ، فقد اختلط لحمُه ودمُهُ بحبِّ العلم، وتعظِيمِ الكتاب والسنة، وعَركَتْهُ التَّجارِبُ والسِّنون، وعاصر من العُلَماءِ الأَكابر جهابذَتَهم وأفرادهم، فكان قريباً كل القرب من العلماء وطلبة العلم، حنوناً على الصغير، عطوفاً على الكبير، فقد كانت تُعَبِّرُ هذه الأفعال بذاتها عن نفسها، وتُنادي إليها غيرَها، وتجمعُ حولَها من دونها، كافح الجريمة وأبطل المخططات الهدامة، أرسى الأمن وأهدى الاستقرار، حتى أصبحت هذه البلاد الخيرة النافعة من أقل بلاد العالم ارتكاباً للجريمة على أرضيها، دائماً ما يبذل جهوداً حثيثة وأعمالاً جبارة في سبيل إحلال السعادة ورسم الطمأنينة على أبناء هذه البلاد الطيبة المباركة، فهو دائماً ما يقدر الجهود المنجزة المبذولة لمن هم حوله بتواضعٍ فذ وخلق جم، ينظر إليه أصحاب الأفكار الهدامة نظرة المُبَجَّل، ويبادله أبناء هذا الوطن الكريم ابتسامة الآمن، جهودٌ أَثِيثة رَصِينة، محل افْتِخَار وتباه الدول الجوار، من أفعال تَعَاظَمَ الجبال من لدن سموه الكريم، تنشد الرفعة وسمو الوطن لتدعم مسيرة هذه المهام الثِقال.