من الأهمية بمكان الاعتناء ببيوت الله تعالى من جميع النواحي الحسية والمعنوية، ورسالة بيوت الله تعالى التي هي المساجد إنما تتمثل في اعمارها حسيا ومعنويا كما أن مساجد الطرق والموجودة في محطات الوقود والاستراحات على جانبي الطريق بحاجة ماسة إلى بناء من جديد أو على الأقل ترميم مناسب يصلح من شأنها ونظافتها، ولا شك أن الذين بنوا هذه المساجد سواء من أصحاب محطات الوقود على الطرقات أو غيرهم هم ايضا معنيين بالاعتناء بها مع وزارة الاوقاف والمساجد ممثلة بها فروعها المنتشرة في المناطق والمحافظات، أو أية جهة مسؤولة أخرى، وليس فقط المسؤولية عن هذه المساجد تقع على عاتق من بناها سواء من أصحاب تلك المحطات التي على الطرقات أو غيرهم جزاهم الله خيرا بل المسؤولية ايضا على عاتق الجهات المختصة في وزارتنا الموقرة وغيرها من الوزارات كالنقل.. لا أن ترمي كل جهة المسؤولية عن هذه المساجد إلى جهة حكومية أخرى!! على الأقل في المتابعة والمراقبة والتوجيه بالاهتمام بهذه المساجد والحرص عليها وصيانتها أولا باول, وقد دعا وزير الشؤون الاسلامية والاوقاف الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله مؤخرا إلى: (ضرورة تسليط الدراسة على المساجد التي على الطرق الرئيسة في المدن الكبيرة في المملكة أو في المحافظات أكثر، وأن تكون الرؤية متجهة لها، وأن يشتمل برنامج الترميم أيضاً على ترميم مساجد الأحياء المحتاجة، وأن المساجد التي يتم ترميهما خصص لها المال المطلوب للمساجد بحسب الأمر الملكي الأخير...) وقد سُئِل مسؤول بالاوقاف والمساجد عن وجوب الاهتمام بمساجد الطرق السريعة ذكر: أن ذلك ليس من مسؤولية وزارة الشؤون الاسلامية والأوقاف, وأن إدارة الأوقاف لا تستطيع وضع مراقبة دائمة على إدارات تلك الاستراحات والمحطات!!، ولكن تعاون الجميع من أوقاف وفاعلي خير من الذين بنوا تلك المساجد وغيرهم عليهم التعاون فيما بينهم لتحقيق هذه الأهداف الطيبة، ومما يؤكد أهمية هذا الأمر فقد ذكر احد الدعاة والمهتمين ببيوت الله تعالى جزاه الله خيرا: أن هناك إهمال كبير وغير مقبول في مساجد الطرق، حيث لا يرقى التعامل معها مع ما يجب عليه من التعامل مع بيوت الله والتي هي من أعظم الأماكن وأحبها إليه سبحانه، مشدداً على أنه لابد أن تكون محل اهتمام المسلمين ورعايتهم، فتلك المسئولية لابد أن تكون مشتركة ما بين أصحاب المحطات التي تكون على الطريق، وبين وزارة الشئون الإسلامية والوقاف، مضيفاً: «أصحاب المحطات لابد أن يخصصوا عاملين وموظفين يتابعون وضع المسجد، والوزارة تقوم بدور الإشراف والمراقبة كما هو الحال في سائر المساجد»، فالمحطات تلك بما تحوي من مساجد تمثل مظهراً من مظاهر البلد التي لابد أن يهتم بها، لأنها تمثل الصورة العاكسة لثقافة الوطن لمن يزورها. حيث إن للمسجد في الاسلام دور فعال ولاشك لكي تتحقق رسالته السامية والنبيلة التي أقرها الدين الاسلامي من أجل تحقيق أفضل الاهداف الدينية والاجتماعية والاسرية لكل أفراد المجتمع المسلم على حد سواء، كما أنه من الأهمية اقامة حلقات تحفيظ القرآن الكريم لتحفيظ الناشئة والاطفال والصغار والكبار كتاب الله تعالى وتجويده وتفسيره وتدبر معانيه والتمسك به حق تمسك والتخلق باخلاق القرآن الكريم فقد كان خُلق الرسول صلى الله عليه وسلم القرآن كما ذكرت ذلك الصحابية الجليلة عائشة رضي الله عنها... أين دور المسجد الكامل والحقيقي المتمثل في هذه الأعمال والأنشطة وغيرها ؟. والتي نراها في عدد من المساجد الا أن مساجد اخرى كثيرة لا نشاهد فيها كل هذه الأنشطة الهامة والمطلوبة وللأسف !! ينبغي ويجب على كل إمام مسجد الا يكتفي فقط بإمامة جماعة المسجد للصلاة بهم ولكن يجب العمل باهتمام بالغ وحثيث في تحقيق رسالة المسجد الكاملة والمحققة للاهداف الدينية والاجتماعية كالأنشطة والفعاليات الهامة والضرورية لجماعة المسجد ومرتاديه. أقول لإمام المسجد بأنك قد تحملت مسؤولية القيام برسالة المسجد العظيمة التي هي رسالة محمد صلى الله عليه وسلم وأنت أهل لذلك فإن لك مكانة رفيعة عند أهل الحي ومعقد آمال الدعاة في أن تكون مشعل نور ومصباح هداية وإننا نذكر أنفسنا وإياك الله عز وجل بأن تخلص النية له وأن تراقبه في كل دقيق وكبير.. كما نذكرك عظم المسؤولية الملقاة على عاتقك في إمامة المسجد الذي ولاك إياه المسؤولون وجماعة مسجدك واحرص على تحقيق وتفعيل دور هذا المسجد بالأنشطة الخيرية النافعة لأهل الحي وغيرهم ممن يرتاد بيت الله تعالى، وأن تحرص على أداء الأمانة على أكمل وجه وأتمه واحتسب ما تبذله من جهد قل أو كثر عند الله عز وجل والله لا يضيع أجر المحسنين, وجعل ذلك في ميزان حسناتك وحسنات غيرك من الأئمة الذين يبذلون جهودا كبيرة في خدمة بيوت الله عز وجل وكتب الله الأجر والمثوبة للجميع، وينبغي ويجب على كل إمام مسجد الا يكتفي فقط بإمامة جماعة المسجد للصلاة بهم ولكن يجب المل باهتمام بالغ وحثيث في تحقيق رسالة المسجد الكاملة والمحققة للاهداف الدينية والاجتماعية كالأنشطة والفعاليات النافعة لجماعة المسجد مما سبق ذكره في أهمية تفعيل دور ورسالة المسجد العظيمة والسامية والنبيلة. ووضع برامج وآليات توضح الدور الفعال للمسجد وأهمية العمل من أجل نقله إلى الواقع من أنشطة وبرامج فعالة ومحققة للأهداف المرجوة بإذن الله تعالى، ومن هذه الأعمال توزيع الأشرطة والكتيبات والمطويات والحقائب النافعة بالأسلوب المناسب للرجال والنساء، ويقترح أن توجه طاقات بعض الأطفال والشباب, والعناية بفئة الشباب وتوجيههم وإرشادهم، وتوظيف طاقاتهم وتوجيهها بإشراكهم في تنفيذ بعض البرامج، وتعويدهم على الخير.. ووضع صندوق للمسجد خاص بأسئلة المصلين من الرجال والنساء يجاب عليها في وقت محدد كل أسبوع. ونشر فتاوى أهل العلم في المسائل المهمة, وغيرها من الأعمال والأنشطة الخيرية النافعة كمد يد العون للمحتاجين من أهل الحي القريبين من المسجد وغير ذلك من الأعمال الجليلة والعظيمة.