من خلال ما يشاهده المرء على السَّاحَة اليمنية هذه الأيَّام عبر القنوات الفضائيَة المتعدّدة من هجمات شرسة معادية لأهل السُّنة والجماعة في اليمن السَّعيد تنم عن كيد الكائدين وحقد الحاقدين والحاسدين من الطغاة والجبابرة أعداء الأمَّة العربيَّة والإسلامَّية ممثُّلة في فئة طاغية متمردة ومرتزقة عقائدياً ومذهبياً ونفسياً واجتماعياً تدعى بالحوثيين المعدين من قبل الصفويين المجوس الذين يضمرون شيئا من أنواع الحقد على أهل السنة والجماعة بالذات في الجزيرة العربية أصل العرب على وجه الخصوص وعلى أهل السنة والجماعة في أنحاء المعمورة من وطننا الإسلامي الكبير على وجه العموم، فقد أخذت هذه الفئة الظالمة تربي فيولها وأعوانها منذ أمدٍ بعيد وهي تخطط وترسم لهؤلاء الفيول وذلك من أجل نشر مذهبهم الفاسد، فقد جندت منذ وقت طويل فئات متعدّدة من السّذج من بعض العرب وغيرهم في أقطار عربيَّة أمثال لبنان والعراق وسوريا واليمن عن طريق الحملات المنظمة التي تقوم بنشر هذا المذهب الَّذي لا يمت لديننا الإسلامي الحنيف أيّ صلة كانت وذلك عن طريق الدعم المالي الذي يقدر بحوالي 280 مليون دولار سنوياً خدمة لهذا المذهب الفاسد.
حيث إن هذه الأجندة المتعددة الأماكن والاقطار أداة تنفيذ فقط لهؤلاء الصفويين المجوس الذين يرتادون عباءة الظلم والعداء وعمائم القتل والتشريد. فكانوا سبباً في تحويل اليمن السّعيد إلى ساحة حرب تسوده الفوضى والفزع والاضطرابات والقتل والقتال والرعب والخوف إلى جانب السّلب والنهّب متجاهلين ما في ذلك من دمار وخراب للبلاد والعباد فقد أدت هذه الفوضى العارمة والمتتالية شحذ الهمم في نفوس الجماهير الغاضبة باستخدام شتَّى أدوات وسائل الدفاع عن النَّفس وعن العرض والأهل والعشيرة ومن خلال هذه الأعمال الإجرامية الدامية إلا أن السّلطة الحاكمة باليمن السّعيد أخذت على عاتقها أن تستخدم معهم شتَّى الوسائل التي تساعد على وقف شبح الحرب والعنف وذلك عن طريق الحكمة على أحسن وجه في الحوار والمناظرة وإدلاء الحجَّة لدفع شر هذه الفتنة الحاقدة قدر المستطاع.
إلا أنهم لم يستجيبوا إلى هذه الحوارات فأخذوا يكابرون في طغيانهم ثم أصروا على البغي والعدوان والتمادي في اعتداءاتهم على المواطنين بشكل مباشر وغير مباشر مما استثارت هذه الأعمال الإجرامية التي تحدث بين الفينة تلو الفينة دول الإقليم والجوار وعلى إثر ذلك اندلعت نار الحرب الأهلية بين الفئة الضّالة والمواطنين المسالمين في أنحاء اليمن السّعيد.
مما جعل السّلطة الحاكمة باليمن تستنجد بدول الخليج العربي والدّول العربيَّة والدّول الصّديقة في إنقاذهم من هذه الفئة الظالمة التي أخذت بشتَّى الطرق تزرع الفوضى والرعب والخوف بين المواطنين - فأخذت أصوات المواطنين تنادي السّلطة الحاكمة بإنقاذهم من تلك الفئة الضالة - فهناك صوتان لابد أن يرتفعا في كل أمَّة من الأمم حتى لا يطغى أحدهما على الآخر صوت يبين حقوق الأمَّة بالعدل والإنصاف في رفق وهوادة وصوت يبين محاسنها ويشجعها على الاحتفاظ بها والاستزادة منها فأخذت قادة الدّول الخليجية والعربيّة والصّديقة هذا النّداء بحكمة وروية ونظرة ثاقبة وعلى رأسهم المملكة العربيَّة السُّعوديَّة التي قادت تلك الدّول المتحالفة وأخذت تقوم بحملات واستطلاعات جوية مستمرة على مواقع ومعاقل تلك الفئة الضالة التي تدعى بالحوثيين وعلى مخازن أسلحة أنصار السلطة السابقة.... في أنحاء اليمن السعيد باسم (عاصفة الحزم) بضرب هذه المواقع والحصون وذلك من أجل إضعاف همتهم وكسر شوكتهم، وقد يتضح الأمر جلياً خلال الأيام القادمة فالتمدد الرافضي أصبح ظاهراً للأعيان يلوح بالأفق فالواجب على إخواننا السُّنة في وطننا العربي الكبير التصدي لمواجهته بكل عزيمة وإصرار وعلى أبناء دول الخليج العربي بصفة خاصَّة أن يكونوا حذرين ويقظين من هذا العدو المتربص بهم الذي يسعى بكل ما أعطي من قوة وعتاد للنيل من أمننا وأمن أوطاننا فهؤلاء الصفويون المجوس والنصيريون أعداء أهل السنة والجماعة ويقول الباري عزَّ وجلَّ في محكم كتابه الكريم {وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ? وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ} (سورة الأنفال آية 60).
فقد جاءت عاصفة الحزم بكل قوة وعزيمة لإنقاذ إخواننا اليمنيين من الطغاة الحوثيين الرافضة الذين يتلقون الدعم والمساندة من دوله إيران التي تتاجر باسم الدين وتنشر شتَّى أنواع الفوضى والفزع في الجزيرة العربيَّة عن طريق أجندتها الحاقدة.
إلا أن عاصفة الحزم أعطتهم دروساً قاسية لن ينسوها أبداً وقضت على كافة مخططاتهم وتطلعاتهم وأمانيهم وآمالهم الزائفة الذين أصبحوا يتخبطون داخل اليمن بدون قيادة وبدون دعم وبدون مساندة وبدون إدارة وإرادة وبدون عزيمة وإصرار وأخذوا يطلقون النار على منازل المواطنين بشتى الأسلحة بدون هوادة تنم عن عجزهم وضعف حيلتهم وتشتت أفكارهم وآرائهم فالطغاة لا بد أن يكون لهم يوم يندمون فيه على كافة أعمالهم وتصرفاتهم الإجرامية - فإن ما يحدث لإخواننا اليمنيين هذه الأيام أعمال إجرامية على أيدي تلك الفئة الضالة من الحوثيين الحاقدين وأعوانهم فهو أمر مؤسف جداً فالأمن والاستقرار مطلب مهم لكل أمَّة من الأمم حيث إنه يحقق لها غاياتها السّامية وأهدافها النبيلة من وحدة الفكر والمنهج والغاية فهو المدخل الضروري لنمو الأمم وتطورها وتقدمها فالأمن من أعظم النعم وأجلها على الإطلاق - فالله سبحانه وتعالى يقول في محكم كتابه الكريم
{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (55 سورة النور).
فورد الأمن هنا في تعداد النعم التي تستحق الشكر مما يبن أهميته وعظم شأنه ولذا جاءت شريعة الرحمن السمحة بحفظ الأمن وردع المعتدين من البغاة الحاقدين وصد الظالمين وقهرهم والقضاء على الذين يفسدون في الأرض.
فالأمن في حياة الأمة مطلب سام تجتهد كثيراً من الأمم للوصول إليه والمحافظة عليه وصيانته من العبث والانحراف.
وختاماً أسأل الله رب العرش العظيم أن يحفظ وطننا الخليجي كافة من كل سوء ومكروه وأن يديم على شعوب الخليج المعطاء الأمن والأمان في ظل قادته العظام.
والله الموفق والمعين..
- عبد العزيز صالح الصالح