يعد مرض السكري أحد أكثر الأمراض انتشاراً حول العالم حيث يقدر عدد المصابين إلى (344 مليون مريض)، وفي السعودية وصلت نسبة الإصابة بالسكري إلى 25 % من السكان لتكون بذلك أكبر بلد في الشرق الأوسط من حيث الإصابة بالسكري والثانية عالمياً حسب إحصائيات الاتحاد العالمي لمرض السكري. وفي محاولة لإيجاد علاج ناجح لهذا المرض اعتمد السكان الذين يعيشون في المناطق الحضرية والريفية على الطب الشعبي التقليدي للعلاج إلا أن هذه الأدوية التقليدية والمعارف التي توصل إليها الإنسان عبر الزمن تختفي يوماً بعد يوم في ظل تطور صناعة الأدوية والتحديث المستمر. وكمحاولة لتوثيق هذا المخزون الهائل من المعارف والخبرات قامت مجموعه من الباحثين في كلية الصيدلة بكليات بريدة ممثلة في الطالب/ عبد الله بن مساعد الأحمري ومشرف البحث الدكتور/ بابر علي المشرف العام د/ علي بن محمد المحيميد وسعادة عميد الكلية د/ ناصر الوابل .
بعمل دراسة تهدف إلى قياس اتجاهات مرضى السكري لاستخدام الأدوية العشبية التقليدية. تم إجراء الدراسة من خلال استبيان تم توزيعه على 399 مريض يشكلون عينة البحث التي تم مقابلتهم. حيث أظهرت نتائج البحث عن أن 209 من المرضى يستعملون العقاقير العشبية في علاج السكري بينما وجد أن 139 منهم لا يستخدمون أية عقاقير عشبية. من النتائج التي أظهرتها هذه الدراسة أن المرضى استخدموا 37 نوعاً من الأدوية العشبية، وكانت الأعشاب الأكثر استخداما هي الزيتون، الحلبة، الشاي الأخضر، الترمس، الخيار المر، الثوم، المر، الزعتر والرمان. زيت الزيتون/ أوراق الزيتون، بذور الحلبة، أوراق الشاي الأخضر استخدمت من قبل ستة وعشرين، عشرين وأربعة عشر مريضاً على التوالي. أوضحت هذه الدراسة بالمجمل أن 62 % من عينة الدراسة يعتمدون على الأدوية العشبية مما يثبت أن الطب الشعبي لا يزال يحظى بإقبال واهتمام مرضى السكري على الرغم من تطور الخدمات الصحية وانتشار الأدوية. خرج هذا البحث بتوصيات من أهمها ضرورة أن يتم متابعة وتحديث المعلومات بهذا الشأن من قبل الصيادلة والأطباء وذلك من خلال خطط وبرامج علمية على المدى الطويل. وشملت التوصيات على الاعتماد على الأعشاب لعلاج السكر او خلطها مع الأدوية.