هذا الكتابُ مُولهي وصبابتي
لا تحسبني قد سلوتُ محبتي
إني شغفت بنعمة التبيان
ثمر العقول قديمها وحديثها
فقطوفه قد ذُللت للجاني
يا مربد الشعراء إنك مَحفلٌ
فيك القوافي تتيه بالأوزان
أنت المجاز عكاظها ومجنة
فيك الفحول تنص للذبياني
يا مصنع الفكر العتيق وكنزه
من كل قول صادق الإيمان
قد صرت للدين الحنيف منارة
عالي المهابة في هُدىً وبيان
يرعاك من عشق العلا بجدارةٍ
أهل المروءة من ذوي السلطان
لكنني والحزن يعصرُ مهجتي
أرنو إليكَ ببالغ الأحزان
هجروك يا أغلى الأحبةِ وانبروا
لسماعِ معزفٍ أو خليع أغاني
أطباقنا علت البيوتَ فحسرتي
فكتابُنا يشكو من الهجران
رانَ الغبارُ وكم تراكَم فوقه
فأحالهُ شيئاً من النسيان
إني أخافُ من العناكبِ نسجها
فأخاله قد لُف في الأكفان
فالمكتباتُ تباهيا قد صُنفت
وبأفخم التجليدِ والإتقان
حتى تراءت للعيون مباهجا
لكنها وردٌ بلا ريحان
قولوا بربكم فقولي واضح
لا صائغاً سُؤلي من الهذيان
ماذا قرأتم من كنوز علومِه
طرحي يُجابُ عليه بالغثيان
هيا اسألوا أرقى الشعوب حضارةً
كيف استحالت أرضُها لجنان
منا التحية والتجلة للذي
يرعى الكتابَ بحرصهِ المتنامي
للعلم عهدٌ في القلوبِ مكانُه
أكرمْ بعلمٍ في حِمى الرحمن
- خالد علي غراب