نسمع الكثير عن التحاق بعض من أبناء هذا الوطن الغالي لمنظمات وحركات تحت شعار الجهاد وأساس هذه المنظمات صراع على الكراسي والمناصب ونتاج ذلك قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وهذه المنظمات والحركات المنحرفة عن الطريق السوي بعيدة كل البعد عن الجهاد في سبيل الله حسب ما ذكر العلماء- حفظهم الله- فكيف لمسلم أن يقتل ويفتك بمسلم ويشرد النساء والأطفال ويفجر ويفسد في الأرض.
قال تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً} (سورة النساء آية 93).
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال (لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم).
وكل عاقل على هذه المعمورة يشاهد ما تبثه بعض القنوات الفضائية من مجازر ودمار في البلدان المجاورة بسبب هذه النزاعات كذلك المقاطع المؤلمة التي يتم تعمد إرسالها من قبل الجهات والمنظمات المتقاتلة والمتناحرة التي تصور القتل البشع بطرق لا تتصل بالإسلام بشيء من قطع للرؤوس وتفجير وغيره، وللأسف الشديد وجود من يحرض ويشجع الشباب ويستغل الحماس لديهم على الالتحاق بالجماعات والجهات التي تزعم أنها جهات جهادية ويحبب لهم ذلك بغسل عقولهم ودفعهم بالحوافز المادية والمعنوية ويكون ذلك بلقائهم سراً وتحريضهم على عصيان والديهم وعدم الاستجابة لهم لدرجة أن بعض الشباب يصبح في يد هذا المحرض كالختام يتلاعب به كيفما يشاء والعجيب في الأمر أن من يحرضهم في منزله وبين أبنائه ويعيش في رغد.
فقد صدر في بيان وزارة الداخلية التي ضمت «تنظيم القاعدة -تنظيم القاعدة في جزيرة العرب -تنظيم القاعدة في اليمن- تنظيم القاعدة في العراق -داعش- جبهة النصرة -حزب الله في داخل المملكة- جماعة الإخوان المسلمين جماعات خطرة ولابد من طاعة ولي الأمر في تجنب هذه الجماعات لما في ذلك من صلاح.
يقول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} لهذا يجب طاعة ولي الأمر في غير معصية الله سبحانه وهنالك أمور يجهلها العامة عن هذه المنظمات والحركات الجهادية لا يعلمها إلا الله سبحانه ثم أصحاب الاختصاص، وكل من يحث شبابنا على الالتحاق بها يعتبر ظالما لنفسه قبل أن يظلم هؤلاء الشباب والتغرير بشبابنا جريمة لابد من الوقوف في طريق كل من يحرض وإبلاغ الجهات المعنية بذلك ليتم ردعه ومنع شره عن الناس فكم من أسرة تبكي دماً على فراق أبنائها لا يعلم بحرقتهم إلا خالق الكون حيث ذهبوا ضحية لمنظمات ظالمة تستخدمهم (دروعا وقنابل يتم تفجيرها) والملاحظ أن غالبية من يفجر نفسه هو من الشاب المغرر بهم ويتم تصويره وإعلان ذلك عبر وسائل الاتصال كي يكون حافزا لغيرهم تحت شعار ( الشهادة في سيبل الله) ويقول الشيخ صالح الفوزان- حفظه الله-: لا يجوز لهم أن يذهبوا إلا بإذن الإمام؛ لأنهم رعية، والرعية لابد أن تطيع الإمام، فإذا أذن لهم فإنه يبقى أيضا رضا الوالدين، فلا يذهب إلا برضا والديه لأنه، جاء رجلٌ إلى النبيِّ فاستأذَنهُ في الجهادِ فقال: أحيٌّ والِداكَ؟ قال: نعم قال: ففيهما فجاهد. فأرجعه إلى والديه فدل على أنه لابد من إذن الوالدين بعد إذن ولي الأمر.
والحقيقة المرة التي تخفى على غالب الشباب هي تصفية كل من يحاول العدول والرجوع عن هذه المنظمات كي لا يعود وينقل والواقع و الحقائق التي خالفت ما ذكر له.
وفي الأخير أود توجيه بعض الرسائل:
الرسالة الأولى:
أحبتي شباب هذا الوطن الغالي الحذر الحذر من التيارات والمنظمات المنحرفة ولا تنسوا أن أمهماتكم وآباءكم أولى بكم.
الرسالة الثانية:
لكل المؤسسات الدينية والاجتماعية والأهلية والإعلامية والحكومية لا بد من التكاتف لنشر التوعية المستمرة لشباب الوطن بخطورة هذه المنظمات بحيث تكون برامج الوقاية مستمرة ومتنوعة كل في اختصاصه.
الرسالة الثالثة:
لكل ولي أمر لابد من القرب من الأبناء وتلمس احتياجاتهم والتعرف عن كثب عن أصدقائهم وعدم تركهم فريسة سهلة لكل مغرر حاقد.
الرسالة الرابعة:
لكل مواطن غيور لا تترد في الإبلاغ عن كل شخص يحرض الشباب ويغسل أفكارهم لما في ذلك من صلاح والله الموفق.