مصطلح الفوضى الخلاقة فكرة جهنمية كما يقال وهي بالفعل كذلك وإلا لما كانت رعايتها من قبل اليمين المسيحي الصهيوني المتطرف بالولايات المتحدة الأمريكية وهي من أدبيات الماسونية القديمة ومن بين أهدافها زعزعة الاستقرار في العالم العربي الذي يرونه عائقا أساسياً أمام تقدم مصالح الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة وصولا إلى تفكيك وإعادة وضع المشرق العربي ومن ثم تفتيت الدول العربية إلى دويلات مما كانت تنادي به وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس ومعها بعض السياسيين, ولعل ناتج ذلك المصطلح مما صار يتجلى فيما صار يحدث ولا يزال في البعض من البلدان العربية مثل العراق وسوريا واليمن حين تم زرع الفتن وأثيرت الخلافات الطائفية والمذهبية بين شعوبها مما أوصل تلك البلدان إلى الحروب الأهلية وصار فيها العربي يقتل أخاه العربي تحقيقا لمراد أولائك الأعداء المتربصين بالأمة والساعين لزعزعتها أملا في إضعافها وعجزها عن بلوغ مداءات التقدم وحماية لإسرائيل مثلما ضمان الهيمنة على ثروات تلك البلدان, مما ينبغي على الأمة العربية أن تعيه وتدرك مخاطره على حاضرها ومستقبلها.
إن مصطلح الفوضى الخلاقة ليس مجرد شعار بل فكرة جهنمية كما قيل تحمل من الشرور أشدها فتكا بالأمة واستهدافا لكينونتها ولدينها وقيمها مما هو محل إدراك قادتها حين تنادوا إلى وجوب لم الشمل والحشد لمواجهة هذا الخطر الداهم وأدواته من تلك القوى الشريرة المؤتمرة بأوامر أعداء الأمة العربية وفي مقدمتهم إيران الصفوية الحاقدة والسائرين في ركابها من أولائك العابثين بأمن وسلامة ذلك البعض من الأوطان العربية, لكن هيهات أن يكون لهم الأمل في تحقيق مراد صناع ذلك المصطلح في الإضرار بهذه الأمة مهما تعاظم خطر أولائك الأعداء فالأمة العربية ستظل الأقدر على مواجهة الخطر مهما عظم وعظم شأن الداعمين له مستعينين بالله ومعتمدين عليه.