الجزيرة - واس:
رعى صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ـ حفظه الله ـ مساء أمس الأول حفل افتتاح أعمال «منتدى ومعرض جامعة تخترع» الذي تنظمه جامعة الملك سعود بقاعة حمد الجاسر بمقر الجامعة.
وفور وصول سمو ولي العهد عزف السلام الملكي.
عقب ذلك صافح سمو ولي العهد أعضاء مجلس إدارة الجامعة وعمدائها, ثم اطلع سموه على لوحة دام عزك يا وطن التي تحوي سجل مشاعر لدعم جنودنا البواسل في عملية «عاصفة الحزم».
وبعد أن أخذ سموه مكانه في المنصة الرئيسية بدئ الحفل بتلاوة آيات من كتاب الله الكريم.
ثم ألقى سمو ولي العهد كلمة بهذه المناسبة قال فيها من خلال المراقبة الدقيقة للمشهد العالمي في صناعة المعرفة وتنويع مصادر الناتج المحلي الإجمالي لدى المجتمعات، نستنتج أن تقدم الأمم وقوتها يكمن في مدى قُدرتها على المنافسة العالمية في التعليم والابتكار وتخريج أجيال متميزة للعمل في شتى قطاعات المعرفة، فأصبحت الجامعات ركيزة أساسية يقوم عليها كيان الدولة ويحقق لها التقدم والاستقرار على جميع المستويات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، فليس غريبا اهتمام وتركيز الدول المتقدمة في القرن الحادي والعشرين على بناء الاقتصاد المعرفي من خلال التركيز على التعليم والبحث والتطوير والتحفيز على الإبداع والابتكار وتحويل المخرجات البحثية للجامعات إلى تقنيات حديثة تلبي متطلبات المجتمع.
وأوضح سمو ولي العهد أن المملكة العربية السعودية لم تكن بمعزل عن هذا التوجه العالمي نحو صناعة المعرفة والابتكار، فقيادتُنا بحسها الواعي أدركت قيمة مخرجات المعرفة والتقنيات الحديثة الناتجة عن الابتكار في تطور البلاد، باعتبارها أفضل القوى الدافعة لاستدامة الاقتصاد ونموه، وتوفير فرص العمل، والحفاظ على الثروة، والمنافسة الدولية.
وقال سمو ولي العهد من هذا المنطلق وجهت القيادة الرشيدة باتخاذ إجراءات استراتيجية لمواكبة هذا النهج العالمي، فصدر أمر المقام السامي بإعداد وتنفيذ «السياسة الوطنية للعلوم والتقنية»، وإعداد «استراتيجية وطنية شاملة وعملية، نحو تحول المملكة إلى مجتمع المعرفة»، وتنفيذ استراتيجية الموهبة والإبداع ودعم الابتكار،»الاستراتيجية الوطنية للصناعة»، بالإضافة إلى خطة التنمية العاشرة للمملكة التي نصت على نشر ثقافة الاقتصاد القائم على المعرفة في المجتمع، وتمكين الموارد البشرية منها، وعلى تحفيز الجامعات على الاستثمار في مجالات الأبحاث، والتطوير، والابتكار, وهي إشارة واضحة على الفهم العميق لقيمة التعليم والابتكار ودور الجامعات في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المملكة، وعلى أرقى ما يكون من مستويات الجودة والكفاءة العلمية النادرة، مشيرا أن جامعة الملك سعود بوصفها أول جامعة أسست في المملكة تقع على عاتقها مسؤولية كبيرة في تخريج أجيال من المخترعين لبناء المستقبل وتحقيق التنمية المستدامة للوطن، فالجامعة باتت محط أنظار المجتمع السعودي لما حققته من زيادة في معدل تسجيل براءات الاختراع ومؤشرات البحث العلمي النوعي، ومواكبتها لما يَستَجّد في التقنية والعلوم الحديثة، ولاشك في أن تنوع التخصصات الطبية والهندسية والعلوم الحيوية وتقنية المعلومات تجعل من جامعة الملك سعود أرضا خصبة للبحث العلمي والتطوير التقني وخدمة المجتمع.
وأسأل ولي العهد الله أن يوفق قائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظ الله ـ وأن يشد حزمه ويقوي عزمه وأن يجزيه خير الجزاء لما يقدمه لوطنه وشعبه وما يخص به قطاع الجامعات عامة وجامعة الملك سعود خاصة من الرعاية والدعم ولا سيم أنه ـ أيده الله ـ صانع تاريخ الجامعة الحديث ومساندها الأول منذ أن كان أميراً لمنطقة الرياض بإشرافه على بذور تأسيسها الأولى ومتابعته ذلك حتى اشتد عودها ووصلت لما هي عليه اليوم من تصدير براءات الاختراع وتخريج العلماء والقادة الذين يتولون مناصب قيادية حساسة في عامة أجهزة الدولة، أسأل الله أن يكتب أجر الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي رعى كل ذلك وما يزال داعماً وموجها.
ثم ألقى صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع رئيس مجلس إدارة (سابك) كلمة تحدث خلالها عن الاهتمام الكبير الذي تجده المؤسسات الأكاديمية والقطاعات الإنتاجية في المملكة من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء حفظهما الله.
وقال سموه إن الرؤية الاستراتيجية الثاقبة لقيادتنا الرشيدة كانت وراء تأسيس شركة (سابك) لإنشاء وتطوير الصناعات الأساسية من خلال استثمار ثروات البلاد الهيدروكربونية والمعدنية ونقل أحدث التقنيات العالمية إلى أرض المملكة بما يدعم كل القطاعات الصناعية واليوم تسير بلادنا بكل ثبات وفاعلية نحو التحول إلى مجتمع معرفي ومن ثم تحقيق الاقتصاد المعرفي بحول الله تعالى. وأبان سمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان أن سابك رسخّت التقنية والابتكار والبحث العلمي بوصفها ركائز أساسية في استراتيجية (سابك) 2025م وفتحت آفاق التعاون مع المؤسسات الأكاديمية الوطنية والجهات البحثية لتفعيل مسارات الدور الوطني نحو التحوّل إلى اقتصاد معرفي فأنشأت مركز (سابك) للبحث والابتكار في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) ومركز (سابك) لتطوير التطبيقات البلاستيكية (سبادك) في وادي الرياض للتقنية بجامعة الملك سعود كما أسست مرفقاً آخر أطلقت عليه (موطن الابتكار) ليكون أداة تسويقية تساعد في نقل الأفكار المبدعة إلى القطاع الصناعي بالإضافة لمركز أبحاث الزراعة ومركز أبحاث التوحد إلى جانب اتفاقياتها مع الجامعات السعودية سواءً على مستوى دعم البحث العلمي أو الكراسي العلمية.
بعد ذلك ألقى معالي وزير الاقتصاد والتخطيط الدكتور محمد الجاسر كلمة بين خلالها أن جامعة الملك سعود كانت إحدى الشركاء الرئيسيين لوزارة الاقتصاد والتخطيط في إعداد استراتيجية التحول إلى مجتمع المعرفة وخطتها التنفيذية وستظل وغيرها من الجامعات شركاء فاعلين في رحلة تنفيذ الاستراتيجية بعد اعتمادها مؤكداً دور الجامعات المهم في هذا التحول الذي يشمل صناعة المعرفة وإنتاجها ونقلها ونشرها.
وأكد معاليه أن هذه الجهود تُوِّجت بصدور أمر المقام السامي رقم (546) وتاريخ 1 / 2 / 1433هـ بتشكيل لجنة برئاسة وزير الاقتصاد والتخطيط تشمل في عضويتها مديري خمس جامعات منها جامعة الملك سعود «للخروج باستراتيجية وطنية شاملة وعملية للتحول إلى مجتمع المعرفة مدعومة ببرامج تنفيذية وزمنية محددة التكلفة» وتنفيذاً لأمر المقام السامي تم الانتهاء من إعداد الاستراتيجية وخطتها التنفيذية بالتعاون مع معهد التنمية الكوري ورفعت للمقام السامي لاعتمادها.
ثم شاهد سمو ولي العهد والحضور عرضاً مرئياً عن صناعة منظومة وصناعة المعرفية والاختراعات كما احتوى العرض على عدد من الاختراعات.
بعد ذلك ألقى المشرف العام على منظومة صناعة المعرفة الدكتور عبدالله بن شرف الغامدي كلمة وجه فيها تحية عزٍ وفخرٍ وامتنان إلى جنودنا البواسل سائلاً الله أن يربط على قلوبهم ويكتب لهم النصر وأن يرفع بهم الظلم ويحق بهم الحق.
وقال إننا إذ نذكر ما يقوم به جنودنا البواسل في ميادين العز والشرف لنستشعر رسالة الجامعات نحو بناء قدرة معرفية من خلال امتلاك المعرفة ونقل التقنية وتوطينها في المجالات الاستراتيجية الوطنية وخصوصاً تلك المتعلقة بالأمن الوطني حين يكون الاعتماد على الذات بعد الله هو الخيار الرئيس وربما الأوحد.
وبين الغامدي أن اقتصاديات العالم تتجه نحو تزايد مطرد في امتلاك الأصول غير الملموسة مقابل تراجع للأصول الملموسة لتصبح 70 إلى 30 في المئة في 2020 مقابل 20 إلى 80 % عام 1980م مشيراً إلى أن تلك الأصول من براءات اختراع وابتكارات وحاضنات لتقنية هي من متطلبات بناء الاقتصاد القائم على المعرفة.
بعد ذلك ألقى معالي مدير جامعة الملك سعود الدكتور بدران العمر كلمة بين فيها أن الاقتصاد العالمي يتجه أكثر من أي وقت مضى نحو الاقتصاد المعرفي كما يزداد اعتماد النمو الاقتصادي والاجتماعي على المستوى المعرفي ومدى نموه وتطوره.
وأكد معالي الدكتور العمر أن جامعةَ الملكِ سعودٍ وبدعمٍ منَ القيادةِ الرَّشيدةِ وعلى رأسهمْ خادمُ الحرمينِ الشريفينِ الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسموّ وليِّ عهدِهِ الأمينِ وسمو ولي ولي العهد حفظهم الله تحّمل على عاتقها الارتقاء بمسيرة البحث العلمي في المملكة وتحويل مخرجاته إلى واقع ملموس لخدمة الوطن والمواطن وذلك من خلال توفير بيئة جاذبة ومحفزة للإبداع والتميز وصناعة المعرفة.وأضاف هذه المبادرات أثمرت في رفع ناتج براءات الاختراع حيث سجلت الجامعة أكثر من 590 براءة اختراع 40 % منها بالمكتبين الأمريكي والأوروبي، منها 288 براءة اختراع ممنوحة مما أهلها إلى دخول نادي أفضل مائة جامعة عالميا في تسجيل براءات حسب شهادة المكتب الأمريكي, ومن خلال تنظيم هذا المعرض، سيتم استعراض نماذج لأفضل 50 اختراعا وعرض الاختراعات والمشاريع النوعية للمراكز التي تقدم حلولاً تطبيقية ابتكارية للعديد من الجهات العسكرية والحكومية والقطاع الخاص في المملكة».
بعد ذلك ألقى معالي وزير التعليم الدكتور عزام بن محمد الدخيل كلمة أكد فيها أن مؤسسات التعليم بيئة حاضنة للابتكارات والمكتشفات والاختراعات عاداً الابتكار وريادة الأعمال هدفاً استراتيجياً تسعى لتحقيقه الحكومة الرشيدة مبيناً أن تحقيق التحديات وتحويلها إلى فرص لإيجاد حلول إبداعية تتوافق مع الاحتياجات الوطنية وتكون مبنية على أسس علمية سديدة وكذلك توطيد الطاقات البشرية والبنية التحتية (المطوكاتي) بإحداثي واقعي تنموي جديد يسهم في رفع مستوى المعيشة وإنتاجية الأفراد ويوظف المخزون المعرفي لدى الطلاب وطالبات التعليم على نحو أمثل ويحولهم من باحثين عن فرص عمل إلى منتجين ومبتكرين لتلك الفرص.
وقال معاليه يسرني في إطار دعوة سمو ولي العهد إلى تبني مبادرة الأعمال وطبعاً لم يتم التنسيق وإن ما كانت وليدة اللحظة أن ندعم هذه المبادرة بالمبادرات التي سبق أن أطلقناها في جدة وهي مبادرة صناع الأعمال التي تهدف إلى بناء منظومة داعمة لصناع الأعمال في مؤسسات التعليم ورفدها بوطنهم تنظيمياً لإيجاد بيئة إبداعية داعمة.
إثر ذلك كرم سمو الأمير مقرن بن عبدالعزيز الضيوف المتحدثين في المنتدى والراعي الحصري للمناسبة «سابك»، حيث كرم سموه صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان ومعالي وزير الاقتصاد والتخطيط، ومعالي وزير التعليم بعد ذلك كرم سموه المخترعين. بعد ذلك تسلم سمو ولي العهد درع المنظومة قدمه له معالي مدير جامعة الملك سعود.
ثم تفضل سمو ولي العهد ـ حفظه الله - بتدشين المرحلة النهائية للمنظومة «الاستثمار». عقب ذلك التقطت الصور التذكارية بهذه المناسبة.
ثم تفضل سمو ولي العهد بتدشين المعرض المصاحب للمنتدى حيث تجول سموه في أروقة المعرض واستمع إلى شرح مفصل من مجموعة من العارضين، كما تجول سموه في معرض سابك واستمع إلى شرح مفصل من القائمين عليه.
وفي نهاية الجولة التقطت الصور التذكارية بهذه المناسبة.
بعد ذلك توجه سموه إلى لوحة «دام عزك يا وطن» وسجل الكلمة التالية تعبيراً عن دعمه لجنودنا البواسل المشاركين في «عاصفة الحزم» قال فيها: «حمى الله هذه البلاد وعزها بالإسلام وعز الإسلام بها».