صدر كتاب «عبدالله بن عمر العرجي: حياته وشعره»، وقد اختار مادته وجمعه وأعده الأستاذ علي بن عبدالعزيز الخضيري، وهو كتاب يجمع حياة الشاعر وشعره، وقد ذكر المعد سبب إعداده لهذا الكتاب، وجاء به على لسان محقق ديوان العرجي، وبرز تحديداً في قوله: «لقد حق لشاعرنا العرجي بعد هذا التناسي لأمره أن يحس بأنه شاعر مضاع وأن يرسل في آخر ما وصلت إليه حياته العنيفة عتاباً صارخاً في كل جيل:
أضاعوني وأي فتى أضاعوا
ليوم كريهة وسداد ثغر
فكأنما كتب على هذا الشاعر أن يبقى مضاعاً فتظاهرت الأجيال عليه من بعده».
وقد جاء الكتاب عن الشاعر في خمسة أبواب وكل باب تحته عدة فصول فبدأ الكتاب بتمهيد، ثم الباب الأول بعنوان «الحياة العامة في عصر العرجي»، وفيه أربعة فصول؛ كل فصل تناول عنوانا خاصا به، وقد جاء الفصل الأول بعنوان «الحياة السياسية»، والفصل الثاني بعنوان «الحياة الاجتماعية»، والفصل الثالث بعنوان «الحياة الدينية»، وجاء الفصل الرابع بعنوان «الحياة الدينية»، وهذا الفصل ضم ثلاثة فروع هي الإسلام والشعر، والأدب في عصر بني أمية، والغزل: تطوره وأنواعه، وجاء الباب الثاني بعنوان «حياة العرجي»، وتناول هذا الباب نسبه ومولده وبلده ونشأته وأسرته ومكانته وتطلعه إلى الولاية ولهوه وعبثه وسجنه وموته وأخباره وسريانها بين الناس، وجاء الباب الثالث بعنوان «شعر العرجي» وضم الغزل في شعره وجوانب أخرى ثم تناول خصائص شعره، ثم تلا ذلك الباب الرابع بعنوان «بين العرجي وعمر بن أبي ربيعة» واندرج مقارنة بينهما، ثم جاء بعد ذلك الباب الخامس وضم «ديوانه والكتب التي تحدثت عنه، وما يؤخذ عليه».
الكتاب ممتع للقارئ، فلقد أبحر فيه الباحث في عوالم مختلفة من خلالها تستطيع التعرف على ما قيل عنه وعن شعره في كل منحى من مناحي حياته، فينقل لك تجربه شعرية لشاعر أثرى الساحة الأدبية بشعره وشجاعته والدراسة لا تقل أهمية عن سرد التاريخ وسيره بصورة نثرية.
ولقد جاء الكتاب في طباعة جيدة وإخراج فني جميل وبأسلوب سلس، وسهولة في العرض ليعيش القارئ بوجدانه معه وهو موقن بأنه سوف يخرج بالإمتاع والفائدة معاً.