قبل أن تبدأ عاصفة الحزم الحالية، كنت أتابع كما يتابع غيري من المواطنين السعوديين والخليجيين الآخرين الأخبار الخطيرة التي تعلنها وزارة الداخلية السعودية عن إحباطها الكثير من محاولة تهريب مخدرات نوعية مختلفة، كانت تستهدف وطننا الغالي السعودية بالدرجة الأساسية، سواء ما يتم ضبطه في المطارات أو المنافذ الحدودية في شمال المملكة أو جنوبها أو عبر السواحل الشرقية للسعودية، كما أن الإحصائيات المتوالية كانت ولا تزال تؤكد أن المملكة من أكثر دول العالم استهدافاً وإغراقاً بالمخدرات، خصوصاً الكبتاجون والحشيش، ودليل صحة كلامي هنا هو الكميات المليونية التي يتم ضبطها من الأقراص، والأطنان من الحشيش، ويتم بثها بالصور في الصحف والتلفزيون، ولا أحد يعلم حجم المأساة والدمار الذي سيعيشه الشعب والوطن والأسر لو لم يتم ضبطها أو تم ترويجها للمتعاطين لهذه الآفات الخطيرة.
إن المروجين المجرمين ومن يتعاون معهم من موزعين لم يكتفوا ببيع وترويج هذه السموم في المقاهي والاستراحات والمواقع المشبوهة فقط، بل تعدوا ذلك إلى طالبات وطلاب في مراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية، بل تجاوزوا ذلك لاستهداف طلاب الجامعات والكليات والمعاهد والواجهات البحرية وتجمع الشباب الرياضي، كما أنه لم يكن أحداً يصدق بأنه وخلال أيام الاختبارات سوف تباع أقراص الكبتاجون أمام بعض المدارس والبوفيهات ومحلات التموين التجارية القريبة منها. وأيضاً لم يكن أحد بأن السجائر الملفوقة أو الأشرطة البيضاء ستباع لأطفال في سن الزهور بأسعار تشجيعية في بعض المواسم الصيفية والأعياد والعطل المدرسية.
ولأن العدو اللدود من وراء هذه الشبكات الإجرامية ومافيا المخدرات معروفة لكل عاقل وذهين، فإن عاصفة الحزم كان لها دور كبير في ضرب شبكة تهريب المخدرات!! وشل نشاطهم وتقلصت شبكة المخدرات منذ بدأت العاصفة، ولم نعد نقرأ تلك الأخبار البائسة تتصدر العناوين الرئيسية في صحفنا اليومية، وبالتالي لم تعد تتمكن تلك الشبكة الإجرامية من استغلال نفس الأراضي والبلدان في تهريب هذه السموم إلى داخل حدود بلاد الحرمين الشريفين!!.
ختاماً، بقية المسؤولية مستمرة على الإدارة العامة لمكافحة المخدرات ورجالها البواسل في التصدي أكثر لهذه الآفات والنيل من مهربيها ومروجيها، والتكثيف أكثر من الحملات التوعوية في المناسبات والأماكن العامة عن أضرارها والعواقب الوخيمة من استخدامها، وأيضاً تثقيف الآباء والأمهات وأولياء الأمور عن أنواع هذه المخدارت والعلامات الدالة على استخدامها، لكي لا يكونوا آخر من يعلم بأن ابنهم أو ابنتهم مدمن مخدرات!!!
- مشعل بن سحمي القحطاني