يقول رب العزة تبارك وتعالى: {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ..} (الحجرات - 9).
الملاحظ منذ تنحية علي عبدالله صالح عن حكم اليمن بموجب المبادرة الخليجية استجابة للثورة الشعبية في اليمن ومنحه الحصانة وتولي الرئيس المنتخب عبد ربه منصور هادي مقاليد الحكم في البلد، أن الحوثيين وهم من الشيعة الإمامية قد بدؤوا في تنفيذ المخطط الصفوي للقفز على كرسي الحكم، فلم يحترموا الاتفاقات والعهود والمواثيق وأغلقوا آذانهم عن النصح، ولما لم يجدوا لديهم من الرجال والعتاد ما يكفي لتحقيق أهدافهم واكتساح اليمن بمساحته الكبيرة استطاعوا أن يمتطوا ظهر من له النفوذ والسيطرة على أعداد كبيرة من عناصر الجيش اليمني وخاصة الحرس الجمهوري الذي مازال يدين بالولاء له، بل واستعانوا بالشيطان الأكبر الذي يسيل لعابه لقضم دولة مثل اليمن بموقعه الإستراتيجي الهام المتحكم في التجارة الدولية عن طريق مضيق باب المندب، ليتحقق حلمهم بالهلال الشيعي، وكأن الأمة العربية منكوبة بأحلام الفرس ونبوءات الصهاينة الكاذبة، فدولة الفرس تسعى للسيطرة وتوسيع رقعة نفوذها، وكذلك الصهيونية العالمية المتمثلة في دولة إسرائيل وأعوانها يحلمون بتحقيق حلمهم بامتلاك الهلال الخصيب (من النيل إلى الفرات)، ولأن الجيش العربي اليمني تسيطر عليه القبلية التي تتعارض مع العقيدة القتالية لأي جيش نظامي فقد استطاعوا النفوذ من هذه الثغرة وإلقاء الطعم السام للحالم المتربص للعودة لكرسي الحكم وهو علي عبدالله صالح فهو مخادع كبير، نسي كل المساعدة والمساندة التي قدمتها له المملكة إبان حكمه لليمن وابتلع الطعم السام الذي قضى على مستقبله السياسي للأبد، ليس وحده ولكن كل من شارك معه في هذه اللعبة القذرة التي تجري على أرض اليمن العربي في محاولة يائسة لتحويله إلى اليمن الصفوي، ومن المسلّمات أن ولاء الشيعة ليس دوماً لأوطانهم بل لمراجعهم الدينية في قم.
فهل أفاق العرب من الصدمة ليعلنوها مدوية أن دولة الفرس قد زلت منذ أزمان طويلة ولن تعود مهما سلكوا طرق الوقيعة والتسلل والخداع وشراء الذمم والنفوذ، هل هي الفتنة الكبرى، حيث تقوم جهة ما بدفع الإخوة إلى مواجهات عسكرية وفي النهاية الكل خاسر إلا تجار الوقيعة والسلاح، إن كل الوقائع تشير إلى شيء واحد وهو محاولة تدمير الجيوش العربية لكي يتقاسموا الجوائز ويعودون في شكل حماة بدلاً من قوات احتلال أو قواعد عسكرية أجنبية مرفوضة على الأرض العربية، بل ليعيدوها تقسيم الدول العربية إلى دويلات صغيرة كما يحلمون.
فلله درك يا سلمان العروبة والإسلام، يا رجل الوفاء والمواقف الشجاعة، سلمت للعروبة والإسلام، إن وقفتكم الشجاعة والحاسمة مع أبناء اليمن المخلصين وحكومتهم الشرعية لن تنسى عبر الأزمان، وستظل في سجل أمجاد حصن الإسلام والمسلمين، وشكراً لكل من يساند ويقف معكم إلى جانب الحق من زعماء العرب والمسلمين والأصدقاء، فعاصفة الحزم ليست عدواناً بل دعوة بقوة لإعادة الاستقرار إلى الجيران الأشقاء في اليمن، وإعادة الحق إلى نصابه وإعادة اليمن إلى السلام ليعود سعيداً كما عهدناه {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ} (103) سورة آل عمران.
فانتبهوا أيها العرب إلى قطع الشطرنج التي تتحرك بأيدي هؤلاء وهؤلاء في انتظار غفلة أو تهور من صاحب القرار فيحاط بكم.
- صلاح بن سعيد الزهراني