الجزيرة - المحليات:
شاركت المملكة العربية السعودية في المؤتمر الإستراتيجي للاتحاد البريدي العالمي الذي انعقد في جنيف تحت مظلة الأمم المتحدة خلال اليومين الماضيين بوفد يمثل مؤسسة البريد السعودي برئاسة رئيس المؤسسة الدكتور محمد صالح بنتن، حيث يهدف المؤتمر إلى طرح رؤية الاتحاد البريدي العالمي لعام 2020 واستعراض تجارب الدول في طرح حلول تنموية مبتكرة في مجال صناعة البريد ومناقشة التحديات المستقبلية.
وفي كلمته كأحد المتحدثين الرئيسين في المؤتمر عرض الدكتور محمد بنتن رؤية المملكة نحو تعزيز الخدمات البريدية والتوجهات المستقبلية للعمل البريدي، بحضور 270 مشاركا من مختلف دول العالم، وقيادات الاتحاد العالمي للبريد، ونخبة من المسؤولين التنفيذيين للبرد العالمية، وممثلي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى.
وأكد الدكتور بنتن على أهمية الاستثمار في البنى التحتية لصناعة البريد، بما يمكن من قيام خدمات الحكومة الإلكترونية وتطبيقات التجارة الإلكترونية، والتي تشمل الاتصالات والنقل وشبكات التوصيل والمكاتب البريدية بالشكل الذي يمكن من خلاله تطوير الخدمات مع التركيز على أهمية الاستثمار في قطاع التكنولوجيا والتقنيات البريدية المتقدمة، لاستثمار كافة الفرص والإمكانات المتاحة نحو قيام خدمات بريدية بمعايير عصرية ، منوها بدعم حكومة خادم الحرمين الشريفين- حفظه الله- لصناعة البريد في المملكة والتحول نحو خدمات الحكومة الإلكترونية وتطبيقات التجارة الإلكترونية، مشيرا أن مؤسسة البريد السعودي عمدت إلى استراتيجيات متقدمة تراعي حجم التحديات الحادثة في صناعة البريد عالميا وإقليميا؛ محورها الرئيس بناء الشبكات البريدية المتكاملة؛ حيث يقف البريد السعودي حاليا على شبكات نقل بريدية تتجاوز 6 آلاف نقطة في المملكة، تتداخل مع مجموعة شبكات في كل مدينة وقرية، إذ تصل كل شبكة إلى كل موقع في مختلف أنحاء المملكة العربية السعودية، مشيرا إلى أن البريد السعودي يستند أيضا على شبكات واسعة للمكاتب البريدية تتكون من 500 مكتب بريدي مجهز ومتكامل، يتوزع خدميا على مختلف المناطق والمحافظات ، تخدم تلك الشبكات وتشابك معها حزمة ضخمة من آلاف الشبكات التقنية المتطور يخدم ذلك بنية تحتية فاعلة لشبكة الموارد البشرية، وشبكات جاهزة للحوالات المالية، وشبكات للتوزيع تشمل الخدمات البريدية (التقليدية) وغير البريدية.
وقال الدكتور بنتن إن إستراتيجية البريد السعودي تقوم على الشبكات الضخمة العابرة للمناطق، والتي تشمل شبكات للنقل الحديث؛ والتي تضم اسطولا من الناقلات المجهزة إلكترونيا للنقل المتعدد، مما مكن البريد السعودي من امتلاك أكبر شبكة نقل في المنطقة، بأبعادها الجغرافية، والبشرية، والتقنية، والاقتصادية، ولقد ارتكزت منهجية البريد السعودي في تطبيق الهدف الرئيس للإستراتيجية الحديثة على حزمة من المنهجيات الذكية بالمعنى الإداري والتقني، عبر محاور عدة، أبرزها تأسيس البنية التحتية لتطبيقات الحكومة الإلكترونية، وتعزيز مبادرات التجارة الإلكترونية، في المجتمع السعودي، من خلال تأسيس أنظمة جديدة للعنونة الوطنية، والخدمات البريدية المتقدمة، ومواكبة النهضة الشاملة التي تشهدها المملكة في مختلف المناطق، عبر رفع كفاءة الخدمات البريدية، بما يتفق ومستوى الجودة المعتمد في المعايير العالمية في صناعة البريد الدولي.من جانبه أوضح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن الخدمات البريدية لها دور واضح في جدول أعمال الأمم المتحدة للتنمية الذي يجري حاليا وضع اللمسات الأخيرة لاعتماده في سبتمبر المقبل، مضيفا أنه وفيما يضع العالم جدول أعمال جديد للتنمية المستدامة ويسعى للتصدي إلى التهديد الذي يشكله تغير المناخ، ويجب أن تكون الخدمات البريدية جزءاً من الحل.