وللأوطانِ في دَمِ كلِّ حُرٍّ
يَدٌ سَلَفت ودَينٌ مُستحقُّ
نعم.. لقد اتخذ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أدامه الله، ما كان يجب اتخاذه.. لحماية الوطن وحماية مقدراته، حماية أحلامه ومنجزاته، صيانة وحدته ورسم مستقبله.
فعندما تمادت ميلشيات الحوثيين وحليفهم المخلوع الثعلب الماكر علي صالح، ورفضوا كل محاولات الصلح التي تم الاتفاق عليها وفق المبادرة الخليجية، وعرضوا أمن المملكة للخطر، مغرورين بقوة إيران ودعمها لهم ووقوفها خلفهم، رغم كل المحاولات من قيادتنا الحثيثة لحل الخلافات بالسلم، لم يكن لا بد من حسم الأمر بالقوة، لضمان أمن اليمن وأمن المملكة والمنطقة والعالم.
وما حصل بين عامي 2009م و2015م اكتمل سيناريو التخطيط لخطف اليمن.. لا لمجرد حكمه، ولا لإبعاد المظالم ورد الحقوق كما زعموا، لقد كان تخطيطهم أبعد من ذلك بكثير، كانوا ينوون إكمال أجندة دول خارجية مثل إيران وغيرها وهو أن يتحولوا لخنجر في خاصرة جزيرة العرب.
***
فبعد اجتياح إيران للعراق وتمزيقه وتقطيع أوصاله وتعزيز الفتنة الطائفية بين أهله، وبث روح الكراهية والقتل على الهوية، وتدمير كل معنى للبنية التحتية، فضلاً عن إبادة كل ما للعراق من إرث حضاري عريق، وبعد دمار سوريا وخرابها وقتل ثلاثمائة ألف من أهلها بمن فيهم الأطفال والنساء وكبار السن والمدنيين، الذين لا يفهمون حرفاً واحداً من السياسة ولعبتها القذرة، وتهجير نصف السكان إلى دول الجوار، إضافة إلى ما حدث من تهديد للأمن على حدودنا الشمالية، بعد هذا كله، لم تكن القيادة الحكيمة ممثلة في القائد الفذ سلمان، تنتظر حتى يحل باليمن ما حل بالعراق وسوريا ولبنان من دمار وخراب وقتل وتشريد، لا قدر الله.
***
لقد أدرك خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز «أعزه الله»، أن للصبر حدودا، فتشاور مع إخوته قادة الخليج وأشقائه العرب أن الوضع لا يمكن السكوت عليه.. أدرك بنافذ بصيرته «حفظه الله» ما ينوي الحوثيون إحداثه من فوضى وقتل ودمار، وأنهم يديرون حربا وطغيانا بالوكالة عن الدولة الإيرانية، وأنهم ليسوا سوى فئة باغية تلعب دور فرقة استطلاع للأطماع الإيرانية في الخليج، وأحلام الإيرانيين.
***
ونحب أن نقول لكل من تحدثه نفسه بتهديد أمن المملكة وزعزعة استقرارها: لا تجربوا غضب السعودي. فاليوم دولتنا بحمد الله وتوفيقه، تحرسها رعاية الله، ثم قائد فذ شجاع، وجنود بواسل، مؤهلين ومدربين على أرقى مستوى، ومزودين بأحدث ما عرفته البشرية حتى اليوم من أسلحة ومعدات، وكل ما يلزم للدفاع عن هذا الوطن الغالي وأهله وكل من يعيش على ترابه الطاهرة، ولا أنسى أن أعبر عن صادق شكري وتقديري لكل الجنود البواسل، الذين يدافعون عن تراب الوطن بكل قوة وولاء صادق، وأرفع عقالي لهم حباً وتقديراً لدورهم البطولي، وكلنا مواطنون؛ كباراً وصغاراً، فداء للوطن وللقيادة.
***
لقد أثبتت الأيام صحة ودقة قراءة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لوقائع الأحداث، ومراقبته الواعية لتفاقم الأوضاع، ومآلات التجارب التي خبرها جيداً، فكان قراره الصائب بمحاصرة أطماع واستفزازات الحوثيين، ولجم ألاعيبهم، فأعطى شارة الانطلاق لعاصفة الحزم؛ لكبح جماح الحوثي ومن يواليهم، فكانت عاصفة مزلزلة، وقوة مدمرة. لقد أثبت «حفظه الله» للعالم أجمع أن المملكة العربية السعودية لم تكن في يوم من الأيام دولة عدوان أو مصدر اعتداء على أحد، لقد آمنت مملكتنا دوماً بمبدأ السلام والوئام مع الجميع، ولهذا صانت علاقاتها مع جيرانها وتعاملت مع الجميع بمبدأ القانون الدولي والمبادئ العامة التي تدعو للتعايش السلمي.
فامتشق يا سلمان العز، يا سلمان الحكمة، سلاح الحق الذي عرفت به.. امض إلى سبيلك ونحن معك جنودا نذود عن حدود الوطن، لقد اتخذت يا سيدي القرار الصائب والقول السديد.
عبدالله بن صالح بن هران آل سالم - الرياض