كتب - سلطان الحارثي:
عاد خالد شراحيلي حارس فريق الهلال بعد إيقاف استمر لمدة سنتين, ومع عودته توقع الجميع بأن يتدرج في مستواه حتى يصل للجاهزية التامة, فالإيقاف لمدة سنتين ليس بالأمر الهين, والسنتان في عالم كرة القدم تعد طويلة جدا, ولكن شراحيلي فاجأ الجميع بمستوياته الكبيرة والتي جعلت الجمهور الهلالي يطمئن على هذا المركز الذي لطالما كان محل نقد الكثيرين.
شراحيلي الذي دافع عن مرمى الهلال في 6 جولات من دوري جميل, ومباراتان في دوري أبطال آسيا, ومباراة في كأس الملك لم يلج مرماه سوى هدف وحيد, كان تحت مجهر (الجزيرة) التي استطلعت آراء بعض النقاد, فكانت البداية مع المدرب الوطني عبدالعزيز العودة الذي أوضح بأن توقف خالد شراحيلي في الفترة الماضية كان خيرة له, حيث بقي يراقب ويشاهد من بعيد, وهذه المدة الطويلة جعلته يندم, والندم بعث فيه الأمل للعودة مجددا, وقال: «الجميل في الأمر أن خالد شراحيلي في فترة إيقافه كان مستمر في التمارين, ولم ينقطع في فترة التوقف رغم طول الفترة, وهذا يحسب له, ويحسب لمن وقف معه من الهلاليين».
وأضاف: «شراحيلي عاد أكثر هدوء ورؤية وتركيز وثقة, والحارس الناجح يحتاج دائما إلى أن يكون هادئ وواثق وتركيزه عالي, ولذلك كان شراحيلي خلال الفترة الماضية جيد».
وتمنى العودة أن يُعطى شراحيلي الثقة كاملة من الهلاليين, وقال: «حراسة المرمى تحتاج للثقة بدليل أن محمد الدعيع استمر بنجوميته لأنه كان محل الثقة, ولذلك يجب على الهلاليين أن يمنحوه الثقة كاملة, وعلى شراحيلي أن لا يتأثر من أي خطأ يقع فيه, فالحارس الواثق لا نحكم عليه إلا بعد أي خطأ يقع فيه, فإن استمر فهذا الاستمرار هو أول خطوات النجاح, وإن تأثر فلا بد أن يعيد الثقة لنفسه ليثق فيه الجميع».
وشدد العودة على أن شراحيلي منذ عودته وهو يضيف للهلال قوة, وقال: «فقط.. أتمنى أن يهتم شراحيلي بالتمارين التي تعتبر مفتاح التركيز, وهو من تعطي الروح, وترفع من مستوى أي لاعب, كما أتمنى أن يعرف بأنه في الكرة الحديثة يعتبر حارس المرمى هو مدافع في بعض الأوقات, ولذلك لا بد أن يكون حاضر الذهن ومركز في كل الأوقات».
وختم العودة حديثه بتوجيه كلمة لشراحيلي, حيث قال:»إلى الآن لم تقدم أي شيء, ودع عنك من مجدك.. فإن أردت التميز والاستمرار فيجب عليك أن تلعب كل مبارياتك وكأنها مباريات كؤوس, ويجب أن يكون تواجدك في الهلال هو أكبر دافع لك, فالحراس يتمنون التواجد في الهلال, وأنت الآن معه, فهل تحافظ على ذلك؟
من جانبه, أشاد مدرب الحراس والمحلل الفني تركي السلطان والذي سبق وأن أشرف على تدريب خالد شراحيلي بما قدمه الأخير, وقال:»شراحيلي يملك إمكانيات فنية ممتازة, ولديه حضور داخل الملعب مميز, وثقته في نفسه كبيرة جدا, ومن خلال المباريات يلاحظ الجميع تلك الثقة, وتعامله واتصاله مع زملائه مميز, فهو يكون هادئا في وقت التوجيهات, ولا ينفعل مهما كانت أخطاء المدافعين, وتكون في الوقت المناسب».
وأشار السلطان بأنه لا يعيب على شراحيلي شيء في حراسة المرمى, وقال: «لا يؤخذ على شراحيلي شيء, ولكن نتمنى أن يلتزم خارج الملعب قبل أن يلتزم داخل الملعب, وعليه أن يحافظ على وقت النوم والتغذية والراحة, وأن يحاول قدر الإمكان أن يتنازل عن بعض العادات الاجتماعية المحيطة بنا, فمن خلال هذا الالتزام يكون النجاح أو لا يكون».
وتطرق السلطان لعودته بعد غياب طويل, حيث قال: «خالد شراحيلي يملك إمكانيات كبيرة جدا بدليل عودته مؤخرا والتي جاءت بعد فترة توقف طويلة جدا, ولكنه حينما عاد عاد بمستوى جيد جدا, ومن لا يعلم عن إيقافه لا يمكن أن يقول إن هذا المستوى جاء بعد إيقاف طويل, ولعل هذا الأمر يحسب للجهاز الفني في الهلال الذي رأى بأن يستمر اللاعب في التمارين حتى بعد صدور إيقافه ورفض الاستئناف».
وزاد:»عودة شراحيلي أضافت قوة لفريقه, فخبرته كبيرة مقارنة بالسديري, إضافة إلى ثقته بنفسه, وإمكانياته العالية, وعودته ستكون دافعا قويا للسديري حتى يكون منافسا له على المركز, وأي خطأ يصدر من أي حارس سيكون محسوب عليه, وسيكون الاحتياط مكانا له».
من جهته, اعتبر حارس فريق الهلال السابق والمحلل الرياضي الحالي الدكتور تركي العواد عودة شراحيلي بهذا المستوى بعد انقطاع عن المباريات لمدة سنتين مفاجأة, وقال: «لم يتوقع أحد بأن يظهر خالد شراحيلي بعد سنتين أمضاها في الإيقاف بهذا المستوى مهما كانت مهارته وحضوره, فالإيقاف لمدة سنتين تؤثر بشكل كبير على أي لاعب, ولكن شراحيلي عاد بشكل مميز جدا, وعاد بشكل أفضل من السابق, وهذه تدل على الشخصية القوية التي يتمتع بها, وتدل على تعلمه من أخطاء الماضي, كما أنها تدل على أنه عاد بحماس كبير لخدمة الهلال وتحقيق الإنجازات سواء لفريقه أو على المستوى الشخصي».
وعن أسباب عودته التي اعتبرها مفاجأة, قال: «أعتقد بأنه يملك شخصية في داخلها التحدي, فالشخص حينما يفشل تختلف ردة الفعل من شخص لشخص, فهنالك أشخاص قد ينهارون ويضعفون ويشعرون بعدم مواجهة المشكلة, وهنالك أشخاص يملكون الشجاعة, وشراحيلي يملك الشجاعة, ويعد حارس شجاع, ويملك الثقة في النفس, وأنا أحيي فيه هذه الثقة وهذه الشجاعة التي جعلت منه مقاتلا كبيرا, حيث لم يؤثر فيه الغياب الطويل, ولم يتأثر بأي شيء آخر».
وعما إذا كانت عودته أضافت للهلال, قال: «بالتأكيد عودته أضافت وقوت الهلال الذي كان يحتاج لحارس جيد, فالحراس الذين مثلوا الهلال في فترة إيقاف شراحيلي لم يكونوا في مستوى الهلال أبدا, وكم خسر الهلال بطولات ومباريات كان السبب فيها ضعف الحراسة, ولكن مع عودة شراحيلي خلال المباريات السابقة طمأنت الجمهور على هذا المركز, وفي مباراة فريقه أمام التعاون قدم أجمل مبارياته إلى الآن, وكان نجم المباراة, ولولا براعته لما استحق الهلال نتيجة المباراة».
وتابع:»بعد أن كانت حراسة مرمى الهلال نقطة ضعف, أصبحت بتواجد شراحيلي نقطة قوة, وأضاف على الدفاع الذي أصبح أكثر ثقة بعد أن كان مرتبك جدا بسبب ضعف الحراسة».
وشدد العواد على أن المباريات الماضية أبدع فيها شراحيلي, ولكن يجب عليه أن يتوقع بأنه سيلعب مباراة غير جيدة, وسيخطئ, وقد يلج مرماه هدف بسبب خطأ منه, ولذلك نتمنى أن يكون هذا الأمر في باله حتى لا ينهار مثل كثير من الحراس الذين حينما يخطؤون يبدأون في مرحلة أخرى غير تلك التي بدأوا عليها, ولكن المطمئن بأن شراحيلي يمتلك القوة والشجاعة».
وأشار بأن المستقبل ينتظر شراحيلي فيما لو استمر على توهجه, وقال: «اليوم الحراسة السعودية تمر بمرحلة سيئة جدا, وكم من مباريات انتهت بسبب خطأ حارس, ولكن مع عودة شراحيلي قد تُعاد الثقة للحراسة, ونتوقع بأن يكون شراحيلي خلال السنتين القادمة هو حارس المنتخب الأول, ولكن عليه عدم الاستعجال في هذا الموضوع, والأهم بأن يركز على مستواه, ويحافظ على نفسه».
وتمنى العواد بأن يقف الجمهور الهلالي مع شراحيلي حتى لو أخطأ في مباريات قادمة, وقال: «هو الآن الأفضل, وعلى الجمهور الهلالي مساعدته, وتحمل الأخطاء التي قد يرتكبها».