الجزيرة - المحليات:
أكد المتحدث باسم قوات التحالف المستشار في مكتب سمو وزير الدفاع العميد ركن أحمد بن حسن عسيري, أن جزءًا كبيرًا من الأهداف التي وضعتها قوات التحالف قد تحققت, كما أن عمليات التحالف تسير وفق ما خطط لها.
وأوضح خلال الإيجاز الصحفي الذي عقده مساء أمس بقاعدة الرياض الجوية, أن الفترة الماضية شهدت تحركات مستمرة لمليشيا الحوثي, لمحاولة نقل الإمداد والتموين تجاه عدن, ولذلك هدفت قوات التحالف لعزل مدينة عدن من هذا النوع من الإمداد, والقضاء على تحركات المليشيات الحوثية على الطرق المؤدية إلى عدن.
وأشار إلى أن المليشيات الحوثية اضطرت لنقل تحركاتها على الطرق الوعرة وفي بطون الأودية, ولذلك أصبحت حركتهم بطيئة, وأصبحوا عرضةً لضربات قوات التحالف, كما أنهم يتعرضون للكمائن التي تنفذها اللجان الشعبية ورجال القبائل, مما أسهم في جعل تحركاتهم على الأرض أكثر صعوبة.
كما أبان العميد ركن عسيري, أن العمليات الجوية لقوات التحالف, استمرت في استهداف مخازن تجمع الآليات والذخيرة والمعدات العسكرية, كما يتم استهداف تجمعات المليشيات الحوثية في صعدة وعمران وصنعاء.
وأوضح أن المليشيات الحوثية عمدت لاستخدام المدارس والمستشفيات والملاعب الرياضية لتخزين المعدات والآليات, مشيراً إلى أن قوات التحالف استهدف ملعبًا في مدينة عدن, نظرًا لتواجد عدد كبير من الذخائر والمعدات بداخله, كما استهدفت ملعبًا آخر في محافظة إب لنفس الغرض.
وأكد حرص قوات التحالف على المحافظة على البنية التحتية في اليمن في سبيل استفادة المواطن اليمني منها, مبينًا أن الوضع يحتم ألا تترك قوات التحالف الفرصة للمليشيات الحوثية للاستفادة من هذه الإمكانات واستخدامها.
وأشار إلى أن قوات التحالف استمرت في استهداف الكهوف في صنعاء وصعدة, لضمان عدم استخدام مليشيا الحوثي لهذه الكهوف في تخزين الذخائر والمعدات, واستخدامها كمراكز لتجمعاتهم.
وأوضح العميد عسيري أن الطلعات الجوية التي تقوم بها قوات التحالف وصلت إلى (120) طلعة جوية, مؤكدًا القدرة والإمكانات على زيادة عدد الطلعات لأكثر من ذلك, لضمان استهداف المليشيات.
وأشار إلى أن استهداف المليشيات الحوثية للمواطنين, يعكس مدى الحالة السيئة التي وصلوا إليها, حيث لم تعد لديهم أي أهداف على الأرض, مبينًا أن قوات التحالف ركّزت ضرباتها على المستودعات والأنفاق والمراكز التي تتواجد فيها المليشيات في محيط عدن, التي دأبوا خلال الفترة الماضية منذ الانقلاب على الشرعية على إيجادها داخل عدن, حيث يتم الآن القضاء عليها لضمان قطع الإمدادات عنهم لعزل المليشيات حتى لا يكون أمامها أي خيار إلا أن تسلم نفسها للجان الشعبية والسلطة المحلية الشرعية.
وأكد أن صنعاء ومحيطها لا تزال تحت القصف الجوي لقوات التحالف, كما تم استهداف تجمعات لآليات تابعة للمليشيات الحوثية في محافظة مأرب, فيما انحصرت التجمعات الحوثية في عدن في بعض الأحياء.
وأبان العميد عسيري, أن جهودًا كبيرةً تبذل لتنظيم أعمال الإغاثة لعدن وصنعاء وكامل اليمن, لتكون حاضرة على الميدان, لضمان وصولها للمواطن اليمني, مشيرًا إلى تواصل أعمال الإغاثة التي تمت من خلال الصليب الأحمر أو منظمة أطباء بلا حدود, التي وصل مجموعة منها للعاصمة صنعاء, وسيكون لها إضافة في عمل المستشفيات وتقديم الخدمات الطبية للمواطنين في اليمن.
وفيما يختص بالعمليات البرية, أوضح المتحدث باسم قوات التحالف أن الأمور لا تزال مستقرة على كامل الحدود الجنوبية للمملكة, ولا يخلو الأمر من بعض المناوشات التي تقوم بها المليشيات الحوثية, مثل استخدام قذائف الهاون باتجاه المراكز الحدودية وفي مقدمتها قطاع نجران, وتقوم القوات البرية السعودية بالتعامل معها وفق ما تقتضيه الحالة, مع حرص القوات على استهداف مصادر النيران, وتجنب قصف المنطقة لوجود كثير من القرى والساكنين بها الذين لا علاقة لهم بهذه المليشيات.
كما أفاد العميد ركن عسيري, بأن عمليات الحظر البحري مستمرة على جميع السفن المتجهة من وإلى الموانئ اليمنية, حيث وصلت يوم أمس سفينة تابعة للحكومة الروسية, لإجلاء بعض الرعايا من ميناء عدن, مشيرًا إلى أن العمل مستمر للتنسيق لأعمال الإجلاء والإغاثة لجميع الرعايا المتواجدين هناك من خلال اللجنة المشكلة لذلك, كما يتم تنسيق أعمال الإغاثة الإنسانية بشكل مستمر في الموانئ اليمنية.
بعد ذلك أجاب المستشار في مكتب سمو وزير الدفاع العميد ركن أحمد بن حسن عسيري عن أسئلة الصحفيين, فعن محاولة المليشيات الحوثية وقوات صالح تحويل الصراع مع المملكة إعلامياً, أوضح أن المليشيات لم تتوقف منذ بدء العمليات في استخدام وسائل الإعلام المختلفة ونشر الأكاذيب ومن ذلك ما نشرته وسائل إعلامهم في الأيام الماضية باحتلال ثلاثين قرية سعودية, مؤكداً أن وسائل الإعلام متواجدة اليوم على الحدود في قطاع جيزان وسيكونون غداً في قطاع نجران للاطلاع على الواقع والحقيقة, مشيراً إلى أن الضغط الذي تمارسه قوات التحالف من خلال العمليات الجوية على مواقع المليشيات في صعدة وما حولها جعل المليشيات تحاول تخفيف هذا الضغط بتوسيع نطاق العمليات على الحدود السعودية إلا أن هذه العمليات محدودة ويائسة وليس لها نتائج وتم الرد عليها بشكل صارم من قبل أفراد حرس الحدود.
وحول معرفة حجم المناوشات على حدود المملكة, أبان العميد عسيري أن هناك عنصرا أو عنصرين لديهم هاون من نوع 80 في أحد الجبال يطلق القذيفة ثم يختفي في محاولة منهم لتوسيع نطاق العمليات البرية, مؤكداً أن الأعمال الفردية اليائسة للمليشيات لن تفرض علينا نوع العمل الذي نقوم به بل نحن من يفرض نوع العمل, مبيناً أن الرد على مصادر النيران يفي بالغرض, ومتى ما أصبح الوقت محدداً حسب الخطة للعمل البري سوف يكون -بإذن الله- في الوقت المحدد.
وناشد اليمنيين وقادة التشكيلات العسكرية والضباط والأفراد الخارجين على الشرعية الذين تبيّن لهم أن المنحى والتمرد على الشرعية غير مُجدٍ أن يعودوا لقيادتهم وجيشهم اليمني المخلص المدافع عن شرعية بلاده لحماية المواطن اليمني من ممارسات المليشيات الحوثية, مرجعاً موضوع المحاسبة والمحاكمة لهؤلاء الأشخاص إلى الحكومة اليمنية الشرعية.
وجدّد العميد عسيري التأكيد أن قوات التحالف تعمل وفق منهجية بعيدًا عن المزايدة بالأرقام والنسب, مبينًا أن المستودعات والذخائر والآليات التي استولت عليها المليشيات من الحكومة اليمنية خلال فترة استيلائهم على الحكم في صنعاء وما تم نقله من إيران خلال الرحلات الـ14 الأسبوعية, إضافة لما تم تهريبه من خلال الموانئ اليمنية والسواحل اليمنية خلال الفترة الماضية، لافتًا النظر إلى أن ما أخفي تحت المدارس والفنادق والمساكن قد يوازي ما تم تدميره.
وأفاد العميد عسيري أن هناك وسائل الإعلام تنقل الحدث من داخل اليمن مشوشة ومتخبطة وليس لديهم توجه واضح فتارة نسمع عن سقوط عدن ثم الضالع وشبوة ثم عتق وجميعها مزايدات إعلامية، مؤكدًا أن قوات التحالف لديها خطة عمل وأهداف واضحة سوف تتحقق بإذن الله، كما أن المواطن اليمني يعي اليوم من هو الذي يقتله ويضيق عليه حياته ويحول البلد إلى مستودعات ذخيرة.
ولفت النظر إلى أن ما يراه المواطن اليمني يوميًا على الأرض هو التوجيه الإعلامي الحقيقي, أما ما يروج في وسائل الإعلام الكاذبة من محللين ومنظرين بعيدين كل البعد عن الساحة اليمنية فهي محاولة يائسة بعد أن شاهدوا مشروعهم الذي استثمروا فيه لتدمير المواطن اليمني وبنيته التحتية يدمر الآن أمام ناظريهم ولن يقوم له قائمة إن شاء الله.
وحول الوضع الإنساني في عدن، أكد المتحدث باسم قوات التحالف أن «عاصفة الحزم» ما وجدت إلا لتحقيق كل ما فيه مصلحة اليمن شعبًا وحكومة شرعية, وعلى الذين ينادون بطلب هدنة إنسانية أن يطالبوا المليشيات الحوثية وأعوانهم بهدنة إنسانية للمواطن اليمني والتوقف عن قتلهم كل يوم, وأن يكفوا أذاهم عن المواطن اليمني، لافتًا النظر إلى أن الأعمال الإنسانية والمساعدات الإغاثية تسير بوتيرة متواصلة يوميًا بدون أي تعقيدات, مبينًا أن عاصفة الحزم وقيادة التحالف تعي مسئولياتها تجاه المواطن والشعب اليمني ولذلك تهيئ التوقيت المناسب والمواعيد المنسقة مع الجهات الإغاثية والدول لتسهيل وصولها إلى موانئ ومطارات الجمهورية اليمنية.
وأفاد بأنه ليست العبرة بالوصول إلى مطار صنعاء ولكن العبرة بالتحرك داخل صنعاء ونقل هذه المواد الإغاثية لأن الحوثيين والميليشيات التابعة لهم حوّلوا حياة المواطنين إلى جحيم وهو ما يصعب من مهمة الأعمال الإغاثية, مشيرًا إلى أن على من يطالب بالهدنة لأعمال إغاثية أن يطالب المليشيات الحوثية وأعوانهم بعدم التدخل في شأن المواطن اليمني وتركه يعيش حياته اليومية بسلام.
وعن الأنباء التي تحدثت عن مقتل زعيم المتمردين الحوثيين عبدالملك الحوثي, بيّن العميد عسيري أنه ليس لديهم أي معلومات مؤكدة, وهذا جزاء ومصير هذه الميليشيات الحوثية والمجرمين الذين اختطفوا المواطن اليمني وحياته اليومية وأمعنوا القتل فيه.