المملكة العربية السعودية في فترة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، القريبة، تعيش انتفاضة ملموسة، وغير مسبوقة في كافة الاتجاهات، لا سيما في الاتجاه السياسي، الذي نحن بصدده، حيث سجلت (السياسة السعودية) حضوراً لافتاً على كافة الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية, حظيت جراءه بقبول واحترام، ولم يأت ذلك، إلا بفضل الله، ثم بفضل حكمة وحنكة مليكنا وقائد مسيرتنا الملك سلمان، في فترة بسيطة، لم تتجاوز الشهر الزماني من تولي الملك سلمان، مقاليد الحكم في البلاد. موقفان فقط، حتى كتابة هذا المقال، استطاع الملك سلمان من خلالهما، أن يرسخ مكانة المملكة، وقوة إرادتها المستمدة من الشرع الحنيف (الموقف الأول) جراء هجوم وزيرة خارجية السويد على المملكة وسياستها القضائية وتدخلها السافر في شئون هذه البلاد، على سبيل النقد، دفاعاً عن المدعو (رائف) المحكوم عليه جراء تجاوزاته التي أدانه فيها القضاء في المملكة، ومن ثم الحكم عليه، وابتداء إقامة الحد الشرعي، هذا الحكم، لم يرق لمملكة السويد، ممثلة بوزيرة خارجيتها، حيث انتقدت السجل السعودي في مجال حقوق الإنسان، وركزت هجومها على مرفق القضاء، نتيجة جهلها بقيمته ومكانته في نظام الحكم السعودي، أو لمقصد غير خاف على أرباب السياسة، بدليل تصدي الدولة لهجوم وزيرة الخارجية، وما تبعه من إجراءات تأديبية، لم تتوقعها استوكهولم، من أهمها استدعاء سفير المملكة بالسويد، ورفض التدخل بشئون المملكة، ناهيك عن ما واجهته السويد، ووزيرة خارجيتها، من نقد على أكثر من صعيد، سواء كان رسمي أو شعبي، في خطوة لم تحسبها مملكة السويد، مما جعلها تفيق من غفلتها، لتتدارك هذه الأزمة، وتسارع لتطويقها، وعدم استفحالها، منعاً لخسارة دولة كبيرة بحجم المملكة، المؤثر دولياً، حتى رأينا، كيف قدّمت حكومة السويد اعتذارها وأسفها لقيادة بلادنا، هذه النهاية لا شك أنها سعيدة للسعوديين، سوداوية للسويد، وهي دون أدنى شك، نصر في سجل الدبلوماسية السعودية الحافل بالانجازات، وبذلك استطاعت المملكة أن تروّض السويد ووزيرة خارجيتها وملكها، وتلقنها درساً أظنها لن تنساه في قادم الأيام، مما سيجعلها، تحسب، لكل خطوة، تفكر أن تقدم عليها، أو يقدم عليها أحد مسئوليها السياسيين على الأخص، أو غيرها من الدول المتربصة، وفي هذه الأزمة المفتعلة من وزيرة خارجية السويد، بانت دبلوماسية دولتنا وسياسة قائد مسيرتناي المرحلة القادمة، قوامها الاعتزاز بالدين وبقيمة وكرامة الوطن، هذه جزئية واحدة حازمة في سياق (حزمة) من حزم المليك المفدى، في وجه المواقف الحاسمة (الموقف الثاني) مع أزمة اليمن التي افتعلها الحوثي الشيعي الاثنا عشري، وجماعته والخونة معه، ومن وقف بجانبه من الفرس الصفوية، وحزب الشيطان اللبناني، هذه الأزمة التي بذلت فيها السياسة السعودية جهداً بالغاً دون جدوى، بل رأت أنها تتفاقم يوماً بعد يوم، مما ينذر بالخطر على بلادنا، حتى تم الانقلاب على الشرعية في البلاد، ونتيجة لاستغاثة رئيس اليمن الشرعي، كان مما لابد منه، من التدخل السريع وقطع الطريق على الحوثي وعملائه من الخونة والفرس، وهم الذين انقلبوا على الشرعية في اليمن، ليقلبوه من اليمن السعيد إلى اليمن التعيس، ليجعلوه وسيلة وتكأة لصوب أنظارهم الحاقدة، تجاه بلادنا، الملك سلمان، أدرك الخطر على البلاد، لذا لم يتوان في اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، حتى فاجأ الجميع، في الليلة الظلماء، لاسيما المستهدف، بما أطلق عليه (بعاصفة الحزم) بقيادة المملكة ومعها الدول الشقيقة والصديقة الصادقة، التي هبت للاشتراك في تحالف هذه العاصفة القاصمة لظهر الحوثي وأتباعه الفرس والخونة معهم، لتطهير اليمن من رجسهم ودحرهم، وبالتالي عودة الشرعية له، ورأينا ذلك التفاعل الجمعي المحلي والإقليمي والعربي والدولي، مع هذه العاصفة التي تهدف أولاً لإنقاذ اليمن من تهور الحوثي، والخائن علي عبدالله صالح، وتدخل الفرس بشئون العرب، نتيجة خيانة بعض الشيعة العرب، الكل يعرف كنه الحوثي ومذهبه العقدي، فهو من (الجارودية) إحدى فرق (الزيدية) في صعدة باليمن، وكما هو معلوم، أن الزيدية هي أقرب المذاهب الشيعية لأهل السنة والجماعة، كونهم لا يلعنون الصحابة، بل يترضون عليهم، وليس بينهما صدامات، نعم ثمة اختلافات في مسائل قليلة بين الزيدية وأهل السنة والجماعة، لكننا نرى علماء الزيدية، ينكرون بقوة على الحوثية عقائدهم المنحرفة، بل يكفرونهم، لذلك لم يجد الحوثية، بداً من أن يتجهوا لإيران ليتعلموا في حوزاتها، وفي أحضان أصحاب العمائم والملالي، حتى باتوا خاتماً في أصابعهم، وجعلوا منهم أياد خفية، زرعوها في اليمن، وقد رأينا كيف حاول الحوثية، من التدخل في بلادنا، من خلال الحد الجنوبي، حيث تصدّت لهم قواتنا الباسلة وقضت عليهم، وقد كتبتُ في حينها، عام 2009م بهذه الجريدة، مقالاً من جزئين، بعنون (العملاء المعتدون..أحفاد ابن سبأ) أبنتُ فيه نشأتهم وأماكن وجودهم وعقائدهم واتصالاتهم بإيران، أعقبته بمقال أخر، بعنوان (أيها الشيعة العرب..انتبهوا للخطر) أنبه وأحذر العقلاء منهم في محيطنا من خطر استغلال الشيعة الفرس للشيعة العرب، وخاصة المغفلين منهم، لكن يبدو أن الجهل موغل في عقولهم، بدليل ارتمائهم في أحضانهم، وهو ما نشاهده اليوم من خلال بعض شيعة سوريا والعراق ولبنان واليمن وغيرها، وما كشفته بعض مواقع التواصل الاجتماعي، وبعض الصحف، من وجود كتاب ومغردين، معروفين (شيعة عرب) متعاطفين مع (الشيعة الفرس) بقي القول، الملك سلمان بهذين الموقفين الشجاعين، اللذين أشرت لهما، لا أخاله، إلا وهو الزعيم الحازم والعازم، بعون الله، باسترداد (هيبة وكرامة) أمته وتاريخها المجيد، والناصر لكل مستغيث، وبهذا المفهوم الحازم من القائد المظفر، ستسير بلادنا بحول الله في مستقبلها المتجدد والآمن في مرحلة، تعي حقيقتها الدول المتربصة، وتحسب للخراج من أي أزمة قد تفتعلها مع المملكة، لتجد الملك سلمان الحزم، في وجهها، كيف لا! وقد روّض السويد، وروّع الفرس.. ودمتم بخير.