=1=
* مواقع التواصل الاجتماعية والمصداقية *
بقدر ما يزداد انتشار مواقع التواصل ويزيد عدد المتعاملين معها إلا أنها مع الأسف بدأت تفقد كثيراً من مصداقيتها والثقة بها، والسبب الرئيس أن أغلب المشاركين فيها يكتبون وينشرون دون رقيب ودون أدنى تمحيص للمعلومة كانت: سياسية أو صحية أو ثقافية.. ولهذا صار الواحد عندما ينقل معلومة ويشير إلى أن مصدرها أحد مواقع التواصل سرعان ما يشكك المتلقي بصحتها.
إن مرحلة الشك التي وصلت إليها مواقع التواصل أعطت للوسائط الإعلامية الأخرى من مرئية ومقروءة ومسموعة الوافر من الثقة والمصداقية فيما تعرضه وتنشره لأن هناك رقيباً ومحاسبة على المعلومة التي تصدر منها فضلاً عن أنها مؤسسات معروفة وأصحابها يمارسون عملهم تحت ضوء الشمس.
الإشكالية أن مواقع التواصل الاجتماعي فضاء مفتوح ولا تدري من يخاطب من؟ صحفاً أو قنوات أو إذاعات وليس فيها مسؤولون تتم مخاطبتهم ودعوتهم إلى التوثيق والمصداقية، إذ كل مشارك له قناته وإذاعته وصحيفته.
إن صدقيه الكلمة مثل شرف المرأة فإذا غاب الصدق عن الكلمة أصبحت لا قيمة لها وهجرها الناس.
=2=
* العربية: حضور وتجديد *
«قناة العربية» أثبتت حضورها المتميز في تغطية أحداث «عاصفة الحزم» خبراً وتحليلاً ولقاءات وصورة.. وأصبحت أحد أهم مصادر استقاء المعلومة محلياً وعربياً وعالمياً.. وقد لاحظت أنها أضافت خدمة جميلة وهي «هشتقة الخبر» على شاشتها بحيث يتابع المشاهد كل تعليق أو جديد ليتفاعل ويشارك وتفاعل المشاهد مع هذا «الهاشتاق» مثل الحدث الأهم: «عاصفة الحزم».
لا أملك إلا أن أحيي الكفاءات السعودية التي تقف خلف هذا النجاح «للعربية» وفي مقدمتهم مديرها أ. تركي الدخيل الذي كان اختيار المجموعة له موفقاً فهو كما وصفه الشيخ وليد الإبراهيم في بداية اختياراه «كفاءة إعلامية قديرة «وقد أثبتت نجاحها بالعربية»: إدارة وحضوراً وجميل تعامل فسار بها إلى نجاح جديد وأضاف إلى ما قدمه مدراء القناة السابقون، لقد وفق في التعامل الإعلامي مع الحدث الأهم والحساس «عاطفة الحزم» يعاضده زملاؤه بالقناة من الكفاءات السعودية والعربية.
=3=
* واس: الثقة وإيجابيات تحولها لهيئة *
* وكالات الأنباء هي أهم مصادر الإخبار التي تغذى الوسائط الإعلامية فالحكومات والمتلقون يعتمدون عليها لموثوقيتها ولوجود كوادر إعلامية ذات تأهيل وخبرة وقدرة على قراءة واعية للخبر قبل بثه.
«وكالة الأنباء السعودية» عُرفت منذ قيامها بالحرص على صدقية ما تبثه انطلاقاً من سياسة المملكة ولهذا صارت موقع ثقة المتلقي والجهات الإعلامية داخلياً وخارجياً.
وبعد تحويلها إلى هيئة تحركت أكثر ووظَّفت المرونة التي منحها لها نظام الهيئة في خدمة الخبر، والانتشار والشراكة المجتمعية في المناشط والمناسبات ولم يكن ذلك متاحاً لها عندما كانت تسير وفق إجراءات «بيوقراطية» لا تمكنّها من التحرك ولا تعطيها الصلاحية للتجديد وانتقالها لموقعها الجديد سيوفر لها حراكاً أكثر وإمكانات أكبر للمزيد من العطاء الإخباري الشامل، ويبدو أن المبنى على وشك الانتهاء وقد وزارة معالي وزير الثقافة والإعلام د. عادل الطريقي مما يشير إلى قرب تدشينه وانتقال الوكالة إليه.
من متابعتي لما تبثه الوكالة كمواطن ومشارك بقلمي وصوتي أفدت من موادها الإخبارية، حيث أعتمد عليها عندما أطرح رأياً مكتوباً أو مشاهداً لثقتي بدقة الخبر، وآخرها في لقاء لي مع «العربية» استندت في تعليقي وما قلته باللقاء على «واتس».
ختاماً تحية لمعالي الوزير د. عادل الطريقي الذي كان يتابع أحداث «عاصفة الحزم» وما يقدّمه إعلامنا ميدانياً وليس مكتبياً وعلى مدار الوقت: وتقديراً لمعالي رئيس الوكالة أ. عبدالله الحسين ونائبه أ. أحمد العوض، وبقية زملائهم الذين يغطون الأحداث بأمانة ويعملون بلا أضواء مع أنهم هم الذي ينشرون أضواء الأخبار الموثوقة.
=4=
* آخر السطور *
((وإن أصدق حرف أنت ناشره
حرف يقال إذا أطلقته صدقا))
- شاعر عباسي بمرتبة إعلامي موثوق.