بما أن (داعش) الزبون الرئيس للشركات الأمنية حالياً.. فإن الحديث عن هذه الشركات يحتاج للمزيد من التفصيل.
فليس جميع العاملين فيها متواجدين في نفس البلد (المنشأ) لكنهم في أنحاء كثيرة من العالم. أو أنهم في بلدانهم.. وتوجد لدى الشركات الأمنية قوائم بالأسماء و(المؤهلات) والمهام. وعند (التعاقد) يتم التواصل معهم عن طريق شركات وسيطة لا علاقة لها بطبيعة عمل هذه الشركات.. لكنها تقوم بأكمال اللازم.. بتأمين النفقات ووضع خرائط (الطريق) وتقديم أسماء (الوسطاء) وأماكن تواجدهم حتى يتمكنوا من الوصول للمكان أو الأماكن التي تطلبهم للعمل.. أي أن جزءاً هاماً من عملها يتم عن طريق (مافيات) تعمل في غسيل الأموال وتجارة المخدرات والتجارة الحرة والاستيراد والتصدير.
ولمعرفة بعض جوانب هذا العمل نشير إلى أنه توجد في كل بلدان أوروبا والأمريكيتين وأستراليا وشرق آسيا.. شركات أمنية خاصة بالعمل الليلي.. أي (السهر) في النوادي الليلية وأماكن الترفيه ولعب القمار وبيع المخدرات. هذه الشركات يعمل فيها عدد كبير جداً مما يسمى (البوديقارد) من (التلوح) أو (الجحوش) أصحاب الأجسام الكبيرة من رياضيين سابقين وغيرهم. وحسب مجالاتهم فإن الشركات العاملة في هذا المجال.. تسيطر على مدن وشوارع حيوية وأماكن معروفة.. لذا فإن أي (محل) يقع فيها ملزم بأن يطلب تامين (حراساته) عن طريقهم وإذا تعامل مع شركات أخرى فإن (عمله) مهدد بالتدمير في أي ليلة عن طريق معركة تدور بين (الزبائن) وما عليه إلا أن يعود لطريق الصواب لتأمين عمله.. وهذا العمل له وسطاء ومموليه حسب طلب (الزبون) ونزع التجارة التي يديرها.. وهذا يبدأ من (الدعارة) وتوزيع المخدرات.. إلى السهر (النظيف) والعقاب والاغتيال والأجبار على سداد الديون المتأخرة. من هنا ندخل إلى داعش وطبيعة عملها الإرهابي.
لأن هذا التنظيم الدموي لا يضم المؤمنين بالله والمتشددين من المسلمين لدواعي فكرية. بقدر ما هو الأداة الأساسية لتطبيق فكرة (الفوضى الخلاقة).. وهذا النوع من الفوضى.. لا يحتاج تنفيذه إلى (فكر).. لكنه يحتاج إلى نوع من الغطاء وطبعاً فإن (الإسلام) هو القاعدة أو الأرضية المناسبة لمنطقة الشرق الأوسط ودول العالم الإسلامى.. لكنه لا يحتاج إلى إيمان ومؤمنين وما هؤلاء إلا المخدوعين والمتورطين الذين لا أمل لهم في العودة إلى أوطانهم للعودة للحياة الطبيعية.. فهم تحت طائلة العقاب المفروض عليهم داخل التنظيم.. وليس لهم أمل سوى الإنخراط في دائرة الدم والعمل كقتلة محترفين.. لأن داعش كما أريد لها هي عدو أساسي للإسلام.. وهي من خلال الشركات الأمنية تؤجر القتلة المحترفين بمختلف مستوياتهم ومن مختلف انحاء العالم.. سواء من جنود الميدان.. أو من خبراء المتفجرات.. وخبراء المركبات.. أو القادة الذين يتولون إدارة حرب العصابات أو أولئك الذين يتولون مهام التدريب.
وليس صحيحاً أن غير المسلمين الذين انضموا لهذا التضيم المدمر هم من المخدوعين بالدعاية. فلا أحد منهم يعرف أي شيء عن الإسلام.. أو شكل وهوية (الدولة) التي تريد أن تقول بها داعش.. لا أحد يعرف ولا حتى من المسلمين أنفسهم.. لأن الدعاية لهذا التنظيم يقدمها الدعاة والوسطاء الذين يتقاضون مبالغ كبيرة عن (الرؤس) التي يقدمونها للذبح وهي على شكل معونات وهبات ومكآفات وثمن سلع وأراضي وغيرها.
لكن إذا قال أحدنا أن هوية ممول داعش واضحة ومحددة فإن السؤال يظل قائماً.. حول الطريقة التي تصل بها أموال داعش عن طريق شرعية عبر بعض البنوك إلى مصادر شراء السلاح والعتاد والتموين.. ووصول هذه الأموال إلى أيدي قادة داعش للإنفاق على متطلبات التعبئة الميدانية.
لم يعد السؤال عن التنظيم.. لكن السؤال هو: كيف تضخ الأموال لتصل إلى داعش؟.. وما هي القنوات الشرعية أو المشروعة التي تضمن إيصالها لأيدي القتلة وتمويلهم دون ريبة أو شكوك؟!.
- عبدالله باخشوين