طهران - أحمد مصطفى:
ألمحت إيران أمس الأحد إلى إمكانية تمديد المفاوضات النووية مع السداسية الدولية (أمريكا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين) إلى ما بعد (يونيو) المقبل، وهو الموعد المحدد لتوقيع الاتفاق التأريخي بين إيران والسداسية الدولية في جنيف.
وقال كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي للتلفزيون الإيراني على خلفية شروط قائد الثورة برفع العقوبات دفعة واحدة وممانعة أمريكا والغرب لذلك: (إن طهران والسداسية الدولية قد تعمد إلى تمديد المفاوضات النووية إلى ما بعد شهر يونيو القادم إذا لم نتوصل إلى تسوية لهذه القضية، وأضاف في تصريح للتلفزيون الإيراني أمس: إن السماء سوف لن تنطبق على الأرض إذا تجاوزنا شهر يونيو خصوصاً أن المباحثات ستكون صعبة ومعقدة).. وتابع المسؤول الإيراني: إننا سنجري مفاوضات سريعة في الأيام القادمة، وقد نحقق التقدم قبل شهر يونيو، لكن ذلك يعتمد على الإرادة السياسية للدول الغربية وأمريكا.. ورفض عراقجي شروط أمريكا وأوربا بتفتيش مواقع إيران العسكرية، وقال: إن إيران لن تسمح لأي إشراف والاطلاع على قدراتها الصاروخية أبداً، وترفض الإشراف على قوتها الدفاعية والتفاوض بخصوص صواريخها الباليستية, وقال لدى إجابته على سؤال بأن بيان مدينة لوزان السويسرية يشير إلى احتمال تفتيش المنشآت النووية في إيران في إطار PMD.. وأضاف عراقجي إن الصواريخ التي تمتلكها إيران سواء الباليستية أو غيرها لن تخضع لإشراف الطرف الآخر في المفاوضات مع طهران أبداً. وتشهد دوائر صنع القرار الإيراني جلسات مستمرة حيال شروط المرشد خامنئي للتوافق النووي، خصوصاً أن تلك الشروط قد بعثرت جميع أوراق الرئيس روحاني وفريقه النووي الذي كان يظن الاقتراب من ساحل التسوية النووية.
وفي هذا السياق عقد المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية في إيران المقرب من المرشد خامنئي برئاسة كمال خرازي جلسة مع الفريق النووي، حيث شارك في تلك الجلسة رئيس منظمة الطاقة النووية علي أكبر صالحي وعباس عراقجي وتخت روانجي، للرد على أسئلة أعضاء المجلس حول المفاوضات النووية الأخيرة التي جرت في لوزان بسويسرا. وفي ختام الاجتماع أكد كمال خرازي على ضرورة الممانعة والتحلي بالمزيد من الوعي والحذر في صياغة الوثيقة النهائية والحفاظ على أمن العلماء والمنشآت النووية الإيرانية.
وفي السياق النووي أكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن التزامات إيران قابلة للعودة إذا تنصل الطرف عن التزاماته، موضحاً: يمكننا بسهولة ربط حاويات غاز سادس فلوريد اليورانيوم، والقيام بتخصيب اليورانيوم. وقال صالحي في حوار متلفز بشأن الجوانب التقنية لبيان سويسرا (لوزان): لدينا حالياً قرابة 19 ألف جهاز طرد مركزي من الجيل الأول، 10 آلاف منها تعمل حالياً، ومن هذه الـ10 آلاف جهاز، 3 آلاف جهاز في منشأة فوردو.
وأكد ضرورة امتلاك إيران لأجهزة طرد مركزي متطورة، من أجل تحقيق 190 ألف سو (SWU) (وحدة فصل)، وبشأن مفاعل أراك للماء الثقيل، قال صالحي إن هذا الموضوع كان أحد أكبر التحديات، فهم كانوا يقولون يجب إغلاق هذا المفاعل، وسنعطيكم مفاعل للماء الخفيف.. إلا أن أحد الخطوط الحمراء التي حددها قائد الثورة، هي أننا يجب أن يكون لدينا ماء ثقيل.. وتصف إيران الموافقة الأمريكية بـ(الخدعة) الكبرى لتطويق إيران في المنطقة.