استيقظ اليمنيون ذات صباح على أحداث دراماتيكية متسارعة غير مبررة لميليشيات الحوثي وصالح وبدعم إيراني علني واضح وسافر، ذاك الصباح الذي تبخرت فيه أحلام وآمال اليمنيين في بناء وطن ديمقراطي يتعايش فيه الجميع، وتحل مشكلاته بالحوار. وفيه تم إطلاق رصاصة الموت على مسودة الدستور الوليد والمنبثق عن أقوى حوار وطني شامل وقع الجميع على مخرجاته.
عندما كان اليمنيون يتحاورون، كان عبدة الشيطان الايراني يخططون لتدميركل ما يتم الاتفاق عليه بحرب شعواء لا تبقي ولا تذر. استلم ملف المناقصة مقاول الهدم والتدمير الحوثي وبدعم وتنسيق وتسهيل كبير من قبل المخلوع صالح، وذلك بعد اتفاقية روما المشؤومة بين أحمد علي عبدالله ووفد إيراني رفيع المستوى، وتم وضع اللمسات الخبيثة لمشروع التآمر والعمالة ضد اليمن واليمنيين ودول الجوار وخدمة للمشروع الإيراني في المنطقة.
تم التنفيذ بمبررات واهية وكاذبة، تارة بمحاربة الإرهاب وتارة بإسقاط الجرعة وتارة من أجل تنفيذ مخرجات الحوار، وعندها تم تمكين الحوثيين وبمعية خبراء واستشاريين عسكريين إيرانيين ولبنانيين من مخازن أسلحة الحرس الجمهوري والقوات الخاصة، وتم التحكم والسيطرة من خلال قيادات حوثية ومؤتمرية تدين بالولاء المطلق لصالح والحوثي.
بدأ التغول في أجهزة المخابرات اليمنية وتم تسليم نسخة كاملة لجهاز المخابرات اليمني (الأمن القومي) بكل تفاصيله وأسراره للإيرانيين قبل سنتين تقريباً، في لقاء جمع عمار محمد بن شقيق صالح ووكيل جهاز الأمن القومي السابق مع مسؤول كبير في المخابرات الإيرانية في دبي. أظهرت الأحداث انهيارات كبيرة جداً في الجيش ودعم غير محدود للحوثي في إسقاط العاصمة صنعاء وسبع محافظات يمنية دون مقاومة تذكر إلا من أبناء القبائل الرافضين للمشروع الإيراني في اليمن، الأخطر في الأمر أن العقيدة القتالية لوحدات الحرس العائلي والقوات الخاصة التي تتبع لأبناء المخلوع قد تغيرت بشكل كبير جداً، فلم تعد كونها وحدات عائلية فقط، بل أصبحت تدين بالولاء العقائدي والمناطقي للحوثي وترفع شعاره وصرخاته، وأصبحت تدمر المساجد والمنازل ومؤسسات الدولة حتى القصر الرئاسي، وتم اختطاف الرئيس والوزراء و...
بلغ السيل الزبى وانحدرا، وبلغ اليأس باليمنيين حدا لا يطاق، وساء الظن بالقريب والبعيد، وصاح اليمنيون ( ليس لها من دون الله كاشفة) فقيض الله لليمن وأهله سلمان بن عبدالعزيز- حفظه الله ورعاه-، فقام بما يجب أن يقوم به أخ كبير تجاه أخيه الصغير الذي وقع عليه الحيف والظلم، ولم يكن هناك ثمة خيار آخر غير هذه العاصفة المباركة، التي رفعت منسوب الأمل في القلوب، والمحبة في الصدور تجاه الأشقاء وأخوة الدين والنسب في الخليج وفي الوطن العربي الكبير، اليمنيون ممنونون لكم يا سلمان يا ملك الانسانية ويا سيف العرب البتار، حتى قال قائلنا: (سلمان منا أهل اليمن) ولن ننساها لك ما حيينا.
أغلبية الشعب اليمني مؤيد وراض ومنشرح بعاصفة الحزم قلبه، كلهم معها ومنها وإليها إلا عملاء ايران وأذناب نصر اللات وهم قلة قليلة لا تكاد تذكر في المجتمع اليمني. اليمنيون في الداخل والخارج باختلاف توجهاتهم ومشاربهم مؤيدون ومباركون وداعون إلى مواصلة العاصفة حتى تعصف بالعملاء من أرض الإيمان والحكمة، فليس للخونة وبائعي الدين والضمير في اليمن موطئاً، فليذهبوا إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم. أما نحن اليمنيين فنقولها رافعين بها رؤوسنا ومدوية بها حناجرنا، سلمان منا أهل اليمن، سلمت الأنامل، وسلمت الأيادي، وحفظ الله سلمان وولي عهده، وولي ولي عهده الميامين..
- أحمد رناح